تقاريرصحافة عبرية

إسرائيل تهدد عباس: مهلة القضاء على مقاومي جنين تنتهي ودمائهم على يديك

في خطوة تهديدية غير مسبوقة، وجه الاحتلال الإسرائيلي تحذيرًا قاسيًا لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، يطالبه بالتحرك السريع لفرض سيطرته الأمنية على مدينة جنين، تحديدًا على مقاومي الاحتلال هناك.

التحذير، الذي وصفته وسائل الإعلام العبرية بأنه “خطير للغاية”، حمل في طياته إشارة واضحة إلى أن الوقت الممنوح لعباس قد أوشك على الانتهاء، وأن أي تأخير في تنفيذ المهمة الموكلة له قد يعرضه لعواقب وخيمة، مع دماء المقاومين الفلسطينيين التي ستكون على يديه إذا فشل في التحرك سريعًا.

التهديدات التي أرسلها الاحتلال تأتي في وقت حساس للغاية، حيث تشهد مدينة جنين تصاعدًا ملحوظًا في عمليات المقاومة ضد الاحتلال.

وقد سعت قوات الاحتلال إلى التقليل من فاعلية هذه المقاومة، التي باتت تمثل تهديدًا حقيقيًا لأمن الاحتلال، عبر مطالبة عباس بتفعيل التنسيق الأمني بين السلطة الفلسطينية والجيش الإسرائيلي، وهو ما دفع السلطة إلى حالة من التوتر الشديد في ظل الضغوط الشعبية المتزايدة ضد هذا التنسيق، خاصة بعد تصاعد حملات المقاومة في المخيمات الفلسطينية بالضفة الغربية.

وتأتي هذه التحركات الإسرائيلية بعد تصاعد العمليات العسكرية في جنين، حيث أكد الإعلام العبري أن إسرائيل تعتبر مدينة جنين، ولا سيما مخيمها، “معقلًا للإرهاب” يجب القضاء عليه بأسرع وقت ممكن.

وذكر التقرير أن السلطات الإسرائيلية قد أرسلت رسالة غير مباشرة لعباس تؤكد له أن “المهمة” ضد المقاومين في المدينة يجب أن تنتهي قريبًا، أو أن الاحتلال سيضطر للقيام بعملية عسكرية شاملة للقضاء على المقاومة في المنطقة.

الاحتلال الإسرائيلي، الذي ظل يعتمد على التنسيق الأمني مع السلطة الفلسطينية لمحاربة المقاومة في الضفة الغربية، أصبح الآن في موقف بالغ الحرج.

فقد أصبح عباس، الذي كان يُعتبر شريكًا رئيسيًا للاحتلال في مجال مكافحة “الإرهاب”، في قلب معركة وجودية بين مقاومة الشعب الفلسطيني وبين سياسات الاحتلال. في هذا السياق، يوجه الاحتلال رسالته القاسية لعباس: إما أن تنفذ المهمة وتلعب دورًا أمنيًا ضد مقاومي جنين، أو سيكون الثمن باهظًا.

لكن الوضع الميداني في جنين لا يعكس الرغبة الفلسطينية في التراجع، بل على العكس، فقد أظهرت المقاومة هناك قوتها وتزايد نشاطها بشكل ملحوظ، ما جعل الاحتلال يشعر بالقلق من أن أي توغل عسكري في المدينة قد يؤدي إلى زيادة غير مسبوقة في مقاومة الشعب الفلسطيني في مختلف المناطق.

وأدى ذلك إلى حالة من التوتر بين الاحتلال وعباس، حيث يتم الضغط على الأخير بشكل متسارع للانخراط بشكل أكبر في حملة إسرائيلية لتصفية مقاومي جنين، وهو ما أصبح يشكل تحديًا صعبًا له في ظل الرفض الشعبي والوطني لمثل هذا التعاون.

التهديدات التي أرسلتها إسرائيل إلى عباس عبر وسائل الإعلام العبرية لم تكن مجرد تصريحات سياسية، بل كانت تهديدات عسكرية صريحة، تعكس رغبة إسرائيل في فرض واقع أمني جديد على السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية.

فباعتبار أن جنين أصبحت نقطة التماس الأساسية بين الاحتلال والمقاومة، فإن إسرائيل تعتبر أن القضاء على هذه المقاومة يعني القضاء على مصدر قلق رئيسي لها في المنطقة.

تجدر الإشارة إلى أن العمليات العسكرية في جنين، التي ازدادت بشكل ملحوظ خلال الأشهر الأخيرة، قد أثارت قلقًا كبيرًا لدى الاحتلال، الذي يعكف الآن على دراسة سبل القضاء على هذه المقاومة بشكل جذري.

في الوقت ذاته، يتوقع مراقبون أن تشهد الأيام القادمة تصعيدًا في العمليات العسكرية ضد جنين، لا سيما في ظل التحذيرات التي أطلقها الاحتلال مؤخرًا.

وتجد السلطة الفلسطينية نفسها في موقف بالغ الصعوبة. فهي مطالبة بالحفاظ على التعاون الأمني مع الاحتلال الإسرائيلي، وفي نفس الوقت تواجه ضغوطًا شديدة من فصائل المقاومة والشارع الفلسطيني لرفض هذا التعاون.

ورغم التهديدات الإسرائيلية، يبقى مستقبل الوضع في جنين مفتوحًا على جميع الاحتمالات، حيث أن المقاومة الفلسطينية في المدينة تواصل مقاومتها بكل ما أوتيت من قوة، مما قد يضطر الاحتلال إلى تنفيذ خطط عسكرية موسعة قد تشعل الوضع في الضفة الغربية بشكل غير مسبوق.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى