في إطار زيارته إلى مصر على هامش قمة الدول النامية التي أقيمت في العاصمة الإدارية الجديدة، قام وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي بزيارة عدد من المقامات الدينية الهامة في القاهرة، حيث تضمنت زيارته كلا من مقامي السيدة زينب والسيدة نفيسة، إضافة إلى زيارة عدد من المساجد العريقة في العاصمة.
وتعد هذه الزيارة جزءاً من برنامج وزير الخارجية الإيراني الذي اختتمه مساء الجمعة بعد مشاركته في القمة التي شهدت حضور ممثلين عن العديد من الدول النامية.
وفي بداية جولته الدينية، توجه عراقجي إلى مقام السيدة زينب في حي السيدة زينب، وهو من أهم المعالم الدينية في القاهرة. وقد أبدى الوزير الإيراني إعجابه بالمقام واهتمامه البالغ بتاريخ هذا المكان الذي يعتبر مهدًا للعديد من الفعاليات الدينية والثقافية في المنطقة. وتعتبر السيدة زينب بنت علي بن أبي طالب من الشخصيات المحورية في التاريخ الإسلامي، إذ يُنظر إليها باعتبارها رمزًا للعلم والإيمان. وحظيت الزيارة بتقدير كبير من قبل الزوار والعاملين في المقام الذين رحبوا بالوزير الإيراني وقدموا له شرحاً عن تاريخ المقام وأهميته.
ثم انتقل عراقجي إلى زيارة مقام السيدة نفيسة في حي مصر القديمة، الذي يُعد من أقدس الأماكن في القاهرة ويعتبر مكانًا ذا أهمية روحية خاصة. السيدة نفيسة هي من نسل النبي محمد، وقد قدمت العديد من التضحيات في سبيل نشر العلوم والمعرفة. وقد عبر وزير الخارجية الإيراني عن تقديره لهذه الشخصية التي تُعد رمزًا من رموز العطاء والكرم في تاريخ الإسلام.
وكانت الزيارة تهدف إلى تعزيز أواصر العلاقة بين إيران ومصر من خلال التركيز على الجوانب الدينية والثقافية، وهو ما يعكسه اهتمام عراقجي بالثقافة الإسلامية ومختلف الأماكن التي تحتفظ بذكرى الأنبياء والصحابة. ومن المعروف أن إيران ومصر تمتلكان تاريخًا طويلًا من التفاعل الثقافي والديني، رغم التحديات السياسية التي شهدتها العلاقات بين البلدين في السنوات الأخيرة.
وفي ذات السياق، زار وزير الخارجية الإيراني عدة مساجد تاريخية في القاهرة، والتي تشتهر بعراقتها وجمالها المعماري. وقد شملت هذه الزيارة مساجد مثل مسجد محمد علي ومسجد الحسين، حيث أبدى عراقجي إعجابه بالتصاميم المعمارية المميزة لهذه المساجد، والتي تجمع بين الفن الإسلامي التقليدي والحديث. كما قام الوزير بجولة داخل بعض هذه المساجد للاطلاع على التاريخ العريق لهذا التراث الديني والمعماري الذي يشهد على الحضارة الإسلامية.
وشدد عباس عراقجي خلال هذه الزيارة على أهمية التعاون الثقافي والديني بين إيران ومصر باعتباره ركيزة أساسية لتعزيز العلاقات بين الشعبين، مؤكدًا على ضرورة تعزيز الفهم المتبادل في مختلف المجالات الدينية والثقافية. وأشار إلى أن الزيارة تأتي في وقت حساس يشهد فيه العالم العديد من التحديات، وأن تعزيز التواصل بين الدول الإسلامية من خلال زيارة الأماكن المقدسة يعد خطوة مهمة نحو بناء جسر من التعاون.
من جهة أخرى، أكد الوزير الإيراني على دور مصر المحوري في المنطقة العربية والإسلامية، مشيدًا بمواقفها الثابتة في الدفاع عن القضايا الإسلامية والتأكيد على أهمية التنسيق بين الدول الإسلامية لمواجهة التحديات الراهنة. وقال إن زيارته هذه تهدف إلى تعزيز هذه المواقف من خلال تقوية العلاقات بين البلدين في مجالات متعددة، بما في ذلك الديني والسياسي والثقافي.
وختامًا، تجسد زيارة عباس عراقجي للقاهرة هذه المرة أهمية العلاقات بين إيران ومصر من منظور جديد يركز على البُعد الديني والثقافي، وهو ما يفتح الباب أمام فرص جديدة للتعاون بين البلدين في العديد من المجالات. ومن المتوقع أن تساهم هذه الزيارة في تحسين صورة إيران في مصر وتعميق التفاهم بين الشعبين، خاصة في ظل الظروف السياسية المعقدة التي تمر بها المنطقة.
تُعتبر زيارة وزير الخارجية الإيراني إلى مصر بمثابة خطوة في اتجاه تعزيز الحوار بين الدول الإسلامية وتبادل الثقافات، وهو ما يعكس رغبة حقيقية من إيران في تعزيز علاقاتها مع مصر وتحقيق التعاون المثمر في مختلف المجالات.