تقاريرعربي ودولى

صفقة تبادل الأسرى بين حماس وإسرائيل تتجه نحو انفجار تاريخي

في تطور مزلزل يعكس حجم التحولات الكبرى التي تمر بها المفاوضات السرية بين حركة حماس وحكومة الاحتلال الإسرائيلي، كشفت مصادر مطلعة أن الأطراف المعنية باتت على بعد خطوة واحدة من الوصول إلى اتفاق يغير المشهد بشكل جذري.

مفاوضات لا تسير إلا في الظل، وبين سطورها يكمن التوتر والخوف من تبعات كل خطوة على الطرفين في ظل تدخل الوسطاء الدوليين، وعلى رأسهم مصر وقطر، الذين يحاولون وضع اللبنات الأخيرة في صفقة تبادل الأسرى التي تثير الكثير من الجدل.

بعد أسابيع من المفاوضات الماراثونية التي تجري في الخفاء، يبدو أن الجسر بين الطرفين على وشك أن يكتمل، حيث أكدت مصادر من داخل حركة حماس أن التوصل إلى تفاهمات حاسمة حول صفقة التبادل بات قريبًا جدًا.

ما كشفه أحد القياديين في الحركة حول التقدم النوعي الذي تحقق في الساعات الأخيرة يفتح الباب أمام احتمالات صادمة. حيث تم الاتفاق على كيفية تحديد عدد السجناء الفلسطينيين الذين سيتم الإفراج عنهم مقابل كل أسير إسرائيلي في يد حماس، لتقترب الأمور من نقطة اللاعودة.

ومع أن التفاهمات قد تبدو في ظاهرها مريحة، إلا أن الجانب الأكثر تعقيدًا يكمن في اختيار الأسماء التي سيتم إطلاق سراحها من السجون الإسرائيلية. هناك سجناء فلسطينيون محكومون بالمؤبد وهم من أبرز الأسماء في الحركة، مثل مروان البرغوثي، القيادي البارز في حركة فتح، وأحمد سعدات، الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، إضافة إلى عبد الله البرغوثي، القيادي في حماس في الضفة الغربية، الذي يعد من أخطر الأسرى الفلسطينيين محكومًا بأربعة مؤبدات. هؤلاء الأسماء ليست مجرد أرقام في جداول التبادل، بل يمثلون رموزًا كبرى داخل الحركة الفلسطينية، والموافقة على إطلاق سراحهم يعني بلا شك تحريك مياه صراع طويلة ومعقدة.

لكن الأمور لا تتوقف عند هذه النقطة، فالتفاوض حول إبعاد هؤلاء السجناء قد يكون واحدًا من أصعب القضايا المطروحة على الطاولة، حيث طلبت إسرائيل من حماس إبعاد بعض من هؤلاء الأسرى إلى خارج فلسطين. ثلاثة دول فقط تمثل خيارًا ممكنًا، بينها تركيا والجزائر، مما يضيف مزيدًا من التعقيد على الصفقة التي لم تحسم بعد. في الوقت نفسه، لا يزال الجدل قائمًا حول الأسماء النهائية التي ستدرج في قائمة التبادل، وهو أمر يعد بمثابة قنبلة موقوتة قد تنفجر في وجه المفاوضات إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق مرضٍ لجميع الأطراف.

المفاوضات الجارية بين حماس وإسرائيل ليست مجرد محادثات عن أعداد الأسرى، بل هي معركة صامتة على الأرض تُدار في الظلال وتحت ضغطٍ غير مرئي. مصادر حماس تؤكد أن الاتفاق الذي يتم التفاوض حوله يتطلب أن يكون كل طرف مستعدًا لتقديم تنازلات مؤلمة، ولكنها أيضًا تدرك أن الحكومة الإسرائيلية بقيادة بنيامين نتنياهو، الذي بات معروفًا بسياسته المراوغة والمناورة، قد تكون على استعداد لتعديل شروط الاتفاق إذا شعر أن مصالحه الشخصية وحساباته السياسية تتطلب ذلك.

وفي الوقت الذي تتسارع فيه الساعات نحو الحسم، يكشف القيادي الآخر في حماس عن المخاطر الكامنة وراء هذه المفاوضات، حيث يصر على أن الحركة ستظل حذرة في تحركاتها، مستفيدة من تجاربها السابقة مع حكومة الاحتلال. التأكد من أن نتنياهو وحكومته ليسوا في وضع يسمح لهم بتغيير قواعد اللعبة قد يكون هو التحدي الأكبر أمام حماس، التي لا تزال تراقب الوضع عن كثب.

التفاصيل التي تتسرب من المفاوضات تكشف عن صفقة معقدة، قد تعيد رسم المشهد الفلسطيني الإسرائيلي بشكل غير مسبوق. وبينما تترقب حماس والحكومة الإسرائيلية ما سيحدث في الأيام القادمة، تبقى الأسئلة معلقة حول تأثير هذه الصفقة على مستقبل العلاقات بين الطرفين. هل ستكون خطوة نحو تهدئة أم بداية لمرحلة جديدة من التصعيد؟ لا أحد يعرف الإجابة بشكل قاطع، لكن ما هو مؤكد هو أن هذه المفاوضات تتجه نحو تحولات مفصلية قد تكون أخطر من أي وقت مضى.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى