ميقاتي يؤكد على أهمية التعاون التركي في تجاوز الأزمات الإقليمية
أشار رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي إلى الدور الحيوي الذي تلعبه تركيا في التصدي للتحديات والأزمات التي تواجه المنطقة، لا سيما الأوضاع المأساوية في سوريا.
في تصريحات أدلى بها اليوم، أوضح ميقاتي أن تعاون الدول الإقليمية والدولية هو السبيل الأساسي لتحقيق الاستقرار والتنمية في البلدان المتأثرة بالنزاعات والأزمات. وأكد على ضرورة تكاتف الجهود ودعم المبادرات التي من شأنها تحسين الأوضاع الإنسانية وتعزيز السلام في المنطقة.
كما أضاف: “نحن نعول على قدرة تركيا في هذا السياق، واستمرار الحوار الإيجابي معها يسهم في إيجاد حلول جذرية للأزمات المتفاقمة. إن العمل الجماعي هو مفتاح تجاوز التحديات الكبيرة التي تواجه شعوب المنطقة.”
ميقاتي: العلاقة اللبنانية التركية تفتح آفاق جديدة للتعاون في جميع المجالات
أكد رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أهمية الدور التركي في تجاوز الأزمات الإقليمية، مشيداً بالعلاقات الاستراتيجية بين البلدين.
في سياق الزيارة الرسمية التي قام بها ميقاتي إلى أنقرة، أشار إلى أن “العلاقة مع تركيا ستفتح أمامنا الكثير من المجالات”. وأضاف: “نعوّل على الدور الذي تتمتع به تركيا والحضور الفاعل لها في المنطقة والعالم”.
وعبّر ميقاتي عن ثقته في أن الدعم التركي سيكون له أثر كبير على لبنان في مواجهة التحديات الراهنة، موضحاً: “تعلمنا دائماً أن الاتكال دائماً على الله سبحانه وتعالى ونتكل على دعم أصدقاء لبنان، وتركيا وأنتم شخصياً (الرئيس أردوغان) في الطليعة”.
من جانبه، أعرب الرئيس أردوغان عن دعم بلاده للبنان في جهودها لتحقيق الاستقرار والتنمية، مشيداً بالعلاقات الثنائية التي تساهم في تعزيز السلام في المنطقة.
وقال ميقاتي: “نعول على الدور التركي المهم في تجاوز أزمات المنطقة لا سيما في سوريا”.
وأضاف: “نقدر التضامن الإنساني التركي مع لبنان جراء العدوان الإسرائيلي على لبنان (..) وعلاقة لبنان وتركيا ستفتح أمامنا الكثير من المجالات”.
ولفت إلى أنه “عند كل محطة مفصلية يمر بها لبنان، تكونون السند والعضد على المستويات كافة (..) لمسنا إحاطتكم الواسعة ومتابعتكم الدؤوبة والتفصيلية لكل ما من شأنه ان يدعم لبنان، خاصة التضامن الانساني والسياسي مع لبنان خلال تعرضه للعدوان الإسرائيلي في الأشهر الأخيرة”.
وأردف: “مما لا شك فيه أن دعمكم أساسي لوقف العدوان في هذا المجال وأنتم تملكون شبكة واسعة من العلاقات العربية والدولية، ما قد يعجّل في وقف العدوان نهائيا والانصراف إلى ترميم المجتمعات المتضررة جراء العدوان”.
وتابع ميقاتي: “بتنا اليوم أيضا نعوّل على الدور الذي تتمتعون به والحضور الفاعل لتركيا في المنطقة والعالم خاصة في ما يحفل به محيطنا الجغرافي من تغييرات سياسية جذرية خاصة في سوريا التي تشهد احتلالا إسرائيلياً لجزء من أرضها ويجب الضغط بقوة لإنهائه فورا”.
وأعرب رئيس الحكومة اللبنانية عن تمنياته للشعب السوري الشقيق الحرية والاستقرار، مشددا على وحدة سوريا وشعبها وسيادتها الكاملة على أراضيها.
كما أكد على العمل لأجل أفضل العلاقات بين لبنان وسوريا على قاعدة الاحترام المتبادل وحسن الجوار.
وفي ختام كلمته قال ميقاتي: “لبنان مرّ بأزمة تكاد تكون الأسوأ في العالم على كل الأصعدة الاقتصادية والمالية والاجتماعية، ولكن تعلمنا دائما أن الاتكال دائما على الله سبحانه وتعالى، ونتكل على دعم أصدقاء لبنان، وتركيا وأنتم شخصيا في الطليعة (الرئيس أردوغان) شكرا لكم وعاشت الصداقة اللبنانية- التركية”.
في 8 ديسمبر/ كانون الأول الجاري، سيطرت فصائل سورية على العاصمة دمشق وأسقطت نظام الأسد بعد حكم دام أكثر من نصف قرن، لتستغل إسرائيل هذه التطورات، حيث قامت بإلغاء اتفاقية فصل القوات مع سوريا، واحتلت المنطقة العازلة منزوعة السلاح في الجولان.
كما شنت مئات الغارات الجوية دمرت على إثرها طائرات حربية وصواريخ متنوعة وأنظمة دفاع جوي في مواقع عسكرية عديدة بأنحاء سوريا.
وتستمر زيارة ميقاتي الرسمية إلى أنقرة ساعات عدة يرافقه خلالها وفد حكومي مؤلف من وزير السياحة وليد نصار، ووزير الطاقة والمياه وليد فياض، ووزير البيئة ناصر ياسين، ووزير الأشغال العامة والنقل علي حمية، وسفير لبنان لدى تركيا غسان المعلّم، وممثل قيادة الجيش العميد يوسف حداد.
وعقدت محادثات لبنانية – تركية موسعة تناولت ملفات التعاون المشترك بين البلدين.
وشارك عن الجانب التركي وزير السياحة محمد نوري أرصوي، ووزير الطاقة ألب أرسلان بيرقدار، ووزير الزراعة إبراهيم يوماقلي، ووزير الدفاع يشار غولر، ووزير البيئة مراد قوروم، ووزير النقل والبنية التحتية التركي عبد القادر أورال أوغلو، والسفير التركي لدى بيروت مراد لوتيم، ومحافظ أنقرة واصب شاهين.
وكانت المحطة الأولى في زيارة ميقاتي إلى أنقرة، زيارة ضريح مؤسس الجمهورية التركية مصطفى كمال اتاتورك.
ووضع ميقاتي، إكليلاً من الورود على الضريح، ثم وقف دقيقة صمت، وكتب في السجل الذهبي كلمة، وقام بعدها بجولة في متحف أتاتورك.