كشفت صحيفة “هآرتس” العبرية عن واحدة من أخطر التسريبات المتعلقة بجرائم جيش الاحتلال الإسرائيلي في غزة حيث نقلت الصحيفة عن ضابط كبير في الجيش معلومات تفيد بوجود تعليمات مباشرة للجنود بإرسال صور لجثث القتلى إلى المستوطنين لدفعهم لمشاهدة الوجه الحقيقي للحرب وتشجيعهم على الاستمرار في دعم العمليات العسكرية الدموية في القطاع المكلوم
الضابط أكد أن الجنود تلقوا أوامر واضحة من قادتهم في الميدان بإرسال هذه الصور بشكل منتظم كجزء من عملية دعائية تهدف إلى إقناع المستوطنين بضرورة مواصلة الهجوم العسكري مهما كان الثمن ووفقاً للتقرير فقد تم إرسال صور لـ 200 جثة من الضحايا لكن المفاجأة الكارثية جاءت عندما تبين أن 10 جثث فقط تعود لعناصر من حركة حماس بينما باقي الجثث كانت لمدنيين أبرياء وقعوا ضحية للهجمات العشوائية التي يشنها الجيش الإسرائيلي في غزة دون تمييز بين المدني والمقاتل
الخطورة في هذه التسريبات لا تكمن فقط في أعداد القتلى بل في الطريقة البشعة التي يتم بها التعامل مع جثث الضحايا واستخدامها كأداة دعائية فبدلاً من الالتزام بالقوانين الدولية واحترام حرمة الموتى يقوم جيش الاحتلال باستغلال هذه الصور بشكل دعائي قبيح لإشباع غرائز المستوطنين الذين يتعطشون لرؤية المزيد من الدماء وتحويل الحرب إلى مشهد سينمائي ينزع عنه أي بقايا من الإنسانية
المطالبات تتصاعد الآن بين المستوطنين لمعرفة تفاصيل ما يحدث خلف الكواليس في غزة وكيفية تصرف الضباط الذين يتخذون قرارات كارثية بحق المدنيين العزل وتحت ضغط هذه الحقائق تتزايد الأسئلة حول ما إذا كانت القيادة الإسرائيلية تخفي معلومات عن المستوطنين حول حجم الكارثة الإنسانية التي تجري في غزة والأثر المدمر الذي يتركه هذا الهجوم الوحشي على الأرض
المجتمع الدولي يقف الآن أمام مسؤولية أخلاقية كبيرة فالتقارير التي تكشف عن هذه الجرائم يجب أن تكون نداء عاجلاً للتحقيق ومحاسبة المسؤولين عن هذه الأفعال التي تتنافى مع أبسط حقوق الإنسان