تقارير

نتنياهو يوافق على خطة لتوسيع مستوطنات الجولان و80% من الأهداف السورية مدمرة

صعد رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خطواته العدوانية، حيث وافق على خطة حكومته لتوسيع المستوطنات غير القانونية في هضبة الجولان، وهي المنطقة المتنازع عليها والمحتلة من سوريا منذ عقود.

هذا القرار يحمل في طياته تبعات خطيرة على الأمن والاستقرار في المنطقة، ويعد انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي. نتنياهو أعلن بصراحة أن هذا القرار يأتي في إطار “الجبهة الجديدة في سوريا” ورغبة حكومته في مضاعفة عدد المستوطنين الإسرائيليين في الجولان، في إشارة واضحة إلى نوايا الاحتلال الاستيطاني في المنطقة.

تعزيز الجولان يعني تعزيز الاحتلال

وفي خطاب مليء بالتحدي والاستفزاز، أكد نتنياهو أن تقوية وجود الاحتلال في الجولان يعني “تعزيز لإسرائيل”، خصوصًا في ظل ما وصفه بـ”التحديات الإقليمية الجديدة” بعد انهيار النظام السوري السابق.

وأوضح أن حكومته ماضية قدمًا في الاستيطان، مؤكداً “لن نتخلى عن الجولان، وسنستمر في التمسك به كجزء لا يتجزأ من إسرائيل”. هذا التصريح يحمل في طياته رسائل متعددة لدول المنطقة والمجتمع الدولي، حيث يعكس بوضوح نية الاحتلال ترسيخ سيطرته الدائمة على هذه الأراضي، في تجاهل تام للقرارات الأممية والشرعية الدولية.

احتلال بلا حدود وهجمات بلا توقف

منذ اليوم الأول لسقوط نظام بشار الأسد في سوريا، استغل الاحتلال الإسرائيلي الفراغ السياسي والأمني في سوريا ليزيد من قبضته على المنطقة العازلة بين إسرائيل وسوريا التي كانت تحت إشراف قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة.

تلك المنطقة التي كانت من المفترض أن تكون حاجزًا ضد تصاعد التوترات بين البلدين، حولها الاحتلال إلى ساحة للعمليات العسكرية والهجمات الجوية المستمرة. إسرائيل، التي أعلنت منذ سنوات عديدة نهايتها لاتفاقية فض الاشتباك لعام 1974، تعتبر نفسها غير ملتزمة بأي قيود دولية في هذا السياق، حيث شرعنت هجماتها على الأهداف العسكرية داخل الأراضي السورية.

هجمات جوية متواصلة بذريعة “الحماية”

الطيران الإسرائيلي، الذي لم يتوقف عن قصف الأراضي السورية منذ بداية الأزمة، شن سلسلة هجمات على عشرات الأهداف الاستراتيجية التابعة لنظام بشار الأسد، وتفاخر الاحتلال بأنه تمكن من تدمير نحو 80% من تلك الأهداف.

هذه الهجمات، التي غالبًا ما تبررها إسرائيل بأنها “دفاعية”، تأتي في إطار حملة أكبر لتحصين حدودها غير المعترف بها دوليًا في الجولان. إسرائيل تدعي أن تلك الهجمات ضرورية “لحماية الإسرائيليين في الجولان” من تهديد ما تسميه “الجماعات الإرهابية” التي تقول إنها تسيطر على المناطق الحدودية بعد انهيار سلطة الأسد.

انتهاكات إسرائيلية صارخة للقرارات الدولية

ورغم كل هذه الانتهاكات، تواصل إسرائيل بناء المستوطنات في الجولان، متحدية بذلك القانون الدولي الذي يعتبر الجولان أرضًا سورية محتلة. قرار توسيع المستوطنات يضع إسرائيل مرة أخرى في مواجهة المجتمع الدولي الذي يرى أن هذا التوسع يمثل عقبة رئيسية أمام أي جهود لتحقيق السلام في المنطقة.

لكنه لا يبدو أن نتنياهو يهتم بردود الفعل الدولية، حيث يعتمد على الدعم المطلق من بعض القوى الكبرى التي تغض الطرف عن سياسات الاحتلال. وبالرغم من كل الضغوطات الأممية، تواصل إسرائيل العمل بخططها التوسعية، مستفيدة من تراجع تأثير المجتمع الدولي وخصوصاً في ظل الأزمات السياسية التي تشهدها المنطقة العربية.

استغلال الفوضى في سوريا لفرض الأمر الواقع

استراتيجية نتنياهو القائمة على توسيع المستوطنات في الجولان تأتي في وقت تشهد فيه سوريا أزمة غير مسبوقة منذ بداية النزاع المسلح في عام 2011. الفوضى التي تشهدها البلاد مكنت إسرائيل من التحرك بحرية أكبر على الأرض وفي الجو، دون خوف من أي رد فعل دولي أو إقليمي حقيقي. وبينما ينشغل العالم بالحرب الأهلية السورية والمعارك ضد التنظيمات الإرهابية، تستغل إسرائيل هذا الوضع لترسيخ سيطرتها على الجولان وفرض أمر واقع يصعب تغييره في المستقبل.

مخاطر توسع المستوطنات على الأمن الإقليمي

إن قرار توسيع المستوطنات في الجولان لا يهدد فقط مستقبل الأراضي السورية المحتلة، بل يحمل تبعات أمنية خطيرة على المنطقة بأسرها. فمثل هذه الخطوات تزيد من تأجيج النزاع وتعقيد جهود الحل السلمي للنزاع العربي الإسرائيلي.

توسيع المستوطنات يعزز حالة التوتر المزمنة بين إسرائيل وجيرانها، خصوصًا مع استمرار الهجمات العسكرية على الأراضي السورية، ما يخلق مناخًا قابلاً للانفجار في أي لحظة.

الجولان في مهب الريح

الجولان، الذي يمثل نقطة خلاف رئيسية في النزاع العربي الإسرائيلي، يتجه الآن نحو مرحلة جديدة من الاحتلال المكثف في ظل قرارات حكومة نتنياهو الأخيرة. هذه الخطوة لن تؤدي سوى إلى مزيد من التوتر في المنطقة،

وقد تفتح الباب أمام مواجهات عسكرية جديدة بين إسرائيل وسوريا أو ربما مع أطراف أخرى في المنطقة. الأوضاع الحالية تؤكد أن الاحتلال الإسرائيلي لا يرى في الجولان سوى أرضٍ يجب ضمها بشكل دائم إلى كيانه، في الوقت الذي يغض فيه الطرف عن الحقوق المشروعة للشعب السوري في استعادة أراضيه المحتلة.

مستقبل مظلم للسلام في المنطقة

بالتأكيد فإن توسع المستوطنات الإسرائيلية في الجولان يجعل أي حديث عن السلام في الشرق الأوسط ضربًا من الخيال. كلما زاد الاحتلال من تواجده في الأراضي المحتلة، كلما تعمق النزاع وأصبح الوصول إلى حل دائم بعيد المنال.

المجتمع الدولي، رغم إدانته لهذه الخطوات، يبدو عاجزًا عن اتخاذ خطوات فعالة لوقفها، مما يزيد من شعور الفلسطينيين والسوريين بالظلم والإحباط.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى