عاصرت مرحلة ما بعد حل مجلس عام 1976، وحل مجلس 1986، وكانتا مرحلتين رغم أنه ليس بهما مجلس إلا أن الحياة بمجملها كانت تسير بصورة طبيعية سلسة لم يتخللها هذا الكم الهائل من المشاكل والأزمات في كل مجال بما فيها الرياضة.
ما نمر به ليس طبيعيًّا ولايتناسب ألبتة مع الحال الكويتية مطلقا، الشعب الكويتي طوال تاريخه شعب حر، يتكلم ينتقد يثني، يمارس حريته سواء بوجود مجلس من عدمه وهذه الخصلة الوحيدة التي يتمتع بها الشعب الكويتي عن بقية المجتمعات، وانتزاع هذه الخصلة منه كمن ينتزع الروح من جسدها، ويصعب على الكويتي السكوت، وأقل ما بها يمارس حقه بالقول على الأقل في الدواوين وتلك الميزة التي ميزته عن بقية الشعوب، وصوته يصل ومسموع بكل تأكيد.
اليوم ما نشاهده واضح بالنسبة لي بأن هناك مقاومة شرسة لتغيير الواقع الكويتي، ولا أعرف للأمانة فيما إذا كان هذا الواقع سيستمر معنا طويلا رغم نتائجه الكارثية أم لا، ولكن ما أنا متأكد منه أن استمرار الحال من المحال، مستحيل أن يقبل أهل الكويت هذا الواقع، والذي يؤكد ذلك الأعداد التي تتزايد بالمحاكمات، ولجؤوا للخارج، هذه الأرقام يجب أن تدرس، وأرفض أن يخرج علينا تافه ويردد: هؤلاء هاربون من أحكام قضائية.
الوضع يستحق المراجعة والدراسة، ومن ثم البحث عن سبل غير تلك السبل المتبعة، وسبق أن قلتها الجمود هو الذي يتصادم مع الواقع، والتوافق والتلاؤم معه هو الذي يطوره لمصلحة الجميع فكما قيل بالأمثال: لا تكن لينا فتعصر، ولا تكن يابسا فتكسر، فالمرحلة تتطلب المرونة ومواكبة التطورات وهذا ما آمله.
يقول المتنبي:
وكمْ من عائِبٍ قوْلاً صَحيحاً ***وآفَتُهُ مِنَ الفَهْمِ السّقيمِ
ولكِنْ تأخُــــــــــــــــذُ الآذانُ مِنْهُ ***على قَدَرِ القَرائحِ والعُلُومِ