في تصعيد دموي مروع وفي إطار استمرار الانتهاكات التي لا تتوقف من قبل الاحتلال الإسرائيلي تجاه المدنيين الفلسطينيين
وفي تحدٍ صارخ لكل القوانين الدولية شنّت الطائرات الحربية الإسرائيلية غارة جوية وحشية على منزل في حي الدرج بمدينة غزة مخلفة وراءها مأساة جديدة تضاف إلى سجل الجرائم بحق الإنسانية
العدوان الإسرائيلي أسفر عن استشهاد عدد من المواطنين الأبرياء الذين سقطوا تحت ركام منزلهم الذي دمر بشكل كامل بالإضافة إلى إصابة عدد من الجرحى بعضهم في حالة خطيرة ما يهدد حياة العديد منهم بينما كانت مشاهد الدمار والخراب تجسد بشاعة العدوان واستهداف الحياة المدنية بلا رحمة أو رادع
المجزرة التي ارتكبتها قوات الاحتلال ليست الأولى من نوعها بل هي استمرار لمسلسل الجرائم اليومية التي لا تتوقف في مناطق مختلفة من قطاع غزة وفي قلب الأحياء السكنية حيث يتم قصف المنازل والمرافق المدنية بذريعة ملاحقة أهداف عسكرية زائفة تتسبب في قتل الأطفال والنساء وتدمير حياة الأبرياء
الصور المروعة من مكان الهجوم كانت شاهدة على حجم الدمار الذي أصاب المنطقة بعد الغارة حيث تساقطت الحجارة والأتربة على الشوارع وسط صيحات استغاثة من المحاصرين تحت الأنقاض بينما هرعت سيارات الإسعاف إلى المكان لنقل الجرحى في مشهد مأساوي لن يُمحى من ذاكرة من شاهده
تأتي هذه الغارة في وقت حساس حيث تواصل قوات الاحتلال تصعيد حملتها العسكرية في القطاع المحاصر الذي يعاني من أزمة إنسانية خانقة جراء الحصار المفروض عليه منذ سنوات ما يجعل من كل غارة أو هجوم مميت يحمل في طياته مزيداً من المعاناة على المواطنين الذين لا يملكون أي وسيلة للدفاع عن أنفسهم
إن التصعيد الإسرائيلي الذي استهدف المدنيين في حي الدرج يعكس بوضوح سياسة القتل والتدمير التي تنتهجها إسرائيل في تحدٍ سافر للقوانين الدولية التي تحظر استهداف المدنيين والمرافق المدنية كما يمثل جزءاً من حرب إبادة شاملة ضد الشعب الفلسطيني في مختلف أنحاء الأراضي المحتلة
وفي الوقت الذي تتزايد فيه النداءات الدولية للتنديد بهذه الانتهاكات لا يبدو أن الاحتلال الإسرائيلي يعبأ بأي ضغط خارجي بل يستمر في سياسة الحروب الجوية والبرية ضد السكان العزل في غزة ليؤكد أن الدم الفلسطيني ليس له قيمة عنده في نظر حكامه