شهد عام 2024 ارتفاعًا ملحوظًا في نسبة استخدام الإنترنت عالميًا حيث أظهرت التقارير أن 83% من سكان المناطق الحضرية يعتمدون على الإنترنت في حياتهم اليومية في حين أن النسبة كانت أقل بكثير في المناطق الريفية إذ لم تتجاوز 48% ما يعكس وجود فجوة واضحة بين المناطق الحضرية والريفية في الوصول إلى خدمات الإنترنت
هذا التباين الكبير يعود إلى العديد من العوامل من بينها توفر البنية التحتية المتقدمة في المدن مقارنة بالمناطق الريفية حيث تعد شبكات الإنترنت في المدن أكثر استقرارًا وسرعة الأمر الذي يشجع سكان المناطق الحضرية على الاعتماد بشكل كبير على الإنترنت في جميع نواحي حياتهم بدءًا من العمل والتعليم وحتى الترفيه والتواصل الاجتماعي بينما يواجه سكان الريف صعوبات أكبر في الحصول على إنترنت بجودة عالية ما يحد من قدرتهم على الاستفادة من التطور التكنولوجي مثلما هو الحال في المدن
تساهم أيضًا العوامل الاقتصادية والاجتماعية في هذه الفجوة حيث يتطلب الحصول على خدمات إنترنت ذات جودة عالية في بعض المناطق الريفية تكاليف إضافية قد تكون مرهقة للأسر مقارنة بالمدن التي تتميز بتوافر عدد كبير من مزودي الخدمات ما يخلق منافسة تؤدي إلى انخفاض الأسعار في حين أن خيارات الاتصال في المناطق الريفية قد تكون محدودة وغالية الثمن
كما أن استخدام الإنترنت في المدن أصبح جزءًا لا يتجزأ من نمط الحياة الحديث فأغلب الأعمال والمؤسسات التعليمية أصبحت تعتمد بشكل رئيسي على الإنترنت ما يجعل من الصعب على سكان المدن الابتعاد عنه في حين أن سكان الريف قد يواجهون تأخراً في التحول الرقمي بسبب ضعف البنية التحتية أو نقص المهارات التقنية اللازمة للتكيف مع التطور السريع في التكنولوجيا الرقمية
من ناحية أخرى تسعى العديد من الحكومات والمؤسسات الدولية إلى سد هذه الفجوة من خلال تطوير برامج ومشاريع تهدف إلى تحسين الاتصال بالإنترنت في المناطق الريفية عبر توفير دعم مالي وتكنولوجيا لتحسين البنية التحتية وخلق بيئة رقمية تسمح لسكان الريف بالاستفادة من نفس الفرص المتاحة لسكان المدن
بفضل هذه الجهود قد نرى في المستقبل تقليص الفجوة الرقمية بين الريف والحضر بشكل أكبر لكن هذا يتطلب تعاونًا دوليًا وجهودًا مكثفة لضمان توزيع عادل لخدمات الإنترنت على مستوى العالم