هل تعوض روسيا فقدان نفوذها في سوريا ببدء حرب جديدة في ليبيا؟
نشرت وسائل إعلام روسية تحذيرا صدر عن السفارة الروسية في ليبيا للمواطنين الروس بعدم السفر إلى ليبيا لاعتبارات أمنية، ما ألقى الضوء على ما حدث في سوريا وفقدان النفوذ الروسي أن يكون التحذير بداية لاشتعال صراع جديد في ليبيا برعاية روسية.
وأصدرت السفارة الروسية في ليبيا تحذيراً عاجلاً لمواطني روسيا الراغبين في السفر إلى ليبيا، مشددة على أن الوضع الأمني والسياسي في البلاد ما يزال متوتراً وغير مستقر، ما يجعلها وجهة غير آمنة للسياحة أو الزيارات غير الرسمية. وأكدت السفارة في بيانها، أن زيارة ليبيا لأغراض غير رسمية قد تشكل خطراً حقيقياً على حياة وصحة المواطنين الروس. مضيفاً: “نفترض أن الكثير من جمال ليبيا يمكن أن ينتظر قليلاً”.
وحذرت السفارة من محاولات عبور ليبيا براً، سواء بالحافلات أو السيارات أو الدراجات النارية أو الدراجات الهوائية، بهدف تحقيق “حلم السفر إلى شمال أفريقيا بأكملها أو حتى القارة بأكملها”.
وأشارت إلى أن التوصيات الصادرة منذ عام 2011، والتي تحث المواطنين الروس على الامتناع عن السفر إلى ليبيا، ما تزال سارية المفعول. ودعت السفارة الروسية في ليبيا، جميع مواطني الاتحاد الروسي إلى عدم زيارة ليبيا، وخاصة الجزء الغربي منها، لأغراض شخصية أو سياحية، مشددة على أن الوضع الحالي في البلاد لا يسمح بزيارات آمنة.
وعلى إثر ذلك، طلبت حكومة الوحدة الوطنية من موسكو توضيحاً عاجلاً حول دوافع وأسباب التحذير من السفر إلى ليبيا الذي أطلقته السفارة الروسية في طرابلس الخميس، مشيرة إلى اعتقال مواطن روسي في ليبيا.
وقالت وزارة الخارجية والتعاون الدولي في بيان، إنها تابعت ببالغ الاهتمام البيان الصادر عن السلطات الروسية، الذي يحذر مواطنيها من السفر إلى ليبيا، داعية نظيرتها الروسية إلى تقديم توضيح عاجل حول دوافع وأسباب هذا التحذير، وذلك في إطار ما تقتضيه العلاقات الثنائية من احترام متبادل وشفافية.
وأكدت الوزارة أن الإجراءات المتخذة بحق أحد المواطنين الروس تمت وفق القوانين والتشريعات الليبية، وبالتنسيق الكامل مع مكتب النائب العام، وبإشراف من جهاز الردع لمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة.
وأضافت أن التحقيقات الأولية تشير إلى أن المعني متورط في أنشطة تضر بالنظام العام، وتستهدف إفساد الشباب الليبي، بالإضافة إلى وجود ارتباطات مع جماعات مسلحة أجنبية تنشط في إفريقيا.
وشددت الوزارة على أن هذه الإجراءات تأتي في إطار الحفاظ على الأمن الوطني، رافضة أي محاولة للإساءة إلى صورة الاستقرار والأمن التي حققتها حكومة الوحدة الوطنية بجهود حثيثة خلال الفترة الماضية. وجددت وزارة الخارجية والتعاون الدولي في ختام البيان، التزامها بسيادة القانون وحماية المواطنين وضيوف ليبيا، مؤكدة حرصها على تعزيز التعاون البناء مع جميع الدول الصديقة، مشددة كذلك على أن الحوار الدبلوماسي هو الأساس لحل أي قضايا عالقة بما يخدم المصالح المشتركة، ويحترم سيادة وقوانين الدول.
وتتصاعد المخاوف من احتمالية اندلاع حرب في ليبيا أو توسيع موسكو لنفوذها فيها في أعقاب تقلص نفوذها في سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد، وتوالت التقارير الدولية المحذرة من نشاط محتمل لها في ليبيا. وقالت مجلة أفريكا كونفيدنشال إن سقوط النظام السوري يؤثر على عمليات موسكو في ليبيا وشمال إفريقيا؛ حيث تتوقع مراكز الأبحاث أن تؤدي القواعد الروسية الجديدة إلى تعطيل إمدادات الطاقة الأوروبية، وأن انهيار ديكتاتورية بشار الأسد في سوريا قد يكون له عواقب وخيمة على روسيا، التي نصبت قاعدتها البحرية في طرطوس على ساحل البحر الأبيض المتوسط دعماً لوجستياً لعمليات الكرملين في ليبيا وشمال إفريقيا على نطاق أوسع.