خولة طه لـ”أخبار الغد”: انتصار الثورة السورية بداية معركة البناء ووحدة الشعب سبيل النجاة
في حوار خاص لأخبار الغد مع الباحثة التاريخية والمتخصصة في الشأن السوري، خولة طه، تناولت أبرز محطات الثورة السورية، دور المرأة فيها، والتحديات التي تواجه الشعب السوري بعد سقوط نظام الأسد.
كيف تقيّمين فرحة الشعب السوري بانتصار الثورة؟
تصف خولة طه انتصار الثورة بأنه لحظة فارقة، قائلة: “رغم فرحتنا الكبيرة بانتصار الثورة، إلا أن الطريق لم يكن سهلاً.
الحراك الشعبي الذي بدأ سلمياً استجره النظام إلى مواجهة مسلحة، ما شكّل ذريعة كافية لجلب الميليشيات الشيعية وتغيير التركيبة السكانية.”
وأضافت: “النظام استغل مخاوف الأقليات لضمان استمراره، وفرض الإفقار الممنهج لقتل أي أمل بالتغيير، سواء داخل المناطق التي كانت تحت سيطرته أو في صفوف اللاجئين.”
كيف تعامل نظام الأسد مع الثورة السورية؟
أوضحت خولة طه أن النظام حاول تصوير انتصار زائف قائلاً: “ربما تمكن الأسد في لحظة ما من إيهام العالم بانتصاره، لكن شاء الله أن تنقلب الطاولة عليه، وأن يدوس الثوار على مخططاته.”
وأكدت: “نحن كسوريين نعي أن المرحلة الحالية هي اختبار تاريخي، وأن حماية سوريا بمؤسساتها ووحدة أراضيها وشعبها هي الغاية المشتركة.”
وأضافت: “رغم الانهيار الاقتصادي والظروف الصعبة، نثق بأن الشعب السوري قادر على تجاوز المحنة بفضل شبابه الواعي والمثقف الذي يمزج بين البندقية والقلم، وسيثبت للعالم أن الأسد لم يكن سوى عقبة في طريق استقرار المنطقة.”
ما هو دور المرأة السورية في الثورة؟
تقول خولة طه: “لم تغب المرأة السورية عن المشهد للحظة. كانت حاضرة منذ اليوم الأول في المظاهرات السلمية، ومن ثم دعمت الثورة من خلال الإسعاف والطبابة، حيث تشكل النساء 70% من القطاع الصحي المحفوف بالمخاطر.”
وأشارت إلى أن المرأة اقتحمت المجال السياسي رغم التحديات، مع تمثيل نسائي بنسبة 30% في اللجنة الدستورية.
كما سلطت الضوء على دور المرأة في تعليم الأطفال بالمناطق المحاصرة والمخيمات، قائلة: “المرأة السورية كانت السراج الذي أضاء بؤس المخيمات، وساهمت في بناء جيل واعٍ يحمل المعرفة كسلاح للمستقبل.”
في المقابل، أكدت أن النظام استهدف النساء بشكل منهجي بالاعتقال، والخطف، والتغييب القسري، وقتل أكثر من 30 ألف امرأة، بهدف كسر إرادة المرأة الحرة، لكنها قاومت حتى كان سقوط النظام إعلاناً لانتصارها.
ما هي رسالتك للشعب السوري بعد سقوط النظام؟
وجهت خولة طه رسالة إلى الشعب السوري، قالت فيها: “انتصرنا نعم، ولكن المعركة بدأت الآن بشكل آخر. أعداؤنا في الداخل والخارج يتحينون الفرصة لعرقلة بناء سوريا حرة ومستقلة.”
وأضافت: “يجب أن يكون العدل والحق فوق كل اعتبار، وأن نعمل معاً لحماية تراب الوطن الذي ارتوى بدمائنا الطاهرة. لطالما قلت إن شمسنا ستشرق، واليوم أقول بثقة: ها قد أشرقت.”