نشر المحامي والكاتب شادي طلعت على صفحته الشخصية على فيسبوك منشورًا لافتًا بعنوان “فارقة بشار الأسد غيرت قواعد التغيير”، مشيرًا إلى أن الطريقة التقليدية لتغيير الأنظمة أصبحت قديمة ولا تصلح في الزمن الراهن. ولفت إلى أن الحرب لم تعد وسيلة فعالة لإزاحة الأنظمة في الدول النامية أو التابعة، كما كانت الحال في الماضي، خاصة في عهد الرئيس الصربي سلوبودان ميلوسيفيتش. وأوضح أن أساليب مثل الانقلابات العسكرية أو الحزبية قد تلاشت مع مرور الزمن.
وأضاف أن التغيير في النظام السوري لم يكن مجرد عملية تغيير روتينية، بل كان بمثابة درس لقادة العالم، حيث أن بشار الأسد قد هرب لأن “حكام العالم” أرادوا له ذلك. وإذا كانوا يريدون قتله أو القبض عليه لفعلوا، ولكنهم تركوه حيًا ليظل عبرة للعالم. فالرئيس الذي كان محاطًا بقوة عسكرية وجيش مدجج بالأسلحة الثقيلة وتدعمهم عقائد دينية وحزبية، فجأة فشل في الدفاع عن نفسه أو نظامه.
وأشار طلعت إلى أن الهروب المفاجئ للأسد لم يكن نتيجة لثورة شعبية أو انقلاب عسكري، بل كان نتيجة لقرار سياسي ضخم، حيث لم يحدث أي تحول داخلي من قبل الجيش أو الحزب أو الشعب لإسقاطه. واعتبر أن الأسد قد أزيح بتنسيق دقيق بين القوى العالمية التي لا تحتاج الآن إلى الحروب أو الانقلابات التقليدية لإزاحة الأنظمة، بل بإمكانية تحقيق ذلك من خلال أداة سياسية فاعلة. وقد كانت رسالة القوى العالمية في إسقاط الأسد واضحة: من يثير غضبهم سيكون مصيره السقوط، مهما كانت قوته.
وأكد شادي طلعت أن ما حدث مع بشار الأسد يعد رسائل قوية للقادة الآخرين في الدول النامية، مفادها أنه لم يعد هناك مكان للسلاح في مواجهاتهم السياسية. بل باتت القوى العالمية تملك القدرة على التغيير بدون الحاجة لأي تدخل عسكري أو حتى ثورات شعبية. ووفقًا له، فإن الأسد يمثل نموذجًا للعواقب التي قد يواجهها أي حاكم يخرج عن طوع القوى الكبرى.
وقد خلص طلعت إلى أن حادثة إزاحة الأسد يجب أن تكون درسًا لكل القادة الذين ما زالوا في مواقعهم. فهي تشير إلى أن التغيير يمكن أن يحدث في أي وقت وأي مكان، وبأقل الخسائر الممكنة، دون الحاجة إلى الحروب أو العنف.