سموتريتش يجدد دعوته لاحتلال غزة ويؤكد على ضرورة فرض حكم عسكري فيها

جدد وزير المالية الإسرائيلي المتطرف بتسلئيل سموتريتش دعوته المثيرة للجدل للاحتلال الشامل لقطاع غزة، في تصريحات أدلى بها يوم السبت، ضمن سياق تعليقه على خطاب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الذي أعلن فيه أنه لن ينهي حرب الإبادة الموجهة ضد غزة.
وفي تصريحات تحمل دلالات قوية، أكد سموتريتش على أهمية مواصلة العمليات العسكرية ضد غزة، مشدداً على أنه لا بد من تحقيق السيطرة الكاملة وفرض حكم عسكري في المنطقة، بما يتماشى مع رؤيته السياسية المتطرفة. تأتي هذه التصريحات في ظل تصاعد العنف وتدهور الأوضاع الإنسانية في القطاع، مما يثير المخاوف من تداعيات هذا الأمر على الأمن والسلم الإقليميين.
يعتبر العديد من المراقبين أن دعوة سموتريتش تعكس سياسة إسرائيلية متشددة قد تؤدي إلى مزيد من التصعيد في النزاع الطويل الأمد، في ظل عمليات عسكرية تستهدف المدنيين وتفاقم الأزمات الإنسانية.
وفي تعليق على هذه الأحداث، قال أحد الخبراء السياسيين: “تصريحات سموتريتش تأتي في وقت حرج، وتبرز الانقسام داخل الحكومة الإسرائيلية بشأن كيفية التعامل مع الوضع في غزة. السياسة الحالية قد تؤدي إلى نتائج وخيمة، ليس فقط على الفلسطينيين ولكن أيضاً على إسرائيل”.
وجاءت تصريحات سموتريتش، في منشور عبر حسابه على منصة “إكس”، تعليقا على خطاب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي أدلى به السبت.
وكتب سموتريتش: “سيدي رئيس الوزراء، لحديثك هذا المساء عن ضرورة إنهاء هذه الحرب بالنصر معنى واضح؛ يجب تغيير نهج الحرب، والتوجه نحو احتلال كامل لقطاع غزة دون خوف من إدارة عسكرية إذا لزم الأمر”.
وأضاف: “يجب تدمير حماس، وضمان ألا تشكل غزة تهديدًا أبدًا على دولة إسرائيل”.
وسبق أن دعا سموتريتش، المعروف بمواقفه اليمينية المتطرفة، في أكثر من مناسبة إلى احتلال قطاع غزة بالكامل وتهجير سكانه الفلسطينيين.
والأربعاء، أقر وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، بإجبار مئات آلاف الفلسطينيين في غزة على النزوح من أماكن سكنهم، مشيرا إلى أن الجيش سيبقى في المواقع التي احتلها في القطاع على أنها مناطق “عازلة” في وضع مؤقت أو دائم.
ووفقا لتقارير الأمم المتحدة فإن نحو 66 بالمئة من قطاع غزة أصبحت ممنوعة على الفلسطينيين سواء لاعتبار إسرائيل لها مناطق عازلة أو مناطق تم إنذار السكان بإخلائها.
والسبت، أكد نتنياهو في كلمة مصورة مسجلة، أنه لن ينهي حرب الإبادة بغزة المتواصلة للشهر الـ19 قبل القضاء على قدرات حماس المدنية والعسكرية بشكل كامل.
ويقول المحتجون والمعارضة أن استمرار الحرب على غزة لا يخدم مصلحة أمنية لإسرائيل، وإنما مصالح شخصية وسياسية لنتنياهو وحكومته.
ومتجاهلا هذه الأصوات، قال نتنياهو: “لا خيار أمامنا سوى مواصلة القتال (بغزة) حتى النصر، نحن في مرحلة حاسمة”، على حد تعبيره.
وفي يناير/ كانون الثاني 2025، تمكنت مصر وقطر والولايات المتحدة من التوصل لاتفاق بين إسرائيل وحركة حماس ينص على وقف إطلاق النار في غزة وفق عدة مراحل، قبل أن تنتهكه تل أبيب وتعلن من طرف واحد، استئناف الحرب في مارس/ آذار الماضي.
وتنصل نتنياهو، المطلوب للعدالة الدولية، من بدء المرحلة الثانية من الاتفاق، واستأنف الإبادة الجماعية بغزة في 18 مارس الماضي، استجابة للجناح الأشد تطرفا في حكومته اليمينية، وفق إعلام عبري.
وإجمالا، أسفرت الإبادة الإسرائيلية بدعم أمريكي منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، عن أكثر من 167 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.