منذ منتصف ليلة أمس تعرض قطاع غزة لعدوان مكثف من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي استهدف المنازل والمرافق المدنية إضافة إلى استهداف عناصر الأمن المكلفين بتأمين قوافل المساعدات الإنسانية وتوفير الحماية للمواطنين.
أسفر هذا الهجوم المستمر عن سقوط 36 شهيداً وعشرات المصابين بينهم نساء وأطفال في مختلف أنحاء القطاع.
العملية العسكرية التي شنتها قوات الاحتلال تركزت على المناطق المكتظة بالسكان وألحقت دماراً هائلًا بالمنازل. وتم تدمير العديد من المباني السكنية مما أسفر عن مقتل مدنيين بينهم عائلات بأكملها.
كما استهدفت الغارات الجوية الإسرائيلية عددًا من المنشآت الحيوية التي كانت تستخدم لتوزيع المساعدات الإنسانية الأمر الذي يعكس استهتارًا بالحياة المدنية وحقوق الإنسان.
الاحتلال الإسرائيلي لم يتوقف عن استهداف عناصر تأمين المساعدات الذين يعملون ضمن فرق الحماية التابعة للمنظمات الإنسانية. هذه الفرق كان دورها الأساسي هو ضمان وصول المساعدات الغذائية والدوائية إلى المدنيين في القطاع المحاصر. وفي ظل هذا القصف العنيف، أصبح العمل الإنساني في غاية الصعوبة بسبب الخطر المتزايد على فرق الإغاثة والأضرار التي لحقت بالبنية التحتية الخاصة بالمنظمات الإنسانية.
المصادر المحلية أكدت أن القصف الإسرائيلي لم يتوقف رغم محاولات تقديم الإسعافات الأولية للجرحى أو إجلاء العائلات من المناطق المستهدفة. فرق الإسعاف تجد صعوبة كبيرة في الوصول إلى الأماكن المتضررة بسبب استمرار الهجمات الجوية والقصف المدفعي. كما أكدت المستشفيات في غزة أنها تواجه ضغطاً هائلًا نتيجة استقبال الأعداد الكبيرة من المصابين والقتلى، بينما تواصل فرق الإنقاذ جهودها لانتشال الأحياء من تحت الأنقاض.
إن تصعيد العدوان الإسرائيلي على القطاع يعكس تفاقم الأوضاع الإنسانية في ظل الحصار المستمر منذ سنوات. يضاف إلى ذلك الضغط الكبير الذي يتعرض له قطاع الصحة بسبب النقص الحاد في الأدوية والمستلزمات الطبية اللازمة لمواجهة هذا الوضع الكارثي.
تدعو منظمات حقوق الإنسان والمجتمع الدولي إلى التحرك العاجل لوقف التصعيد وإيصال المساعدات الإنسانية بشكل آمن إلى المتضررين في غزة. كما تطالب هذه الجهات بضرورة حماية المدنيين والفرق الإنسانية التي تعمل في ظروف قاسية للغاية.