نشر المهندس محمد عصمت سيف الدولة، الناشط السياسي والباحث المتخصص في الشأن القومي العربي ورئيس حركة “ثوار ضد الصهيونية”، مقطع فيديو على صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” تحت عنوان “ترامب يهددنا بالجحيم .. وهذا هو ردنا عليه”.
في هذا الفيديو تناول سيف الدولة التصريحات الأخيرة للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب التي أثارت جدلاً واسعاً بشأن تهديداته الصريحة بحق الفلسطينيين والشعوب العربية في حال عدم إطلاق سراح الرهائن في غزة قبل موعد محدد.
ترامب كان قد أصدر تصريحات نارية عبر منصة التواصل الاجتماعي الخاصة به “تروث سوشيال”، حيث حذر من “جحيم قادم” في الشرق الأوسط إذا لم يتم الإفراج عن الرهائن الذين يحتجزهم الفلسطينيون.
تصريحات ترامب كانت قاسية للغاية، فقد أشار بشكل غير مباشر إلى أنه سيقوم باتخاذ إجراءات عقابية غير مسبوقة في حال عودته لمنصب الرئاسة في يناير 2025، وهو التاريخ الذي أشار إليه بوضوح في خطابه.
ترامب قال نصًا: “الجميع يتحدث عن الرهائن الذين يتم احتجازهم بشكل عنيف وغير إنساني وضد إرادة العالم بأسره. لكن الأمر مجرد كلام دون أي أفعال”. ومن ثم تابع بقوله إن عدم الإفراج عن الرهائن قبل عودته المحتملة للرئاسة سيؤدي إلى عواقب وخيمة، قائلاً: “إذا لم يتم إطلاق سراح الرهائن قبل 20 يناير 2025، فسيكون هناك جحيم يدفع ثمنه الشرق الأوسط”.
هذه التصريحات لم تمر مرور الكرام بل أثارت استنكار العديد من الجهات السياسية والشعبية في الوطن العربي. وفي هذا السياق، جاء رد المهندس محمد عصمت سيف الدولة ليؤكد على رفض الشعوب العربية لأي تهديدات أو ابتزازات من هذا النوع.
أوضح سيف الدولة في مقطع الفيديو الذي نشره أن هذه التهديدات ليست بجديدة، بل تعكس النهج العدواني الذي تبنته الإدارات الأمريكية المتعاقبة تجاه القضية الفلسطينية وتجاه حقوق الشعوب العربية بشكل عام. وأكد على أن هذه التصريحات ما هي إلا محاولة للضغط على الشعوب وفرض الإرادة الأمريكية بالقوة.
سيف الدولة تناول في حديثه تاريخ التدخلات الأمريكية في المنطقة العربية وكيف كانت دائماً تصب في مصلحة الاحتلال الإسرائيلي وتستهدف قمع المقاومة الفلسطينية ومحاولة فرض الاستسلام على الشعب الفلسطيني.
كما أكد أن ما قاله ترامب هو جزء من محاولات الولايات المتحدة للهيمنة على القرار العربي من خلال التخويف والتهديد، مستشهداً بتجارب سابقة لتدخلات أمريكية عسكرية وسياسية في العراق وسوريا وليبيا ودول عربية أخرى.
في سياق متصل، حذر سيف الدولة من خطورة التجاوب مع مثل هذه التهديدات، مشيرًا إلى أن الشعوب العربية، وخاصة الشعب الفلسطيني، لم ولن يقبلوا الابتزاز أو الخضوع للضغوط مهما كان مصدرها.
وأوضح أن المقاومة الفلسطينية أثبتت عبر السنوات قدرتها على الصمود أمام الضغوطات الكبيرة والمخططات التي تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية. وأضاف أن الشعب الفلسطيني لديه قضية عادلة يدافع عنها ولن يتنازل عن حقوقه الوطنية مهما كانت الضغوط، وأن أي محاولة لاستخدام الرهائن كورقة ضغط لن تحقق هدفها.
من جهة أخرى، تحدث سيف الدولة عن أهمية الوحدة الوطنية والتكاتف العربي في مواجهة هذه التهديدات. وأكد على أن التصدي لتهديدات ترامب أو أي جهة أخرى يتطلب موقفاً عربياً موحداً يجمع بين الدول والحركات الشعبية والقوى المقاومة.
وأشار إلى أن غياب التضامن العربي هو ما جعل بعض القوى الدولية تعتقد أنها قادرة على فرض إرادتها على المنطقة. ودعا جميع الشعوب والحكومات العربية إلى الوقوف معًا في صف واحد في مواجهة هذه التحديات، مؤكدًا أن هذه اللحظة تتطلب من الجميع الترفع عن الخلافات الداخلية والتركيز على الخطر الأكبر الذي يهدد المنطقة.
وشدد سيف الدولة على أن القضية الفلسطينية ستبقى هي قضية العرب الأولى، وأن محاولات ترهيب الشعوب لن تزيدها إلا صمودًا وتمسكًا بحقوقها.
وأكد على أن المستقبل سيكون للشعوب التي تقاوم العدوان والظلم، وليس لتلك التي تخضع للتهديدات. ودعا في النهاية إلى مواصلة الدعم العربي للشعب الفلسطيني، سواء كان دعمًا سياسيًا أو ماديًا أو معنويًا، حتى ينال حقوقه المشروعة ويحقق حريته واستقلاله.
التصريحات الصادرة عن ترامب والتي تهدد بإشعال الشرق الأوسط في حال عدم الإفراج عن الرهائن ليست سوى جزء من السياسات التي تسعى لفرض الهيمنة على المنطقة، ولكن وفقًا لسيف الدولة، فإن هذه التهديدات لن تكون ذات تأثير حقيقي إذا ما تضافرت الجهود العربية في مواجهة هذه السياسات.
ومن خلال الفيديو الذي نشره، دعا سيف الدولة إلى ضرورة أن تكون هناك ردة فعل قوية من قبل الحكومات والشعوب على هذه التهديدات، رافضًا أي محاولات للتنازل أو الخضوع تحت وطأة الضغوط.