نشر شادي طلعت المحامي والكاتب والمحلل السياسي منشورًا عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، بعنوان مصر في عزلة دولية، استعرض فيه مشهدًا تاريخيًا مفصلًا عن مكانة مصر الدولية والإقليمية عبر العقود الماضية وكيف تغيرت هذه المكانة تدريجياً حتى أصبحت مصر اليوم شبه مغيبة على الساحة الدولية.
استهل طلعت منشوره بالإشارة إلى مسلسل The Crown الذي يتناول حياة الملكة إليزابيث الثانية ملكة بريطانيا مشيرًا إلى أنه رغم تجاهل صناع المسلسل للعديد من القادة العالميين إلا أنهم لم يتجاهلوا الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر واستعانوا بممثل لتجسيد شخصيته وذلك لأن مصر في عهده كانت دولة ذات ثقل دولي لا يمكن تجاهله.
وأضاف شادي طلعت أنه بالرغم من اختلافه السياسي مع عبد الناصر إلا أن تأثير مصر الإقليمي والدولي في تلك الفترة كان واضحًا ومهمًا.
ثم انتقل شادي طلعت إلى الحديث عن الرئيس أنور السادات مشيدًا بدوره الكبير على المستوى الدولي، مؤكدًا أن مكانة مصر استمرت قوية في عهد السادات مشيرًا إلى واقعة استقبال الرئيس الأمريكي جيمي كارتر للسادات عند زيارته للولايات المتحدة حيث كسر البروتوكول وركض لتحية السادات بنفسه وهو ما يعكس أهمية مصر في ذلك الوقت.
وأضاف أن هذه المكانة استمرت أيضًا في عهد الرئيس حسني مبارك الذي جعل من مصر دولة محورية في المنطقة لا تُعقد أي اتفاقيات أو معاهدات دون العودة إليها مؤكدًا أن مصر كانت الرائدة عربياً وإقليمياً والأكثر تأثيرًا في الشرق الأوسط.
وتطرق طلعت إلى فترة حكم الرئيس محمد مرسي مشيرًا إلى أن مصر لم تفقد ثقلها الدولي خلال تلك الفترة حيث كانت مصر في طريقها للزعامة الإسلامية نظرًا لارتباط الإخوان المسلمين بالحكم حينها، لافتًا إلى أن مصر كانت لا تزال تحظى بتأثير ملموس لا يمكن تجاوزه على الساحة الدولية خاصة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية.
ثم انتقد شادي طلعت الوضع الحالي لمصر على الساحة الدولية والإقليمية حيث يرى أن مصر غائبة تمامًا عن المشهد السياسي الدولي والإقليمي مشيرًا إلى أنها لم يكن لها دور يُذكر في أحداث هامة مثل القضية الفلسطينية بعد السابع من أكتوبر 2023.
وأبدى طلعت استغرابه من غياب مصر عن المشهد السوري رغم علاقاتها التاريخية القوية مع سوريا التي كانت في فترة ما جزءًا من الجمهورية العربية المتحدة.
وتساءل عن دور الخارجية المصرية التي أصبحت مهمشة ومغيبة في مقابل الدور المتصاعد لدول مثل تركيا وإسرائيل وقطر في القضية السورية.
أشار طلعت إلى تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بعد سقوط نظام بشار الأسد حيث أعلن أن تدخل إسرائيل في الصراع السوري هو ما ساهم في نجاح الثورة السورية المسلحة ولم يكتفِ بذلك بل قام بشن غارات عسكرية على مواقع الجيش السوري الثقيلة.
وأوضح أن نتنياهو رفض أن يقف متفرجًا وفضل التدخل مستخدمًا القوة، وهذا ما تفعله تركيا أيضًا حيث استفادت من إعادة إعمار سوريا اقتصاديًا ورفعت مكانتها السياسية على الساحة الإقليمية والدولية.
كما أشاد طلعت بدور قطر التي وصفها بالدولة الصغيرة في الحجم الكبيرة في التأثير السياسي مؤكدًا أن الفصائل السورية تتواصل مع قطر كدولة ذات نفوذ دولي واضح.
وفي نهاية المنشور عبّر طلعت عن استيائه من وضع مصر الحالي الذي أصبح بعيدًا عن الساحة الدولية مشيرًا إلى أن مصر لا يجب أن تكون مجرد متفرجة بل يجب أن تستعيد مكانتها كفاعل رئيسي.
كما انتقد من يشغلون مناصب القيادة في وزارة الخارجية مشيرًا إلى أنهم غير كفوئين ولا يليقون بمكانة مصر مطالبًا باستبدالهم بشخصيات مؤهلة ومبدعة قادرة على إعادة مصر إلى موقعها الطبيعي على الساحة الدولية والإقليمية.