رؤساء بلديات تركية يعلنون عن تذاكر عودة مجانية للسوريين إلى سوريا
أطلقت البلديات التركية التي يديرها حزب الشعب الجمهوري المعارض حملات لإغراء اللاجئين السوريين بالعودة إلى بلادهم بعد سقوط حكومة بشار الأسد.
وفيما غلفت هذه الحملات بغلاف “المساعدة”، إلا أن اللغة التي واكبتها والنبرة المستخدمة فيها أثارت انتقادات واسعة النطاق لاعتبارها حملات تمييز و”عنصرية” وفقاً لوصف موقع Serbestiyet، وهو موقع تركي ليبرالي مستقل.
وعرضت بلديات المعارضة في حملاتها توفير تذاكر السفر وتغطية نفقات النقل لإعادة التوطين على السوريين المقيمين في تركيا.
فقد وجه مسعود أوزرسلان رئيس بلدية كيجورين في العاصمة أنقرة رسالة إلى “الإخوة السوريين” على منصة X قال فيها إن مكتبه سيرتب لتغطية جميع تكاليف النقل لمساعدة السوريين على العودة إلى وطنهم.
ونشر رئيس بلدية كيليس، هاكان بيلجين، وهو سياسي آخر منتم لحزب الشعب الجمهوري، مقطع فيديو لسيارة نظافة تابعة للبلدية تعمل بالقرب من بوابة أونجو بينار الحدودية مع سوريا، وكتب إلى جانبه: “لقد شاهدنا بحماس كبير احتفالات إخواننا وأخواتنا السوريين!”.
وأردف: “لا يمكننا أن نبقى غير مبالين بهذا الحماس ونود أن نعرب عن استعدادنا لتقديم كل الخدمات اللازمة لتوديع ضيوفنا الكرام في ظروف أفضل على الجانب التركي من بوابة أونجو بينار الحدودية”.
وعلى مدى العقد الماضي، استضافت تركيا أكثر من ثلاثة ملايين لاجئ سوري لكن المجتمع التركي، الذي يشهد تصاعداً في الميول اليمينية، حمّلهم المسؤولية عن الأزمة الاقتصادية المتفاقمة في البلاد، والتي ضربت الأحياء ذات الدخل المنخفض بشكل خاص وأدت إلى ارتفاع تكاليف أجرة العقار في المدن الكبرى.
ومنذ عام 2021، استهدفت سلسلة من أعمال الشغب في أنقرة ومدن أخرى شركات السوريين ومنازلهم مخلفة آثاراً عميقة في المجتمع التركي.
فقد تسببت أعمال شغب في مدينة قيصري المحافظة الصيف الماضي في توقف المصانع عن العمل، حيث بقي العديد من السوريين حبيسي منازلهم تجنباً للاعتداءات، بعدما اتهمهم مرتكبو الشغب في مزاعم لا أساس لها من الصحة بالاعتداءات الجنسية على القاصرين.
وواجهت الحكومة التركية ضغوطًا متزايدة لمعالجة أزمة اللاجئين، مما دفع الرئيس رجب طيب أردوغان إلى تعيين وزير داخلية جديد، هو علي يرليكايا، الذي تم في عهده تم ترحيل العديد من السوريين إلى المناطق الخاضعة للسيطرة التركية في شمال سوريا بتهمة ارتكاب جرائم بسيطة.
كما وضعت المعارضة قضية اللاجئين في صلب برامجها، حيث خاضت حملاتها الانتخابية خلال الانتخابات الماضية على أساس وعود بإعادة السوريين إلى بلادهم من خلال التفاوض على صفقة مع حكومة الأسد.
“مفاجأة العام الجديد، وخاصة للعائلات التي لديها أطفال، بدءًا من الغد، يمكنك التقدم بطلب إلى مكتب العلاقات العامة لدينا للحصول على تذاكر حافلة ذهاب فقط” – رئيس بلدية منطقة توربالي، أوفونك ديمير
وفي إزمير، انضم رئيس بلدية منطقة توربالي، أوفونك ديمير، إلى القائمة المتنامية من سياسيي حزب الشعب الجمهوري الذين يستهدفون السوريين.
فقد نشر ديمير مقطع فيديو يظهر السوريين يحتفلون في المنطقة وأعلن عن حملة بمناسبة العام الجديد لتسهيل عودتهم إلى ديارهم.
وعلى نحو مماثل، أصدرت بلدية باي بازاري بيانًا على وسائل التواصل الاجتماعي جاء فيه: “بسبب نهاية نظام الأسد في سوريا، فإننا كبلدية باي بازاري، سنقدم خدمات النقل لمساعدة أصدقائنا السوريين، الذين نستضيفهم منذ فترة طويلة، على العودة إلى وطنهم”.
وخاطبت البلدية السوريين عبر الإعلان قائلة: “يمكنكم ملء نموذج الطلب في مكتب المعلومات في الطابق الأرضي من مبنى البلدية”.
ويشير الخبراء إلى أن غالبية اللاجئين في تركيا هم من حلب وحماة وحمص ومنبج، وهي مناطق عادت إلى السيطرة المباشرة للثورة السورية في الأيام العشرة الماضية.