خبراء: تدمير إسرائيل للمقدرات العسكرية السورية مقدمة لتقسيم البلاد وإرغامها على التطبيع
أكد خبراء فلسطينيون على الخطورة البالغة للعدوان الإسرائيلي المستمر على سوريا وتدمير مقدراتها العسكرية، وسط مخاوف جدية من تقسيمها وفق اتفاقيات غير معلنة مع الإدارة الأمريكية الجديدة.
وقال المختص في الشؤون العبرية ياسر مناع، إن “ضرب مئات الأهداف التابعة لجيش النظام المخلوع، والتي باتت اليوم ملكا للشعب السوري، تؤكد سعي إسرائيل إلى تقليص قدرات الجيش السوري الجديد بشكل تام، بهدف جعل البلاد منزوعة السلاح”.
واعتبر في حديث مع أن هذا يعكس “استراتيجية إسرائيلية تهدف إلى الحفاظ على التفوق العسكري في المنطقة، حيث تفضل إسرائيل عدم انتظار تطورات السلطة السياسية الجديدة في سوريا، بل تواصل اتباع مبدأ اليد العليا، لضمان مصالحها الأمنية والاستراتيجية”.
وأشار إلى أن اختيار إسرائيل اسم “سهم باشان” لعمليات استهداف المقدرات العسكرية السورية “يعكس ارتباطًا واضحًا بالرمزية التوراتية والجغرافية والعسكرية”.
واستطرد “كما يعكس (استخدام اسم سهم باشان) محاولة لربط العملية عسكرياً بالتاريخ اليهودي التوراتي لإضفاء شرعية دينية وسياسية على العدوان العسكري، خاصة أن الجولان يُعتبر امتداداً لمنطقة باشان التوراتية”.
من جهته، يقدم المختص في الشؤون الإسرائيلية فراس ياغي عدة سيناريوهات تسعى حكومة الاحتلال من خلالها إلى فرض أمر واقع جديد في سوريا “الأول تقسيم سوريا إلى كانتونات أو فدراليات أو حتى دول إثنية وطائفية، وهذا ما تفضله وتعمل عليه: كانتون درزي، وكانتون كردي بدعم وحماية مباشرة إسرائيلية وبغطاء أمريكي” على حد تقديره.
وأضاف ياغي في حديث مع أن “السيناريو الثاني، هو فرض التطبيع على حكومة سوريا الجديدة، وعلى أساس اتفاقية سلام تشمل تنازل هذه الحكومة عن الجولان مقابل الانسحاب من الأراضي السورية وتحويلها – كما سيناء المصرية – إلى ألف وباء وجيم ودال” في إشارة إلى تقسيمها إلى مناطق يُحَدَّد النفوذ فيها بين الطرفين.
أما السيناريو الثالث، وفق ياغي فهو “الانسحاب من الأراضي السورية وفق اتفاق وبدون تطبيع، وعلى أساس خلق منطقة عازلة جديدة وترتيبات أمنية في منطقة الجنوب السوري وبما يعزز الأمن أولا، وفرض نوع من النفوذ لأجل ما أسموه حماية الدروز والحدود مع الأردن”.
ويرى ياغي أن “سوريا الموحدة السابقة ووفق حدودها السيادية الطبيعية لن تعود، وسيكون هناك بالحد الأدنى نفوذ ووصاية تركية وأمريكية وإسرائيلية، أما النفوذ الإيراني، فسيرتبط بقدرة إيران على توسيع علاقاتها مع بعض أقطاب المعارضة السورية” وفق ما يرى.
ويلفت إلى أن “سوريا الجديدة التي تم تدمير كل مقدراتها العسكرية المهمة والاستراتيجية التي لم يستخدمها النظام المخلوع في مواجهة إسرائيل، ستحتاج إلى عقود من الزمن لتُعَوَّض، ولكن هذا التعويض سيكون له محاذير؛ لأن الجيش السوري الجديد لن يكون سوى نموذج جديد للجيش اللبناني، وهذا في أحسن الأحوال” على حد تقديره.
ويقدّر جيش الاحتلال الإسرائيلي أنه دمّر حوالي 80 بالمئة من القدرات الاستراتيجية العسكرية التي كان يمتلكها جيش النظام المخلوع، في موجة الهجمات الأخيرة المستمرة منذ سقوط نظام بشار الأسد، يوم 8 تشرين ثاني/نوفمبر الجاري، بذريعة تفادي وقوعها بيد فصائل المعارضة، التي تعمل على تشكيل النظام الجديد في سورية.
وأفاد موقع /والاه/ العبري، اليوم الأربعاء، بأنّ الحملة التي ينفذها جيش الاحتلال في الأيام الأخيرة لتدمير الأسلحة التابعة لجيش النظام المخلوع، هي أكبر عملية قصف نفّذها الجيش الإسرائيلي إطلاقا لاستهداف قدرات عسكرية، مضيفاً أنها مناورة متعددة الأذرع.
وحتى قبل أن يتمكن الثوّار من خلع نظام بشار الأسد، كان لدى سلاح الجو السوري 30 طائرة “ميغ 29″، والتي أمست الآن أكواما من حديد. وكان لدى جيش النظام المخلوع أيضاً حوالي 50 طائرة من طراز “مي-17” لنقل القوات وحوالي 30 مروحية هجومية من طراز “مي-24″ و”غازيل” الفرنسية.