ماذا لو كان الأسد قد فعلها واستجاب لنداء ودعوة الرئيس أردوغان إلى اللقاء معه وفتح صفحة جديدة؟ ماذا لو كان هذا اللقاء قد تم، وبناءً عليه وُضِعَت سياسة لمرحلة جديدة ترتكز على عفوٍ عام، وعودة كل أبناء الوطن، والإفراج عن المساجين السياسيين؟
والاستعداد لإعادة بناء ما تهدَّم، والدعوة إلى دستورٍ جديد، وإجراء انتخاباتٍ جديدة يكون هو خارجها، مكتفيًا بسنوات حكمه؟ كان العالم سيُشيد بهذه الخطوات وهذه السياسة الجديدة.
ولكن، كعادة كل ديكتاتورٍ على مرِّ الزمان: الكِبرُ والعناد، وعدم الاستماع لصوت العقل، والتكبُّرُ عن التنازل عن أي شيء، حتى يأخذه هذا التكبر إلى فقدان كل شيء.
على الجميع أن يتعلَّم الدرس . الشعوب، إذا أُحسِنَ إليها وقُدِّم لها حاضرٌ جديد، وهُيِّئَت لمستقبلٍ مشرقٍ مفعمٍ بالأمل والحرية، قد تنسى وتغفر، ما دامت الأمور تسير نحو التغيير وإلى الأفضل.
تعلَّموا قبل فوات الأوان، والكَيِّسُ من اتَّعظَ بغيره .
غيِّروا قواعد اللعبة، واجعلوا شعوبكم كلها -وليس طائفةً منها- هي سندكم.
فالأيام دُوَلٌ، وبقاء الحال من المحال.
احكموا صوتَ العقل.
امسحوا المعادلات الصفرية من حساباتكم، وتعاملوا بروح التعايش والمشاركة.
ولا تنسوا أنَّ سننَ اللهِ غالبة.
“وتلك الأيام نداولها بين الناس.”