حماس تُعبر عن دعمها لثورة الشعب السوري وتصفها بإنجاز تاريخي
قال رئيس حركة المقاومة الإسلامية “حماس” في الخارج خالد مشعل، إن “الشعب السوري أظهر إصرارا عجيبا على تحقيق تطلعاته”.
وأضاف في مقابلة مع التفزيون العربي، اليوم الثلاثاء، “نبارك للشعب السوري نجاحه في ثورته ضد الاستبداد والظلم”.
وقد شكلت الثورة السورية التي اندلعت في آذار/ مارس 2011 علامة فارقة في علاقة حركة “حماس” بالنظام السوري آنذاك، وتدحرجت بشكل متسارع حتى وصلت حد “القطيعة” والخروج من دمشق.
وبعد مرور بضعة أشهر على اندلاع الثورة، وفي محاولة لاستثمار وجودها في دمشق، طلب النظام رسميا من حركة “حماس” تحديد موقف مما يجري، وهو ما ردت عليه الحركة بالتأكيد على أن تحالفها معه هو تحالف ضد العدو الصهيوني، وليس ضد الشعب السوري، وانتهى الموقف إلى إصدار الحركة بيانا حياديا اعتبرته دوائر النظام بمثابة خيانة لها في مواجهة الاستحقاق الذي تواجهه.
ورفضت قيادة “حماس” حينها أنّ يوظف النظام وجودها في دمشق سياسيًا لمصلحته، كان النظام آنذاك بدأ إحدى أسوأ عمليات القمع المسلح ضد شعبه الذي خرج مطالبا بإصلاحات، لذلك قررت الحركة الخروج تدريجيًا وبهدوء، واكتمل الخروج مع مغادرة رئيس الحركة آنذاك خالد مشعل دمشق في كانون الثاني/يناير 2012.
وبعد ذلك بشهر، وجه رئيس حركة “حماس” في غزة آنذاك، إسماعيل هنية، كلمة للثوّار السوريين، في خطبة ألقاها يوم 25 شباط/فبراير 2012 من الجامع الأزهر في القاهرة، قائلا لهم “إذ أحييكم وأحيي كل شعوب الربيع العربي، فأنا أحيي شعب سوريا البطل، الذي يسعى نحو الحرية والديمقراطية والإصلاح”.
ووصلت العلاقة بين “حماس” والنظام السوري، إلى أسوأ مراحلها، حينما رفع خالد مشعل الذي كان يرأس الحركة، علم الثورة السورية، خلال احتفال “حماس” بذكرى انطلاقتها الـ 25 في غزة (9 كانون أول/ديسمبر 2012)، التي كان يزورها مشعل آنذاك، بينما كانت مصر تحت رئاسة الرئيس المنتخب محمد مرسي.
وتوالت التصريحات من قبل قيادات “حماس” في إدانة أعمال العنف تجاه المدنيين السوريين من قبل نظام الأسد، حيث اعتبر مشعل أن من حق السوريين الانتفاض والمطالبة بحقوقهم بشكل سلمي، داعياً إلى توجيه البندقية لتحرير فلسطين.
وكشف مصدر قيادي في “حماس”، عن أنه مع اندلاع الاحتجاجات في سوريا حاول رئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل، التواصل مع قيادة النظام في دمشق مقدما لها نصائح واضحة وصريحة بخصوص الإصلاح السياسي، ومحذرا من أن قطار الإصلاح لن يتوقف عند حدود سوريا، وأن الشعب السوري ينشد الحرية مثله مثل سائر الشعوب العربية.
وتحدث المصدر لـ “قدس برس” طالبا عدم الإشارة إلى اسمه، عن التحديات التي واجهتها “حماس” بسبب اتخاذها قرارا يساند الشعب السوري، مشيرا إلى أن الحركة “شرعت منذ شهور في ترتيب أوضاعها من أجل الخروج من سوريا، الأمر الذي كان يتم بشكل تدريجي وصولا إلى الخروج النهائي”.
وقال “الأمر لم يكن سهلا بحال في ظل وجود أناس ليس بوسعهم الخروج من هناك لاعتبارات الوثائق التي يحملونها… فضلا عن الخوف على الجالية الفلسطينية التي تحسب بهذا القدر، أو ذاك على حماس”.
يشار إلى أن حركة المقاومة الإسلامية “حماس” باركت للشعب السوري نجاحَه في تحقيق تطلّعاته نحو الحريّة والعدالة، ودعت كلّ مكوّنات الشعب السوري إلى توحيد الصفوف، ومزيد من التلاحم الوطني، والتعالي على آلام الماضي.
وقالت الحركة في بيان صحفي، أمس الاثنين، إنَّنا “في حركة حماس وشعبنا الفلسطيني نقف بقوَّة مع الشعب السوري العظيم، ونؤكّد وحدة سوريا وسلامة أراضيها، وعلى احترام الشعب السوري وإرادته واستقلاله وخياراته السياسية”.