في تطور ميداني لافت أعلنت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس عن تنفيذها عملية عسكرية نوعية في مدينة رفح جنوب قطاع غزة يوم الجمعة الماضي حيث استهدفت المجموعة سبعة من جنود جيش الاحتلال الإسرائيلي بالإضافة إلى تدمير ثلاث دبابات وجرافة عسكرية تابعة للجيش عبر كمين مركب.
العملية التي وصفتها القسام بأنها تأتي في إطار الرد على العدوان المستمر على قطاع غزة أكدت أنها نفذت بشكل محكم ومفاجئ مما أسفر عن سقوط العديد من القتلى والجرحى في صفوف قوات الاحتلال.
وفي بيان لها أفادت الكتائب أن الكمين تم تنفيذه في منطقة رفح على الحدود مع مصر حيث قام عناصر القسام بإعداد الحقل بشكل دقيق وتم توجيه الضربة في الوقت المناسب.
وأوضحت الكتائب أن الكمين يأتي في إطار سلسلة من العمليات العسكرية المستمرة ضد الاحتلال التي تهدف إلى مقاومة العمليات العسكرية التي تقوم بها قوات الاحتلال على مدار الساعة ضد المدنيين في غزة، مشيرة إلى أن الاستهدافات الدقيقة لآليات الاحتلال وعناصره تأتي في سياق تأكيد قدرة القسام على الرد على كافة الاعتداءات.
من جهة أخرى أكدت كتائب القسام في بيانها أن هذه العملية تأتي رداً على ما وصفته بالعدوان الغاشم على الشعب الفلسطيني ومقدساته والتي أسفرت عن وقوع العديد من الشهداء والجرحى. كما أضاف البيان أن هذه العمليات مستمرة ولن تتوقف إلا بتحقيق أهداف الشعب الفلسطيني في نيل حقوقه.
وفي سياق آخر، وفيما يتعلق بالتحركات السياسية لحركة حماس، غادر وفد القيادة برئاسة الدكتور خليل الحية رئيس مكتب العلاقات الخارجية لحركة حماس العاصمة المصرية القاهرة بعد أن أجرى محادثات هامة مع وزير المخابرات العامة المصرية اللواء حسن محمود رشاد يوم الأحد الماضي.
وقد تناول اللقاء بشكل أساسي جهود وقف إطلاق النار في غزة في ظل التصعيد العسكري المستمر منذ عدة أسابيع حيث تم بحث الأوضاع الإنسانية المتدهورة في القطاع المحاصر، بالإضافة إلى البحث في آليات تحقيق التهدئة الدائمة.
وحسب المصادر فإن اللقاء بين الدكتور خليل الحية ووزير المخابرات المصرية ناقش سبل الضغط على الاحتلال الإسرائيلي لوقف عدوانه على غزة وإيجاد حلول عملية للتخفيف من معاناة الشعب الفلسطيني هناك.
كما جرى خلال اللقاء مناقشة ملف لجنة الإسناد المجتمعي في قطاع غزة ودور مصر في دعم هذه اللجنة لتوفير الدعم الإنساني والطبي العاجل للمتضررين من القصف.
وقد عبّر الحية عن تقدير حركة حماس للجهود المصرية المبذولة على كافة الأصعدة لوقف العدوان وتأمين الدعم اللازم للقطاع.
ووفقاً للمصادر فإن الوفد الحركي قدم شرحاً مفصلاً للمسؤولين المصريين حول آخر مستجدات الوضع في قطاع غزة والاحتياجات الطارئة للمواطنين في ظل استمرار الحصار.
كما تم بحث ملف الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال وسبل تكثيف الجهود للإفراج عنهم عبر الوسطاء الإقليميين والدوليين.
تجدر الإشارة إلى أن زيارة الوفد القيادي لحركة حماس إلى القاهرة تأتي في وقت حساس للغاية بعد تصاعد العمليات العسكرية من جانب قوات الاحتلال التي استهدفت العديد من الأحياء السكنية في غزة وأسفرت عن سقوط مئات الشهداء والجرحى منذ بداية التصعيد.
كما تأتي هذه المحادثات بعد سلسلة من الاجتماعات التي تم عقدها في الأيام السابقة بين الأطراف الفلسطينية المختلفة والقيادة المصرية بهدف تنسيق الجهود والضغط على الاحتلال لوقف عدوانه على المدنيين الفلسطينيين.
من جهتها، أكدت المصادر أن زيارة الوفد لمصر تكتسب أهمية خاصة في هذه الفترة نظراً لتنامي الدور المصري في الأزمة الفلسطينية ومحاولاتها المستمرة لتقديم حلول مؤقتة قد تساعد في تخفيف وطأة القصف والحصار على قطاع غزة.
وأكدت حركة حماس في بيانها أن موقفها الثابت في مواجهة الاحتلال لن يتغير وأنها ستستمر في التصدي للعدوان بجميع الأشكال بما في ذلك استمرار العمليات العسكرية ضد الاحتلال.
كما أكدت الحركة على ضرورة تكثيف الجهود المشتركة على كافة الأصعدة الإقليمية والدولية من أجل تحقيق وقف إطلاق النار الشامل والضغط على الاحتلال لرفع الحصار عن غزة.