الثورة السورية، التي اندلعت في عام 2011، كانت نقطة تحول هامة في تاريخ الشعوب الحرة التي تناضل من أجل الكرامة والحرية. ومع مرور السنوات، وبرغم المصاعب والتضحيات الجسيمة، استطاع ثوار سوريا تقديم نموذج ملهم في الشجاعة والصمود.
تحرير الأراضي السورية من نظام بشار الأسد والهيمنة الإيرانية والمليشيات الداعمة لها كان هدفًا استراتيجيًا يُبرز تصميم الشعب السوري على استعادة استقلال وطنه، رغم حجم التحديات التي واجهته.
ما فعله السوريون بعد التحرير يُعد درسًا تاريخيًا للعالم أجمع. لقد أعادوا بناء مجتمعاتهم من تحت الركام، وعملوا على تأسيس بنية تحتية تليق بآمالهم وطموحاتهم. كما حافظوا على روحهم الوطنية من خلال تعزيز قيم التضامن والمساواة والحرية، مؤكدين أن الشعوب الحرة لا تُهزم، وأن الإرادة الوطنية قادرة على قهر الظلم مهما طال الزمن.
إن النموذج السوري هو أمل ودرس لليمن، الذي يرزح تحت وطأة مليشيات الحوثي المدعومة من إيران. اليمن اليوم ينتظر أبناءه الأحرار ليعيدوا مجد صنعاء، الحديدة، وعدن، وكل المدن اليمنية التي تعاني من الاحتلال الداخلي والقمع. تمامًا كما انتفضت سوريا بدماء أبطالها وتضحيات رجالها ونسائها، فإن اليمن لن يكون استثناءً.
أبناء اليمن، رجالاً ونساءً، يحملون على عاتقهم مسؤولية تاريخية في استعادة وطنهم من براثن المليشيات التي اغتالت أحلام اليمنيين بالحرية والكرامة. وسيأتي اليوم الذي تصبح فيه صنعاء وكافة المدن اليمنية حرة مستقلة، بفضل شجاعة وإرادة شعبها.
مثلما بدأت الثورة السورية كصرخة ضد الظلم وتحولت إلى ملحمة شجاعة، فإن اليمنيين سيجعلون من نضالهم قصة أخرى تروي شجاعة الشعوب الحرة.
الثورة السورية واليمنية ليستا فقط مجرد نضال ضد الهيمنة الخارجية، بل هما معركة مستمرة من أجل الكرامة الإنسانية والحق في تقرير المصير. ومع كل خطوة نحو التحرير، يثبت الأحرار أن قوة الشعوب أقوى من أي احتلال أو استبداد.