السوريون يؤدون أول صلاة فجر بعد مغادرة بشار الأسد البلاد
في تقرير خاص لوول ستريت جورنال الأمريكية كشفت مصادر مطلعة على الوضع في سوريا أن الرئيس السوري السابق بشار الأسد غادر البلاد في الساعات الأولى من صباح يوم الأحد متوجها إلى وجهة غير معروفة بعد فترة طويلة من حكمه الذي دام لسنوات في البلاد
وقد جاء هذا الخبر في وقت حساس بعد أن كانت زوجته وأطفاله قد غادروا سوريا متوجهين إلى روسيا في الأسبوع الماضي ما أثار الكثير من التكهنات حول مستقبله السياسي في ظل الوضع المتقلب الذي تعيشه البلاد.
وأكدت المصادر التي تحدثت إلى الصحيفة أن الأسد اختار مغادرة البلاد في وقت مبكر من صباح الأحد ليتجنب أي ضجة إعلامية أو سياسية محتملة مشيرين إلى أنه ترك دمشق بعد أن شعر بأن وضعه أصبح غير قابل للاستمرار وأنه لم يعد قادرا على السيطرة على الوضع في البلاد وأن الأوضاع باتت تسير بشكل سريع نحو تغييرات جذرية داخل النظام السوري.
وفي وقت لاحق من اليوم نفسه بدأ السوريون في العاصمة دمشق في أداء صلاة الفجر في جامع الإيمان وسط المدينة وسط أجواء من الفرح والترحيب بعد أن سادت الشوارع بتكبيرات النصر والهتافات التي تمجد الشعب السوري وأمله في أن يكون هذا اليوم هو بداية لمرحلة جديدة من الاستقرار والسلام بعد سنوات طويلة من المعاناة والدمار.
وقد أبدى العديد من المواطنين في العاصمة دمشق وخاصة في المناطق التي كانت تحت سيطرة المعارضة سابقا حماسا كبيرا وهم يعبرون عن مشاعرهم بالفوز بعد أن بدأ الأسد في المغادرة وكان البعض يعتبر هذا الحدث بمثابة نقطة تحول فارقة في تاريخ سوريا الذي عانى من الحرب الطاحنة على مدى أكثر من عقد من الزمن. وقد عكست مشاهد التكبيرات والاحتفالات التي عمت الشوارع أجواء الأمل والتفاؤل في نفوس الكثيرين الذين عبروا عن سعادتهم بتغيير قد يفتح أمامهم أبوابا جديدة نحو الحرية والعدالة.
وفي إطار التطورات الميدانية أكد الناطق باسم المعارضة السورية أن مغادرة الأسد تعد بمثابة نقطة حاسمة في تاريخ البلاد حيث أنها تأتي بعد انهيار النظام السوري بشكل متسارع في السنوات الأخيرة أمام الهجمات المستمرة من قبل الجماعات المسلحة المعارضة والتصعيد العسكري الذي شهده العديد من المناطق السورية. كما أشار إلى أن هناك حالة من الارتباك بين أوساط مؤيدي النظام السوري الذين بدأوا يتساءلون عن مصيرهم في ظل غياب الأسد المفاجئ.
من جانب آخر استمر غياب بشار الأسد عن المشهد السياسي في سوريا منذ مغادرته البلاد وسط تكهنات حول المكان الذي سيذهب إليه بعد أن أكدت بعض المصادر أنه قد يكون قد توجه إلى إيران أو إلى دولة أخرى من حلفائه الرئيسيين في المنطقة. ومع غيابه عن الظهور علنا بدأت بعض الأطراف في الداخل والخارج تطرح تساؤلات حول من سيخلف الأسد في منصب الرئاسة وكيف ستكون المرحلة المقبلة في ظل هذه التغييرات المفاجئة.
الجدير بالذكر أن الأزمة السورية التي بدأت عام 2011 شهدت الكثير من التغيرات والتحولات في مسارها السياسي والعسكري والتي أسفرت عن تدخلات دولية وإقليمية ضخمة من قبل دول مثل روسيا وإيران التي كانت تدعم النظام السوري في مواجهة المعارضة. كما كان هناك دور كبير للقوات الأمريكية في دعم بعض الفصائل المسلحة السورية في مناطق معينة. ورغم أن الأسد كان قد تمكن من استعادة السيطرة على معظم الأراضي السورية إلا أن الحرب كانت قد دمرت البنية التحتية للبلاد وأودت بحياة مئات الآلاف من المدنيين وأدت إلى نزوح ملايين السوريين إلى الخارج.
مغادرة بشار الأسد من سوريا تعني بداية مرحلة جديدة قد تحمل تغييرات جوهرية على الصعيدين السياسي والعسكري في البلاد إذ يترقب السوريون ما سيحدث في الأيام القادمة خصوصا في ظل التحولات التي يشهدها المشهد الدولي والأقليمي وتأثيراتها المباشرة على الداخل السوري. ومع هذه التغيرات فإن سوريا التي عاشت تحت حكم الأسد لأكثر من عقدين من الزمن قد تكون على أعتاب مرحلة جديدة مليئة بالتحديات والتساؤلات حول المستقبل الذي ينتظرها بعد سنوات من الحرب.
ورغم أن الوضع في سوريا لا يزال غامضا في ظل غياب بشار الأسد فإن المشهد الشعبي في دمشق واحتفالات المواطنين تظل علامة فارقة في تاريخ الشعب السوري الذي عانى طويلا من تبعات الحرب وتداعيات حكم الأسد. ورغم أن المرحلة المقبلة تحمل الكثير من المخاطر فإن التفاؤل الذي يعكسه السوريون اليوم قد يشكل نقطة انطلاق نحو غد أفضل يمكن أن يكون بداية لنهاية حقبة طويلة من الظلم والصراع.