سوريون في شوارع مصر يحتفلون بتقدم المعارضة واقترابها من دمشق
عاشت شوارع مصر وخاصة في منطقة 6 أكتوبر في الجيزة أجواء من الفرح والاحتفالات التي شهدها السوريون المقيمون في مصر بعد التقدم الكبير الذي حققته المعارضة السورية المسلحة في عدة مدن سورية، بما في ذلك اقترابهم من دخول العاصمة دمشق.
هذه الاحتفالات التي جاءت مع اقتراب المعارضة من قلب النظام الحاكم، تمحورت حول رفع أعلام الثورة السورية وشعارات داعمة للمقاتلين السوريين. وقد توافد السوريون إلى الشوارع في مشهد يعكس التفاؤل الكبير بتغيير الأوضاع السياسية في بلادهم بعد سنوات من الحرب. الهتافات كانت ضد النظام السوري بقيادة بشار الأسد، حيث رفع المحتفلون لافتات تطالب بإسقاطه، في وقت تشير فيه الأخبار إلى تقدم المعارضة بشكل ملموس في معركتها ضد قوات الأسد.
الاحتفالات في منطقة 6 أكتوبر لم تقتصر على رفع الشعارات فقط بل شهدت أيضا أجواء من الفرح التي تنم عن الأمل والتفاؤل لدى السوريين الذين يعيشون في مصر. فالشوارع كانت تعج بالمحتفلين الذين رفعوا الأعلام السورية وأطلقوا الهتافات المؤيدة للثوار، بينما عبروا عن دعمهم للمقاتلين في مختلف جبهات القتال في سوريا.
كما أعلن عدد من قادة المعارضة السورية المسلحة عن تطورات ميدانية هامة تمثلت في سيطرة قوات المعارضة على عدد من المدن والبلدات السورية التي كانت تحت قبضة قوات النظام لفترات طويلة. ومن أبرز هذه التطورات ما تم الإبلاغ عنه بشأن تقدم القوات المعارضة باتجاه دمشق، حيث باتت القوات المسلحة المعارضة تقترب من قلب العاصمة التي كانت تعتبر حتى وقت قريب محصنة أمام أي هجوم.
من جهة أخرى، أشار قياديون في المعارضة إلى حدوث تطورات ميدانية كبيرة في دمشق نفسها. فقد وردت أنباء عن فرار عدد من عناصر الحرس الجمهوري التابعين للنظام السوري من حي المالكي الذي يعتبر أحد الأحياء الحيوية في العاصمة دمشق، ويحتوي هذا الحي على منزل الرئيس السوري بشار الأسد. هذا الحدث من شأنه أن يكون له تأثير كبير على مجريات المعركة في العاصمة، حيث تزداد الشكوك في قدرة النظام على الصمود في وجه الهجمات المتواصلة للمعارضة.
المعارضة المسلحة السورية كانت قد أصدرت بيانا يؤكد فيه أن قواتها أصبحت الآن خلف خطوط العدو داخل العاصمة دمشق، ما يعني أن النظام السوري يفقد السيطرة على مناطق كانت تعد من أهم معاقله في العاصمة. هذا التقدم الاستراتيجي قد يفتح الطريق أمام الثوار لدخول المدينة والسيطرة عليها بشكل كامل، مما يشير إلى تحول كبير في موازين القوى داخل البلاد.
الاحتفالات التي شهدتها شوارع مصر تعتبر بمثابة تعبير عن فرحة السوريين بآمالهم في تحقيق النصر واستعادة بلدهم. كما أن هذه الأجواء تشير إلى أن السوريين في الشتات لا يزالون يحملون الأمل في التغيير رغم التحديات الكبيرة التي تواجههم.
من جهة أخرى، يبدو أن هناك نوعا من الترقب والقلق يسيطر على النظام السوري في ظل هذه التطورات المتسارعة على الأرض. التقديرات تشير إلى أن النظام قد يواجه صعوبة كبيرة في الدفاع عن دمشق في حال استمر تقدم المعارضة بهذا الوتيرة. كما أن الهزائم المتتالية للقوات الموالية للنظام في العديد من المناطق قد تؤثر على معنويات قوات النظام وتزيد من حالة الانقسام الداخلي في صفوفه.
على الرغم من حالة التفاؤل التي يعيشها السوريون في الخارج، إلا أن الوضع في الداخل السوري لا يزال محفوفا بالتحديات. فالحرب المستمرة منذ أكثر من عقد من الزمن خلفت وراءها مئات الآلاف من القتلى والجرحى، بالإضافة إلى ملايين اللاجئين والنازحين داخل وخارج سوريا. ورغم ذلك، تظل المعارضة السورية تأمل في أن يشكل هذا التقدم الميداني بداية نهاية حكم بشار الأسد، الذي استمر طوال السنوات الماضية في مواجهة الشعب السوري.
وما زالت الاحتفالات التي شهدتها شوارع مصر تعكس حالة من الأمل والتفاؤل لدى السوريين الذين يواصلون التطلع إلى مستقبل أفضل. كما أن الوضع العسكري المتغير في سوريا يوحي بأن النظام السوري قد يواجه تحديات كبيرة في الحفاظ على سلطته في ظل هذه التغيرات الميدانية الكبيرة.