مقالات ورأى

نجيب بلحمير يكتب: رسالة الجولاني إلى أمريكا

اختار الجولاني سي أن أن لتوجيه رسالة واضحة إلى أمريكا التي صنفت هيئة تحرير الشام “منظمة إرهابية أجنبية سنة 2018”.
خلاصة الرسالة أن الهيئة تغيرت ولم تعد تتبنى أفكار القاعدة، وأنها تريد أن تسقط نظام الأسد وبعدها يمكن تفكيكها لفسح المجال لبروز نظام حكم ديمقراطي يقوم على المؤسسات.
رفض الجولاني الإجابة على سؤال يتعلق بسياق الهجوم الذي سمح للمعارضة المسلحة بالسيطرة، خلال أيام قليلة، على ضعف مساحة الأراضي التي تخضع لسيطرتها، واستفادته من ضعف الأطراف المعادية الذي ذكرتهم الصحافية (روسيا وإيران وحزب الله) بسبب انشغالهم بحروبهم فضلا عن ضعف نظام الأسد.
الجولاني قدر أن الظرف لا يسمح بالحديث عن تفاصيل المعركة، لكن من المهم الانتباه إلى أن السؤال يحيل مباشرة إلى الحديث عن الموقف من الكيان الصهيوني وحرب الإبادة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني( هذه هي حرب إيران وحزب الله التي تسببت في إضعافهما حسب تقدير الصحافية، في حين تنشغل روسيا بحرب أوكرانيا).
يبدو أن الجولاني، ومن خلاله هيئة تحرير الشام والفصائل المشاركة في الهجوم المستمر، لا تعتبر توجيه رسالة إلى شعوب المنطقة بخصوص قضية فلسطين أولوية إلى حد الآن على الاقل، ويعكس التركيز على التوجه إلى أمريكا قناعة الجولاني، ومن يتحدث باسمهم، أن حدود تحركه على الأرض سيرسمها الموقف الأمريكي الذي سيحدده ترامب، وموقف أمريكا هو موقف إسرائيل.
الجولاني كان واضحا في تحديد الهدف: “إسقاط نظام الأسد”، أما “اليوم التالي” فيقرره الشعب السوري من خلال بناء نظام حكم يقوم على المؤسسات، أما الفصائل التي تزحف لإسقاط النظام فأدوات تحرير تنتهي مهمتها مع سقوط النظام، وهذا قد يكفي لإقناع أمريكا بأن هناك مصلحة في تشجيع المعارضة المسلحة أو عدم اعتراض طريقها على الأقل، فالباب هنا مفتوح للتأثير على عملية بناء النظام الجديد وتوجيهه، ولا حاجة للتذكير أن محدد الموقف الأمريكي من اي بديل لنظام الأسد هو أمن الكيان الصهيوني.
سيكون من الصعب تصور سيطرة قريبة للمعارضة المسلحة على كامل التراب السوري وبناء نظام قادر على استعادة وحدة البلاد وسيادتها، لكن من المهم أن ننتبه إلى أن مخرجات الحرب، سواء سقط الأسد أو بقي ستكون تكريسا لخلل في ميزان القوة لصالح الكيان الصهيوني وداعميه.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى