المعارضة السورية المسلحة تسيطر على مواقع استراتيجية في السويداء وتعلن انشقاق قوات النظام
في تحول كبير في مجريات الأحداث في محافظة السويداء جنوب سوريا، أعلنت فصائل المعارضة المسلحة في المنطقة عن سيطرتها الكاملة على عدد من المنشآت العسكرية الهامة التابعة للنظام السوري.
فقد تمكنت القوات المعارضة من اقتحام مبنى المخابرات الجوية التابع للنظام، بالإضافة إلى السيطرة على مبنى آخر يتبع وزارة الداخلية،
وكذلك معسكر القوات الخاصة الواقع في ضواحي المدينة، في خطوة وصفها المتابعون بأنها ذات دلالة سياسية وعسكرية مهمة في معركة السويداء.
وتأتي هذه التطورات بعد سلسلة من الهجمات والاشتباكات العنيفة التي شهدتها المدينة في الأيام القليلة الماضية، حيث تمكنت فصائل المعارضة من فرض سيطرتها على بعض المناطق الحيوية بعد ساعات من الهجوم.
وأكدت مصادر في المعارضة أن العمليات العسكرية التي نفذتها جاءت بعد تحضيرات استمرت طويلاً، بالإضافة إلى التنسيق بين الفصائل المسلحة المنتشرة في المنطقة.
وذكرت المصادر أن الهجوم الذي شنته المعارضة على هذه المنشآت العسكرية قد أسفر عن مقتل وإصابة عدد من عناصر قوات النظام، في وقت تمكنت فيه الفصائل من تأمين المنطقة بعد تطويق المنشآت.
وصرح المتحدثون باسم المعارضة بأنهم تمكنوا من تدمير عدد من الآليات العسكرية التابعة للنظام داخل المباني التي تم السيطرة عليها.
من جهة أخرى، أفادت تقارير صحفية بتسجيل حالات انشقاق داخل صفوف قوات النظام السوري في المدينة بعد الخسائر الفادحة التي تكبدتها قواته. فقد أكدت مصادر محلية أن عدداً من الجنود والعناصر الأمنية قد انشقوا عن قوات النظام وقرروا الانضمام إلى صفوف المعارضة بعد المعركة الأخيرة، وهو ما يعكس تراجعاً في معنويات القوات الموالية للنظام في تلك المنطقة. وتعتبر هذه الحركات الانشقاقية حدثاً غير مسبوق في محافظة السويداء التي كانت، لعدة سنوات، تتمتع باستقرار نسبي مقارنة بمناطق أخرى في سوريا.
وفي السياق ذاته، أظهرت تقارير أخرى تزايداً في أعداد المواطنين الذين يتجهون نحو دعم الفصائل المعارضة. فقد أكد سكان محليون أن هناك حالة من الاستنفار الشعبي داخل المدينة مع تزايد أعداد المنخرطين في صفوف الفصائل المسلحة التي أظهرت قدرتها على تحقيق انتصارات على الأرض. كما أشار بعضهم إلى أن المدينة تشهد حالة من التوتر والقلق في صفوف السكان، خاصة مع الانخفاض الملحوظ في الأمن وانتشار الفوضى نتيجة الاشتباكات المستمرة.
وتواصل الفصائل المسلحة في السويداء تعزيز مواقعها في المدينة بالتوازي مع جهودها لتوسيع دائرة السيطرة على مناطق أخرى في المحافظة. ويرى محللون أن العمليات العسكرية الأخيرة تأتي في وقت حساس بالنسبة للنظام السوري، الذي يعاني من تحديات عدة على جبهات متعددة، ما يجعله في موقف صعب. وبالرغم من محاولات النظام لتعزيز وجوده العسكري في المنطقة، إلا أن المعارضة قد تمكنت من تحقيق مكاسب استراتيجية قد تغير مجرى الأحداث في المستقبل القريب.
على الرغم من الحصار الإعلامي المفروض على ما يحدث في المدينة، إلا أن التقارير تشير إلى أن الوضع في السويداء بدأ يشهد تحولاً جذرياً في موازين القوى. ففي الوقت الذي يعلن فيه النظام عن تحركات عسكرية لتعزيز قبضته على المنطقة، تنبئ تحركات المعارضة باحتمال زيادة نفوذها وتأثيرها في الفترة المقبلة.
وفيما يتعلق بمستقبل المعركة، يبقى السؤال الأهم هو مدى قدرة المعارضة على الاحتفاظ بالسيطرة على المناطق التي اقتحمتها، وهل سيكون بالإمكان توسيع دائرة السيطرة لتشمل مناطق أخرى خارج السويداء. في الوقت نفسه، يبدو أن النظام السوري سيواصل محاولاته لإعادة ترتيب صفوفه، ولكن بعد الخسائر التي تكبدها في هذه المعركة، يواجه تحديات جديدة قد تؤثر بشكل كبير على استقرار المدينة والمناطق المجاورة.
وتظل محافظة السويداء تشهد تحولات كبيرة تزداد تعقيداً مع مرور الوقت، خاصة مع تصاعد أنشطة المعارضة وانشقاق بعض عناصر النظام. ومع تزايد الضغوط العسكرية والاقتصادية على قوات النظام في هذه المنطقة الاستراتيجية، يتوقع أن تشهد الأسابيع المقبلة تطورات جديدة قد تعيد رسم خارطة السيطرة في جنوب سوريا.