مع مرور 427 يوما على العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة، أفادت مصادر صحفية بأن أكثر من 30 فلسطينيا استشهدوا جراء القصف الإسرائيلي المكثف على المنطقة المحيطة بمستشفى كمال عدوان شمالي القطاع، كما سقط العديد من الجرحى جراء الهجمات العنيفة.
وقد ذكرت تلك المصادر أن قوات الاحتلال الإسرائيلي قامت باقتحام مستشفى كمال عدوان مجددا وأجبرت المرضى والجرحى على مغادرته تحت تهديد السلاح. يأتي هذا في وقت تحدثت فيه هيئة البث الإسرائيلية عن وجود حالة من التفاؤل الحذر في مفاوضات صفقة التبادل التي تجري خلف الكواليس.
وفي تفاصيل الهجوم، أفاد شهود عيان بأن قوات الاحتلال تقدمت نحو محيط المستشفى تحت غطاء ناري كثيف، حيث عملت على فرض حصار مشدد على المنطقة. هذا التقدم العسكري ترافق مع سلسلة من الهجمات الجوية والبرية على المناطق المحيطة، مما أدى إلى تدمير عدد من المنازل في محيط المستشفى.
من جهة أخرى، أشار مراسل الجزيرة إلى اندلاع حرائق في عدد من المنازل الواقعة في مشروع بيت لاهيا نتيجة القصف الإسرائيلي العنيف. وقال المراسل إن فرق الدفاع المدني تحاول جاهدة إخماد الحرائق وإنقاذ العائلات المحاصرة في المناطق المتضررة.
لقد تسببت هذه الهجمات في تجدد المناشدات الإنسانية من قبل أهالي غزة الذين يواجهون أوضاعا مأساوية. العديد من العائلات العالقة في مناطق النزاع تعيش في ظروف قاسية، مع صعوبة الحصول على الإغاثة اللازمة بسبب الحصار المستمر وارتفاع أعداد الضحايا والمصابين.
وتزداد المخاوف من تصاعد العنف في الأيام المقبلة، حيث يحذر العديد من الخبراء من أن الوضع في القطاع يتجه نحو مزيد من التدهور مع استمرار العمليات العسكرية. في الوقت نفسه، يراقب المجتمع الدولي بقلق تطورات الوضع، إذ تزداد الدعوات من قبل منظمات حقوق الإنسان لتوفير الحماية للمدنيين ووقف الهجمات على المنشآت الطبية والمنازل.
يستمر التوتر في التصاعد في مختلف أنحاء القطاع، حيث تشهد المدن والمناطق المحيطة بالصواريخ والطائرات الحربية الإسرائيلية التي تسعى إلى تدمير البنية التحتية الفلسطينية. مع ذلك، يبدو أن الجهود الدبلوماسية والإنسانية ما زالت بعيدة عن تحقيق تقدم ملموس على الأرض.
هذا ويأمل سكان غزة في أن تنجح المفاوضات في التوصل إلى اتفاق يؤدي إلى التخفيف من معاناتهم، في وقت يظل فيه القصف والحصار على أشده. من جانب آخر، يتوقع أن تكون الأيام القادمة حاسمة في تحديد مصير سكان القطاع في ظل استمرار العدوان وغياب أي مؤشرات على التوصل إلى هدنة أو وقف لإطلاق النار.
إلى جانب ذلك، تتواصل المناشدات الدولية لوقف الهجمات العسكرية والضغط على الأطراف المتحاربة للوصول إلى حل يضمن حقوق المدنيين ويحمي المنشآت الحيوية، خاصة تلك التي تقدم خدمات طبية.