النيابة العامة تأمر بتحقيقات عاجلة وتقرير فني بعد حريق ضخم بمحول كهرباء في حلوان
أصدرت النيابة العامة توجيهات عاجلة بفتح تحقيق شامل في حادث الحريق الهائل الذي اندلع في محول كهرباء رئيسي بشارع جمال عبد الناصر في منطقة حدائق حلوان.
حيث أمرت النيابة بسرعة إجراء تحريات المباحث الجنائية حول أسباب الحريق، وأصدرت قرارًا بتكليف المعمل الجنائي بإعداد تقرير فني مفصل حول ملابسات الحادث.
كما طالبت بتقرير تقني من الجهات الفنية المعنية بالكهرباء لتحديد حجم الأضرار التي لحقت بالمحول ومعرفة ما إذا كان هناك أي تقصير أو خلل تقني قد ساهم في وقوع الحادث.
وفي الساعات الماضية، اندلع حريق هائل في أحد المحولات الرئيسية في منطقة حدائق حلوان، مما أثار حالة من الفزع بين السكان المحليين الذين شاهدوا النيران تتصاعد والدخان الكثيف يغطي السماء.
الحريق وقع في محول كهرباء رئيسي بشارع جمال عبد الناصر، وهو شارع رئيسي في المنطقة، ما زاد من خطورة الموقف بسبب الكثافة السكانية العالية والحركة المرورية الكبيرة التي يشهدها الشارع.
تلقت غرفة عمليات النجدة بلاغًا من سكان المنطقة عن اندلاع الحريق، مما دفع قوات الحماية المدنية إلى التحرك على الفور باتجاه موقع الحادث.
تم إرسال عدد كبير من سيارات الإطفاء في محاولة للسيطرة على الحريق والحد من انتشار النيران، خاصة وأن المحول يحتوي على مواد قابلة للاشتعال من زيوت ومواد بترولية، مما يزيد من صعوبة إخماد النيران.
عند وصول قوات الحماية المدنية، تم فرض كردون أمني واسع حول المحول المشتعل. هذا الإجراء كان ضروريًا لضمان سلامة المواطنين ومنع اقترابهم من موقع الحريق، فضلاً عن تسهيل حركة سيارات الإطفاء للوصول إلى موقع النيران بشكل أسرع.
كما تم إغلاق الشارع المحيط بموقع الحريق لضمان عدم تعطل عمليات الإطفاء ومنع تزايد المخاطر على المارة.
في هذا السياق، بذلت قوات الحماية المدنية جهودًا مضنية لمحاصرة النيران والحيلولة دون امتدادها إلى المباني المجاورة، خاصة وأن المنطقة تحتوي على مبانٍ سكنية وتجارية قريبة من موقع الحريق.
رجال الإطفاء استخدموا تقنيات متعددة لمحاولة السيطرة على النيران، لكن الحريق استمر لفترة طويلة نظرًا لحجم المحول والمواد التي يحتويها والتي تغذي النار بشكل كبير.
بينما كانت فرق الحماية المدنية تباشر عملها، كان القلق يخيم على سكان المنطقة الذين تجمعوا لمراقبة تطورات الحادث. تركزت مخاوفهم حول احتمال امتداد الحريق إلى منازلهم أو محالهم التجارية القريبة من موقع الحادث، ما دفع السلطات المحلية إلى طمأنة المواطنين بأن الإجراءات اللازمة تُتخذ للسيطرة على الموقف.
حتى الآن، لم ترد تقارير رسمية عن وقوع إصابات بشرية نتيجة الحريق، لكن الأضرار المادية كانت جسيمة. المحول الكهربائي تعرض لتلف كامل، وقد تأثرت بعض المباني المجاورة بفعل الحرارة العالية والدخان الكثيف. فرق الحماية المدنية ما زالت تعمل على تبريد موقع الحريق والتأكد من عدم وجود بؤر أخرى للنيران قد تشتعل من جديد.
من جهتها، أعلنت شركة الكهرباء أنها ستقوم بتقييم الأضرار التي لحقت بشبكة الكهرباء في المنطقة نتيجة الحريق، خاصة وأن هذا المحول يعد واحدًا من المحولات الرئيسية التي تغذي منطقة حدائق حلوان. يتم حاليًا العمل على وضع خطط بديلة لتزويد المنطقة بالكهرباء في حال استمر تعطيل المحول المتضرر.
شهود عيان في المنطقة أفادوا بأنهم سمعوا دوي انفجار قوي قبل أن يشاهدوا ألسنة اللهب تتصاعد من موقع المحول، ما أثار حالة من الذعر بينهم. بعض السكان خرجوا من منازلهم في حالة هلع، فيما حاول آخرون الاتصال بالطوارئ للإبلاغ عن الحادث في أسرع وقت ممكن.
لا تزال التحقيقات جارية لمعرفة الأسباب الحقيقية التي أدت إلى اندلاع الحريق، حيث تعكف فرق المعمل الجنائي حاليًا على جمع الأدلة من موقع الحريق.
من المتوقع أن يتم الإعلان عن النتائج الأولية للتحقيقات خلال الأيام القليلة المقبلة، وسط حالة من الترقب بين السكان لمعرفة ما إذا كان الحريق ناتجًا عن خلل تقني أو إهمال بشري.
تستمر قوات الحماية المدنية في تمشيط المنطقة المحيطة بموقع الحريق للتأكد من عدم وجود أي مخاطر أخرى، فيما تقوم فرق المباحث بمتابعة التحقيقات مع عدد من الشهود والعاملين في الشركة المسؤولة عن تشغيل المحول.