تقارير دولية تؤكد تعزيز روسيا لقدراتها العسكرية في ليبيا عبر تطوير ثلاثة قواعد جوية وزيادة تسليحها.
كشفت صحيفة التلجراف البريطانية في تقرير لها عن تصاعد الأنشطة العسكرية الروسية في ليبيا، حيث قامت روسيا بتعزيز قدراتها في ثلاث قواعد جوية رئيسية خلال العام الجاري. يُظهر هذا التطور تصاعد النفوذ الروسي في المنطقة وتأثيره على الأوضاع الأمنية والسياسية في البلاد.
تفاصيل التقرير تشير إلى تطوير المرافق في قاعدة براك الشاطئ وتجديد مهبط الطائرات، مما يمكّن الطائرات العسكرية من الهبوط بأمان. كما أكدت الصحيفة أن الطائرات العسكرية الروسية تواصل الهبوط والمغادرة من قاعدتي براك الشاطئ والجفرة، مما يدل على استمرار عمليات الإمداد العسكري. بالإضافة إلى ذلك، تم إجراء تجديدات واسعة في قاعدة القرضابية، حيث تم تعزيز الدفاعات المحيطة بها بشكل ملحوظ.
وفيما يتعلق بالدور الأمريكي، أشار معهد تحقيقات “سينتري” إلى أن قوات حفتر تحتاج إلى إذن للوصول إلى القواعد الروسية، مما ينبئ بتعقيدات جديدة في الموقف الليبي. من جهة أخرى، سلط موقع إيتاميل رادار الضوء على هبوط طائرة روسية في بنغازي، قادمة من موسكو، مما يؤكد وجود روسيا القوي في برقة ويبرز الأهمية اللوجستية للمنطقة.
تزامن هذا مع بيان وزراء خارجية مجموعة السبع الذي أكد التزامهم بسيادة ليبيا واستقلالها، مدينين للأنشطة الروسية “الخبيثة” التي تُقوض الأمن الإقليمي. وقد طالب الوزراء بانسحاب المقاتلين والمرتزقة الأجانب، داعمين جهود الأمم المتحدة لتسهيل الحوار بين الأطراف الليبية.
“الأمن في ليبيا يعتمد على التعاون الدولي والوحدة بين الأطراف المحلية”، قال أحد المتحدثين باسم مجموعة السبع.
في سياق متصل، عقد اللواء المتقاعد خليفة حفتر لقاءً مع نائب وزير الدفاع الروسي في بنغازي، حيث تم تناول قضايا مكافحة الإرهاب وتعزيز الاستقرار. كما أشارت تقارير إلى أن النشاطات الروسية تتعارض مع المصالح الأوروبية، ويرى مراقبون أن روسيا تسعى لتعزيز علاقاتها مع حفتر بهدف زيادة نفوذها في المنطقة.
الجدير بالذكر أن البلاد تمتلك احتياطات نفطية ضخمة، وما زال هناك احتمال لتحقيق السلام وتنظيم انتخابات تضمن حقوق الشعب الليبي. هذا الوضع يستدعي انتباه المجتمع الدولي لتحديد خطوات فعّالة للحفاظ على الأمن في ليبيا ومنع تفاقم النزاع.