إيمان حجاج لـ”أخبار الغد”: الوطن يحتاج قرارات حاسمة وتخفيض منصبي لن يثنيني شيء
أجرى الحوار: يوسف عبداللطيف
في حوار حصري لموقع “أخبار الغد”، تناولت إيمان شعبان أحمد قطب الشهيرة بـ “إيمان حجاج” أمينة المرأة في حزب مستقبل وطن بأمانة كفر الدوار سابقاً، وهي الآن عضو هيئة المكتب للأمانة نفسها بجرأة وحس وطني الأزمات التي تمر بها مصر في مختلف المجالات، مسلطة الضوء على التحديات الخاصة بمحافظة البحيرة ومركز كفر الدوار.
كما تتطرق إيمان حجاج إلى قرار تخفيض تمثيلها الحزبي، من أمينة المرأة إلى عضو هيئة المكتب، وترد على المطالبات الشعبية بعودتها إلى منصبها السابق، وتكشف إيمان عن رؤيتها لحلول الأزمات الاقتصادية والاجتماعية، وتؤكد على أهمية العمل السياسي المستمر في خدمة الوطن، بعيدًا عن الألقاب والمناصب.
تميزت إيمان بمواقفها الجريئة ودورها الفاعل في العمل السياسي والاجتماعي وفي معالجة القضايا الاجتماعية والسياسية، وتسعى جاهدة لتعزيز مكانة المرأة في العمل السياسي.
وبحسها الوطني العميق، تتناول الأزمات التي تواجهها مصر ومحافظة البحيرة بوجه خاص، مطالبة بالتغيير من أجل مستقبل أفضل.
وفي هذا الحوار الخاص لموقع “أخبار الغد“، تتحدث إيمان عن التحديات الكارثية التي تواجه البلاد في ظل الأوضاع الراهنة، وتطرح رؤيتها للحلول، في إطار يعكس تفانيها وإيمانها بقدرة المصريين على الصمود.
كيف ترين الوضع الاقتصادي في مصر اليوم، خصوصاً في ظل ارتفاع الأسعار والتضخم المتزايد؟
إيمان حجاج: الوضع الاقتصادي حاليًا يمثل تحديًا كبيرًا للجميع. بالطبع، التضخم وارتفاع الأسعار يؤثران بشكل مباشر على المواطنين، خصوصاً الفئات ذات الدخل المحدود. الحل يتطلب تعاوناً واسعاً بين الحكومة والقطاع الخاص لدعم الصناعات المحلية وتوفير فرص عمل جديدة.
لا بد من الاهتمام بالاقتصاد الإنتاجي بدلًا من الاعتماد على الاستيراد الذي يزيد العبء على ميزانية الدولة. وبالرغم من التحديات الكبيرة، لا زلت أؤمن بأن مصر قادرة على تجاوز هذه الأزمات من خلال اتخاذ قرارات اقتصادية جريئة تعتمد على الكفاءة والشفافية. يجب أن نتوجه للإصلاحات الهيكلية في الاقتصاد، مع التركيز على تحسين مستوى المعيشة للمواطنين.
تتعرض محافظة البحيرة لتحديات تنموية كبيرة، ما هي أبرز المشكلات التي تواجهها من وجهة نظرك؟
إيمان حجاج: البحيرة تعاني من نقص واضح في البنية التحتية والخدمات الأساسية، خاصة في المناطق الريفية. هناك مشكلة كبيرة في الصرف الصحي وتوزيع المياه، بالإضافة إلى نقص المستشفيات والمراكز الصحية المجهزة. التعليم أيضاً بحاجة إلى تحسينات كبيرة، سواء في الأبنية أو المناهج.
البطالة تمثل أزمة في بعض المناطق، وهو ما يستدعي العمل على جذب الاستثمارات المحلية والدولية لتعزيز التنمية. يجب أن تركز الجهود على تطوير الخدمات وتوفير بيئة مناسبة للنمو الاقتصادي. هذا لا يتطلب فقط وعوداً سياسية، بل خططاً واضحة وتنفيذاً سريعاً يتناسب مع حجم التحديات.
كيف يمكن التعامل مع أزمة التعليم في كفر الدوار، خصوصاً مع ارتفاع الكثافة الطلابية وضعف الموارد التعليمية؟
إيمان حجاج: أزمة التعليم في كفر الدوار، مثل غيرها من المدن، تتطلب استراتيجية شاملة لإصلاح المنظومة. يجب أولاً معالجة مشكلة الكثافة الطلابية عبر إنشاء المزيد من المدارس وتوسيع القائمة منها. بالإضافة، يجب الاهتمام بتطوير قدرات المعلمين وتدريبهم على استخدام أساليب تعليمية حديثة.
المناهج بحاجة إلى تحديث، بحيث تكون مرتبطة بسوق العمل. لا يمكننا تجاهل أهمية التكنولوجيا في التعليم اليوم، ولذلك أرى أن إدخال التقنيات الحديثة في الفصول سيكون له تأثير إيجابي على العملية التعليمية. التحديات كبيرة ولكن الحلول ممكنة إذا ما توفرت الإرادة السياسية والتخطيط السليم.
ماذا عن أزمة البطالة التي يعاني منها الشباب في كفر الدوار؟ كيف يمكن حلها؟
إيمان حجاج: البطالة مشكلة تؤثر بشكل مباشر على الاستقرار الاجتماعي. الحل لا يكمن فقط في توفير وظائف، ولكن في خلق بيئة اقتصادية تدعم ريادة الأعمال والمشروعات الصغيرة والمتوسطة. يجب أن تعمل الدولة على تشجيع الاستثمار في القطاعات الحيوية مثل الزراعة والصناعة.
يمكن أن تلعب مراكز التدريب المهني دورًا كبيرًا في تأهيل الشباب لسوق العمل، مع التركيز على المهارات التقنية التي يحتاجها الاقتصاد الحالي. كفر الدوار تمتلك مقومات جغرافية وبشرية تجعلها قادرة على أن تصبح مركزًا اقتصاديًا، لكن الأمر يتطلب تعاونًا بين الحكومة والقطاع الخاص لتوفير الدعم اللازم.
كيف يمكن تحسين مستوى الخدمات الصحية في البحيرة، وما هو دوركم في هذا الجانب؟
إيمان حجاج: الخدمات الصحية تمثل شريان الحياة لأي مجتمع. في البحيرة، نحتاج إلى توفير مستشفيات ومراكز طبية مجهزة بأحدث التقنيات والكوادر المدربة. للأسف، النقص في التجهيزات الطبية والكادر الطبي المؤهل يؤثر على جودة الرعاية الصحية. الحلول تتطلب استثمارات حكومية لتطوير القطاع الصحي وبناء المزيد من المستشفيات في المناطق المحرومة.
دوري كعضو في حزب مستقبل وطن هو تسليط الضوء على هذه القضايا والمطالبة بحقوق المواطنين في الحصول على رعاية صحية لائقة. من الضروري توفير التأمين الصحي الشامل وتوسيع نطاق الحملات الطبية المجانية في الريف.
فيما يتعلق بقضايا المرأة، كيف ترين دور المرأة في الحياة السياسية والاجتماعية في البحيرة؟
إيمان حجاج: المرأة في البحيرة تلعب دورًا حيويًا في المجتمع، لكنها لا تزال تواجه تحديات كبيرة في العمل السياسي والاجتماعي. لقد حققنا تقدمًا ملحوظًا في تمكين المرأة، ولكن الطريق ما زال طويلًا لتحقيق المساواة الحقيقية.
يجب أن نحفز المرأة على المشاركة في القرارات السياسية والمجتمعية، وتوفير برامج دعم وتدريب تعزز من قدراتها القيادية. أنا شخصياً أرى أن المرأة قادرة على تقديم الكثير، ولديها القدرة على تغيير الوضع الحالي إذا ما أعطيت الفرصة الكافية والدعم اللازم من المجتمع والدولة.
ما هي رؤيتك لمستقبل الشباب في ظل التحديات الحالية التي تواجههم؟
إيمان حجاج: الشباب هم الأمل الحقيقي لمصر، ولكنهم بحاجة إلى فرص حقيقية للنمو والتطوير. التحديات التي يواجهونها، مثل البطالة وصعوبة الوصول للتعليم الجيد، يجب أن تؤخذ بجدية. لا بد من توفير مساحات للتعبير عن آرائهم والمشاركة الفعالة في صنع القرار.
أرى أن الحكومة يجب أن تركز على تنمية الشباب عبر برامج تدريبية مكثفة وربطهم بسوق العمل. دورنا كسياسيين هو ضمان أن تُتاح لهم هذه الفرص، وأن يكونوا جزءًا من الحلول لا مجرد متلقين للقرارات.
كيف يمكن تحسين البنية التحتية في كفر الدوار؟ وما هي الأولويات من وجهة نظرك؟
إيمان حجاج: تحسين البنية التحتية يبدأ من معالجة المشكلات الأساسية مثل الطرق والكهرباء والصرف الصحي. الأولويات، في رأيي، تشمل تطوير شبكة النقل لتسهيل التنقل بين المدن والقرى، وإنشاء محطات معالجة مياه حديثة.
علينا أيضًا تحسين شبكات الكهرباء لضمان استدامة الخدمات في كل الأوقات. هذه التحديات تتطلب استثمارات كبيرة، ولكنها أساسية لتحسين جودة الحياة في كفر الدوار. التعاون بين القطاعين العام والخاص سيكون مهمًا لتحقيق هذه الأهداف، إلى جانب ضمان أن تكون الخطط التنموية شاملة لكل الفئات السكانية.
ما هو موقفك من الإصلاحات الاقتصادية التي تقوم بها الحكومة في الوقت الحالي؟
إيمان حجاج: الإصلاحات الاقتصادية ضرورية، ولكن يجب أن تكون متوازنة لضمان عدم تأثر الفئات الأكثر ضعفًا. أؤيد أي خطوة نحو تعزيز الاقتصاد وتحسين الإنتاجية، ولكن على الحكومة أن تضمن وجود سياسات حماية اجتماعية للمواطنين الأكثر تضررًا من هذه الإصلاحات.
يجب أن نركز على تقليل الفجوة بين الفئات الغنية والفقيرة، والعمل على توفير فرص عمل حقيقية. الأهم أن تكون هذه الإصلاحات شفافة ومرتبطة بخطة تنموية واضحة تضع المواطنين في قلبها، لأنهم أساس أي نجاح اقتصادي.
ما رأيك في مستوى الحوكمة المحلية في كفر الدوار؟
إيمان حجاج: الحوكمة المحلية تحتاج إلى تحسين كبير. لا تزال هناك فجوة بين القرارات التي تتخذ على المستوى المركزي واحتياجات المواطنين في المحافظات.
من الضروري أن يكون هناك تواصل أكبر بين المواطنين والمسؤولين المحليين لضمان أن تكون الأولويات التنموية مناسبة وملائمة للواقع. بالإضافة، يجب تعزيز الشفافية والمساءلة لضمان أن تذهب الموارد التنموية حيث تحتاج.
هناك تساؤلات حول تخفيض مستوى تمثيلك الحزبي من منصب أمينة المرأة بأمانة حزب مستقبل وطن في كفر الدوار إلى عضو هيئة مكتب .. كيف تفسرين هذا التغيير؟
إيمان حجاج: التغيير في المناصب الحزبية يحدث أحيانًا بناءً على اعتبارات تنظيمية أو استراتيجية للحزب. بالنسبة لي، لا أرى في ذلك تقليلًا من دوري، بل هو انتقال إلى مرحلة أخرى تتطلب تكثيف الجهود في مجالات جديدة. منصب عضو هيئة المكتب يتيح لي مساحة أكبر للتأثير في صناعة القرارات الحزبية بشكل أوسع، والمشاركة في التخطيط الاستراتيجي للمستقبل.
العمل الحزبي لا يُقاس فقط بالمناصب، بل بالدور الفعلي والقدرة على التأثير. أنا ما زلت ملتزمة بخدمة المرأة والمجتمع في كفر الدوار، وأؤمن أن مسيرتي الحزبية هي خدمة عامة وليست مجرد لقب.
هناك مطالبات شعبية واسعة بعودتك إلى منصبك السابق كأمينة المرأة .. كيف تردين على هذه المطالبات؟
إيمان حجاج: أشعر بالفخر والامتنان لهذه المطالبات الشعبية التي تعكس ثقة الناس في قدرتي على تحقيق التغيير. عودتي لمنصب أمينة المرأة هو قرار يعود للحزب وللظروف التنظيمية الحالية. أنا دائمًا على استعداد لخدمة المجتمع بأي صفة، سواء في هذا المنصب أو غيره.
بالنسبة لي، المهم هو أن أستمر في العمل على تحقيق حقوق المرأة وتطوير المجتمع. إذا رأى الحزب أن عودتي إلى المنصب السابق تحقق فائدة أكبر، فسأكون في الصف الأول لخدمة تلك الأهداف. المهم أن يظل التوجه نحو خدمة الوطن والمواطنين فوق أي اعتبارات أخرى.
هل تعتقدين أن تخفيض مستوى تمثيلك الحزبي جاء نتيجة لمواقفك أو آراء معينة داخل الحزب؟
إيمان حجاج: في الحقيقة، العمل السياسي دائمًا مليء بالتحديات والمواقف التي تتطلب المرونة والتكيف. قد يكون هناك تباينات في وجهات النظر أو استراتيجيات مختلفة داخل الحزب، وهذا أمر طبيعي في أي تنظيم سياسي.
لا أعتقد أن تخفيض مستوى تمثيلي الحزبي جاء بناءً على مواقف أو آراء معينة، بل أرى أنه جزء من التطورات التنظيمية التي تهدف إلى تعزيز التنوع وإعطاء الفرص للآخرين. أركز دائمًا على العمل الميداني وخدمة الناس، بغض النظر عن المنصب الذي أشغله. الأهم هو أن تكون قراراتنا متوافقة مع مصلحة الوطن والمواطن.
في ظل هذه المطالبات الشعبية، هل ترين أن الحزب سيعيد النظر في تعيينك مجددًا كأمينة للمرأة؟
إيمان حجاج: لا أستطيع التحدث نيابة عن الحزب، لكني أؤمن بأن الحزب دائمًا يصغي لرغبات الجماهير وأعضائه. إذا كانت هناك مطالبات شعبية بعودتي، فهذا يعكس رغبة حقيقية من الناس في رؤية تمثيل قوي للمرأة والدفاع عن حقوقها.
الحزب لديه آلياته الداخلية لتقييم المواقف واتخاذ القرارات المناسبة. بالنسبة لي، سأظل أعمل جاهدة لخدمة قضايا المرأة والمجتمع سواء من خلال هذا المنصب أو غيره. المهم هو أن نواصل العمل لتحقيق التقدم والتنمية في مجتمعاتنا.
هل تعتبرين أن قرار تخفيض تمثيلك الحزبي أثر على دورك في دعم قضايا المرأة في كفر الدوار؟
إيمان حجاج: لا، على الإطلاق. رغم التغيير في التمثيل الحزبي، أظل ملتزمة بدعم قضايا المرأة والعمل على تمكينها. العمل من أجل المرأة لا يتوقف عند حدود المناصب.
صحيح أن منصب أمينة المرأة كان يمنحني منصة رسمية لطرح القضايا والمبادرات، لكنني ما زلت أمتلك التأثير والقدرة على مواصلة جهودي من خلال عملي كعضو في هيئة المكتب.
التركيز يجب أن يكون على تحقيق النتائج وليس المناصب فقط. هدفي هو أن تكون المرأة قادرة على تحقيق أهدافها والمساهمة في بناء المجتمع، وهذا ما أعمل عليه بشكل يومي.