تقاريرعربي ودولى

94 قتيلاً و320 مصاباً في تصعيد عسكري لنظام الأسد وروسيا على الشمال السوري

شهد الأسبوع الأخير تصعيدا خطيرا من جانب قوات النظام السوري المدعومة بالطيران الروسي في مناطق إدلب وحلب وحماة مما أسفر عن مقتل 94 مدنيا وإصابة أكثر من 320 آخرين نتيجة عمليات قصف مكثفة وعنيفة استهدفت تلك المناطق التي تقع تحت سيطرة المعارضة المسلحة

ووفقا للدفاع المدني السوري المعروف أيضا باسم الخوذ البيضاء فإن هذه الهجمات خلفت دمارا واسعا في البنية التحتية مما فاقم من معاناة المدنيين الذين يعيشون تحت وطأة هذه الضربات الجوية والصاروخية إذ أشار الدفاع المدني إلى أن القصف استهدف بشكل مباشر المناطق السكنية والمرافق الحيوية مثل المستشفيات والمدارس والأسواق الشعبية

تجدر الإشارة إلى أن القصف المكثف جاء في إطار حملة عسكرية موسعة بدأتها قوات النظام السوري بالتعاون مع القوات الجوية الروسية بهدف السيطرة على المزيد من الأراضي التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة خاصة في المناطق الشمالية والغربية لسوريا والتي تشمل إدلب وأجزاء من ريف حلب وحماة ويبدو أن الحملة تأتي في محاولة لفرض سيطرة كاملة على تلك المناطق بعد فشل محادثات سياسية متعددة الأطراف في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار

أوضح مدير الدفاع المدني السوري أن معظم الضحايا كانوا من المدنيين وأن القوات النظامية استخدمت أسلحة ثقيلة ودقيقة التوجيه في استهداف المنازل والبنية التحتية الحيوية كما أضاف أن فرق الإنقاذ تواجه صعوبات كبيرة في الوصول إلى المناطق المتضررة بسبب تواصل القصف فضلا عن تدمير العديد من الطرقات والجسور

وفي إدلب كانت المدينة الأكثر تضررا حيث تعرضت لقصف مكثف على مدى أيام متتالية مما أدى إلى مقتل العشرات وإصابة المئات بجروح خطيرة كما تضررت العديد من المنازل والمباني الحكومية بالإضافة إلى مستشفى رئيسي في المدينة حيث أصبح من الصعب تقديم خدمات طبية للجرحى والمصابين بسبب الأضرار التي لحقت بالمستشفى ونقص المعدات الطبية

وفي مدينة حلب استهدف القصف الأحياء السكنية في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة حيث قتل عدد كبير من المدنيين خاصة في الأحياء الشرقية التي تتعرض لقصف مستمر منذ بدء الحملة العسكرية وأفاد شهود عيان أن الوضع الإنساني يزداد تدهورا مع استمرار الغارات الجوية التي دفعت مئات العائلات إلى النزوح نحو المناطق الريفية المجاورة بحثا عن الأمان

لم تكن حماة بمنأى عن هذه الهجمات فقد تعرضت مناطق ريفية واسعة للقصف مما أدى إلى مقتل وإصابة عدد كبير من المدنيين كذلك حاولت قوات النظام التقدم باتجاه بلدة خطاب في ريف حماة الشمالي الغربي والتي تعتبر بلدة استراتيجية تسيطر عليها المعارضة وشهدت البلدة مواجهات عنيفة بين الطرفين وسط قصف مكثف أسفر عن تدمير عدد كبير من المباني السكنية ونزوح سكان البلدة إلى مناطق أكثر أمانا

وأشار مراقبون دوليون إلى أن الحملة العسكرية الأخيرة تتزامن مع توترات دولية بشأن مستقبل سوريا ومحادثات جارية بين القوى العالمية والإقليمية حول إيجاد حل سياسي للأزمة السورية المستمرة منذ أكثر من عشر سنوات وقد أثارت هذه الهجمات موجة جديدة من التنديد الدولي حيث أعربت منظمات حقوق الإنسان عن قلقها الشديد إزاء تصاعد العنف ضد المدنيين ودعت إلى وقف فوري لإطلاق النار وفتح ممرات إنسانية آمنة لإغاثة المناطق المتضررة

وفي ظل هذا التصعيد العسكري يجد المدنيون أنفسهم بين فكي كماشة حيث يواجهون الموت جراء القصف من جهة ونقص المساعدات الإنسانية والخدمات الأساسية من جهة أخرى ومع تزايد أعداد النازحين يبدو أن الأزمة الإنسانية في سوريا على وشك التفاقم أكثر مما كانت عليه في السنوات الماضية

من جانب آخر أعلنت فصائل المعارضة السورية المسلحة أنها بدأت عمليات عسكرية مضادة للرد على الهجمات التي يشنها النظام السوري وروسيا على المناطق الخاضعة لسيطرتها ووفقًا لمصادر عسكرية تابعة للمعارضة فقد تمكنت الفصائل من تحقيق تقدم في عدد من الجبهات خاصة في ريف حماة حيث أعلنت السيطرة على عدة مواقع استراتيجية بما في ذلك بلدة خطاب وعدد من القرى المحيطة بها

وقد أضافت مصادر ميدانية أن المعارضة المسلحة تستهدف القوات الحكومية السورية وتواصل القتال على تخوم مدينة حماة وأنها نجحت في إلحاق خسائر كبيرة في صفوف قوات النظام بما في ذلك إصابة قائد القوات الخاصة في جيش النظام سهيل الحسن الذي يعتبر من أبرز قادة العمليات العسكرية للنظام السوري وذلك خلال استهداف اجتماع عسكري بالقرب من جبل زين العابدين الاستراتيجي

على الرغم من هذه التطورات العسكرية يبدو أن الأزمة السورية لا تزال تتفاقم دون أي أفق واضح للحل السياسي أو العسكري ومع استمرار القصف والمعارك على الأرض يدفع المدنيون الثمن الأكبر في هذه الحرب المستمرة التي لا تزال تحصد أرواح الأبرياء وتدمر مستقبل الأجيال

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى