قصف عنيف للاحتلال يستهدف خيام النازحين في خانيونس ويسقط عشرات الشهداء
شنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي حملة قصف عنيفة استهدفت خيام النازحين في مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة مما أسفر عن سقوط عشرات الشهداء والجرحى. القصف الهمجي ألحق دماراً هائلًا في المنطقة التي كانت تكتظ بالمدنيين الهاربين من القصف المتواصل الذي تتعرض له مختلف مناطق القطاع.
أعداد الشهداء والجرحى تختلف حسب المصادر الميدانية حيث وردت معلومات عن مئات المصابين بينما تتواصل عمليات البحث والإنقاذ تحت أنقاض المباني المدمرة. الهجوم ألحق أضرارًا بالغة في خيام اللاجئين الذين عانوا من تدمير ممتلكاتهم وأرواحهم في ظل غياب أي تحرك دولي لوقف العدوان.
حملت التقارير الميدانية معلومات حول إجلاء العديد من الجرحى إلى مستشفيات غزة بينما استمرت فرق الإنقاذ في محاولات للوصول إلى باقي المصابين في المناطق التي تعرضت للقصف. الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة يعقد عمليات الإغاثة والإسعاف في وقت تتعرض فيه المنظومات الصحية إلى ضغوط شديدة بسبب نقص المعدات الطبية والدواء.
فيما يتعلق بالجانب العسكري للاحتلال، فقد أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي عن مقتل ستة من جنوده أثناء تواجدهم في غزة حيث وقعوا في الأسر. الاعتراف جاء بعد يوم من الهجوم الذي شنته المقاومة الفلسطينية على بعض المواقع العسكرية في القطاع، مما أسفر عن وقوع هؤلاء الجنود في قبضة الفصائل الفلسطينية.
وفقاً للبيانات الرسمية من جيش الاحتلال، فإن هؤلاء الجنود قد قتلوا في ظروف غير واضحة أثناء محاولتهم الهروب أو الاشتباك مع القوات الفلسطينية.
وفي السياق ذاته، أعلنت وسائل إعلام عبرية عن انتشال جثة الأسير الإسرائيلي “إيتس سيبريسكي” من قطاع غزة. وكانت الأخبار قد أفادت في وقت سابق بأن الأسير قد تم اختطافه حيا في أثناء تواجده في جنوب القطاع في وقت من الأوقات، حيث كان قد تم إجلاؤه مع مجموعة من الجنود. عمليات البحث التي أجراها الاحتلال في المنطقة انتهت بالعثور على جثة الأسير، وهو ما وصفه الإعلام الإسرائيلي بأنه “عملية معقدة” جرت بمشاركة فرق متخصصة.
تصاعدت التوترات في غزة مع استمرار التصعيد العسكري حيث أصدر مسؤولون فلسطينيون تحذيرات متزايدة من أن الاحتلال يحاول فرض واقع ميداني جديد على القطاع من خلال استهداف المدنيين والنازحين. وكان لافتاً أن القصف جاء في وقت حساس حيث كانت خيام النازحين تأوي عائلات هربت من القصف العشوائي في مناطق أخرى من غزة.
وكانت حكومة الاحتلال قد أصدرت في وقت سابق بيانًا تؤكد فيه استمرار العمليات العسكرية في القطاع تحت مسمى “الرد على الهجمات الصاروخية”. ومن جانبهم، اعتبرت الفصائل الفلسطينية أن هذه الهجمات هي جزء من “العدوان المستمر على أهلنا في غزة” مشيرين إلى أن إسرائيل لن تحقق أهدافها في كسر إرادة الشعب الفلسطيني.
لم يكن القصف الأخير في خانيونس هو الأول من نوعه، فقد سبقته العديد من الهجمات التي استهدفت مناطق مدنية وأدت إلى تدمير واسع النطاق في البنية التحتية للقطاع. ورغم ذلك، يستمر المدنيون في تحمل تبعات هذه الهجمات التي تهدف إلى إجبارهم على النزوح من بيوتهم، بينما تصد المقاومة الفلسطينية هذه الهجمات بكل ما تملك من إمكانيات.
القطاع يعيش تحت وطأة الحصار المستمر منذ سنوات، وهو ما يزيد من معاناة السكان الذين يعانون من نقص حاد في الغذاء والدواء. الوضع الإنساني في غزة يعتبر من أسوأ الحالات في العالم، حيث يواجه المواطنون صعوبة بالغة في الحصول على أبسط مقومات الحياة، مما يزيد من معاناتهم خلال التصعيد العسكري الحالي.
الاحتلال الإسرائيلي يواجه معارضة شديدة من قبل المجتمع الدولي في ما يتعلق بتعامله مع المدنيين في غزة، حيث طالبت العديد من المنظمات الدولية بوقف الهجمات على المناطق السكنية والنازحين. لكن هذه الدعوات لم تجد آذانا صاغية من قبل الحكومة الإسرائيلية التي تواصل تصعيد هجماتها على القطاع.
في الختام، يظل الوضع في غزة متأزماً بشكل كبير مع تزايد أعداد الشهداء والجرحى في ظل القصف المستمر والاعتداءات الإسرائيلية على المدنيين. الاحتلال يواصل جرائمه في وقت تتصاعد فيه دعوات المجتمع الدولي لوقف العدوان، لكن تبقى الحقيقة المرة هي أن حياة الفلسطينيين في غزة تزداد صعوبة مع كل يوم يمر تحت وطأة الاحتلال.