في خطوة تعكس حجم الانحدار الذي وصل إليه حزب الوفد تحت قيادة الدكتور عبدالسند يمامة، خرج السكرتير العام السابق للحزب، فؤاد بدراوي، ببيان ناري فضح فيه فساد القيادة الحالية وتفشي المحاصصة داخل أروقة الحزب، متهمًا عبدالسند يمامة بالتورط المباشر في إجراءات غير لائحية تهدف إلى تقسيم الحزب لصالح فئة من القيادات على حساب مصلحة الوفديين.
أشار بدراوي إلى اتصالات جرت بين عبدالسند يمامة وأعضاء الهيئة العليا في محافظة الدقهلية بهدف تقسيم لجان مراكز المحافظة بينهم، في خطة تهدف إلى تمزيق الحزب وتحويله إلى قبائل متصارعة.
هذا البيان الصادم الذي أصدره فؤاد بدراوي يكشف عن مدى الانهيار الذي وصل إليه حزب الوفد، الحزب الذي كان يُعد أحد أعمدة الحياة السياسية في مصر لعقود طويلة.
ولعل أخطر ما جاء في البيان هو إشارته إلى أن المحاصصة أصبحت النهج السائد في إدارة الحزب، وهي مخالفة صريحة للوائح الحزب وتنظيماته، مما يعكس أن الفساد الذي يقوده عبدالسند يمامة ليس مجرد خلل في الإدارة، بل هو جريمة بحق تاريخ الوفد ومبادئه.
المحاصصة تقسيم وتفتيت الوفد في الدقهلية: جريمة يُشرف عليها عبدالسند يمامة
بدراوي كشف عن تفاصيل مخطط عبدالسند يمامة لتقسيم لجان مراكز محافظة الدقهلية بين أعضاء الهيئة العليا في المحافظة، مشيرًا إلى أن هذا التقسيم سيتسبب في تفتيت قوة الوفديين بدلاً من توحيدها.
فبدلاً من أن يعمل الحزب ككيان موحد يسعى لتحقيق أهدافه السياسية، يعمل عبدالسند يمامة على تمزيق الحزب وتحويله إلى فرق متصارعة تتنافس على المناصب والمصالح الشخصية.
وأكد بدراوي أن هذا التقسيم سيحول الوفديين إلى شيع وقبائل تتصارع على الفتات، بدلاً من أن يكونوا جنودًا موحدين في مؤسسة واحدة.
الأكثر خطورة، وفقًا لما ذكره بدراوي، أن هذه الممارسات تعكس أسلوبًا فاسدًا يتبناه عبدالسند يمامة لإدارة الحزب. إن توزيع اللجان بهذه الطريقة ليس له أي مبرر سياسي، بل هو محاولة واضحة لتعزيز سلطة فئة قليلة من قيادات الحزب على حساب الوفديين العاديين.
وهذا النهج الفاسد، الذي يتنافى تمامًا مع قيم الوفد ومبادئه، ينذر بأن الحزب لن يكون قادرًا على الصمود في المستقبل، لأن هذا التقسيم سيتسبب في إضعافه وتفتيته من الداخل.
عبدالسند يمامة: قيادة فاسدة تقود الوفد إلى الهاوية
لم يكتفِ فؤاد بدراوي بالكشف عن فساد عبدالسند يمامة في قضية تقسيم اللجان، بل حمله المسؤولية الكاملة عن هذا الانهيار. وأشار بوضوح إلى أن ما يجري الآن في الحزب هو نتيجة مباشرة لقيادة يمامة الفاسدة والعاجزة عن حماية مبادئ الحزب وأهدافه.
فبدلاً من أن يقود الحزب نحو توحيد الصفوف وتعزيز دوره في الحياة السياسية المصرية، يتورط عبدالسند يمامة في إجراءات لا لائحية تخدم مصالحه الشخصية ومصالح فئة ضيقة من قيادات الحزب.
بدراوي لم يخفِ خيبة أمله من الوضع الحالي للحزب، مؤكدًا أن ما يجري الآن هو جرس إنذار لكل الوفديين المخلصين. إذا استمرت هذه السياسات الفاسدة، فلن يجد الوفديون حزبهم كما عرفوه لعقود طويلة، بل سيجدون أنفسهم مضطرين إلى تجميع أشلاء الحزب المتناثرة في مختلف محافظات مصر.
هذه القيادة التي يديرها عبدالسند يمامة لا تعكس إلا الفساد والفشل، وهي تدفع بالحزب نحو الانهيار الحتمي.
اندلاع معارك داخلية: مستقبل الوفد في خطر
وفقًا لما جاء في بيان بدراوي، فإن تقسيم اللجان في محافظة الدقهلية لن يمر دون تداعيات خطيرة على الحزب. بدلاً من توحيد الصفوف والعمل على تقوية الحزب في المحافظة، ستؤدي هذه المحاصصة إلى اندلاع معارك شرسة بين أعضاء الحزب في الدقهلية، معارك سيكون ثمنها باهظًا على الحزب بأكمله.
وأكد بدراوي أن الضحية في هذه المعارك لن يكون الأشخاص المتورطين في هذه الجريمة، بل الحزب نفسه. فبينما يستمر عبدالسند يمامة في تجاهل اللوائح التنظيمية واعتماد أساليب فاسدة في الإدارة، يبقى الوفد هو الخاسر الأكبر.
بدراوي توقع أن هذه الصراعات الداخلية ستؤدي إلى انهيار الحزب على مستوى المحافظة، ومن ثم على مستوى مصر بأكملها. إذا استمرت هذه السياسات الفاسدة، فإن حزب الوفد لن يكون قادرًا على الحفاظ على موقعه في الحياة السياسية،
بل سيتحول إلى كيان مشغول بالصراعات الداخلية والصراع على المصالح الشخصية، مما سيضعف موقفه بشكل كبير في الانتخابات المقبلة وفي أي نشاط سياسي مستقبلي.
الجمعية العمومية: الأمل الأخير لإنقاذ الحزب
في ختام بيانه، شدد فؤاد بدراوي على أهمية الحفاظ على الهيئة الوفدية التي انتخبت الهيئة العليا للحزب في 28 أكتوبر 2022، مؤكدًا أنها الجمعية العمومية الشرعية الوحيدة التي يمكن أن تنقذ الحزب من هذا الانهيار.
وأوضح أن أي إجراء يتم تنفيذه خارج إطار هذه الجمعية هو انتهاك صريح للوائح الحزب، ويهدف فقط إلى تحقيق مصالح شخصية ضيقة لا علاقة لها بمصلحة الوفد أو أهدافه.
بدراوي حذر من أن تجاهل هذه الجمعية العمومية سيكلف الحزب ثمنًا باهظًا، ليس فقط في الانتخابات المقبلة، بل في وجوده ككيان سياسي مؤثر.
القيادة الحالية بقيادة عبدالسند يمامة لا تتورع عن اتخاذ إجراءات تهدد مستقبل الحزب بأكمله، ومن الواضح أن هذه القيادة الفاسدة لا يمكنها الاستمرار دون تدمير كل ما بناه الحزب على مدار العقود الماضية.
حزب الوفد بين مطرقة الفساد وسندان المحاصصة
إن ما كشفه فؤاد بدراوي في بيانه الصريح يُعد صفعة مدوية لكل الوفديين الذين لا يزالون يؤمنون بمبادئ الحزب العريق. الفساد الذي يديره عبدالسند يمامة والمحاصصة التي يتم تنفيذها في الدقهلية هما علامتان على أن الحزب يسير نحو هاوية لا مفر منها.
إذا لم يتحرك الوفديون المخلصون لوقف هذا العبث واتخاذ إجراءات عاجلة لإزاحة القيادة الفاسدة، فإن حزب الوفد لن يكون قادرًا على الصمود في مواجهة هذه التحديات، وسينتهي به الأمر كيانًا ممزقًا وفاقدًا لكل ما كان يجعله قوة سياسية مؤثرة في مصر.