سفاح الغربية يعترف بقتل 6 نساء ويطالب بالإعدام لراحة المجتمع
في حادثة مروعة أثارت الرعب في محافظة الغربية بمصر، تم القبض على رجل يبلغ من العمر 36 عامًا في الشهر الماضي بتهمة قتل امرأة بعدما تم العثور على جثتها مقطعة وملقاة في ترعة.
ومع استمرار التحقيقات، تبين أن الرجل، الذي يحمل اسم عبد ربه موسى، هو قاتل متسلسل يُلقب بـ”سفاح الغربية”، حيث تبين أنه ارتكب عدة جرائم قتل مشابهة على مدار سنوات عديدة، مستهدفًا النساء بشكل خاص.
كانت البداية مع العثور على جثة امرأة في حالة تمزيق شبه كاملة في ترعة بإحدى القرى في محافظة الغربية. وبناءً على الأدلة التي تم جمعها من مسرح الجريمة، تمكنت قوات الأمن من القبض على المتهم الذي اعترف في البداية بارتكاب جريمة قتل واحدة.
لكن سرعان ما كشفت التحقيقات عن تورطه في سلسلة من الجرائم الشنيعة التي شملت قتل 6 نساء على الأقل، جميعهن من الإناث، بما في ذلك زوجته الحامل.
خلال محاكمته، اعترف عبد ربه موسى للقاضي بكل الجرائم التي ارتكبها، قائلاً إنه كان يقتل النساء بعد استدراجهن وممارسة العلاقة الجنسية معهن، ثم يقتلهن بطريقة وحشية قبل أن يقطع جثثهن ويرميها في مكبات النفايات أو أماكن نائية.
وتابع المتهم في اعترافاته أنه بعد قتل زوجته الحامل، بدأ يخصص نفسه لاستهداف النساء اللاتي يعملن في مهنة “بنات الليل”، وهي المهنة التي تتعامل مع النساء اللواتي يقدمن خدمات جنسية مقابل المال.
وقال المتهم أمام القاضي إن دافع كراهيته العميقة تجاه النساء بدأ منذ طفولته، حين شاهد والدته في علاقة مشبوهة مما زرع في قلبه مشاعر من الكراهية تجاه جنس النساء. وأضاف أنه كان يشعر بالغيرة والحقد، وكانت تلك المشاعر تزداد مع مرور الوقت.
وفي اعتراف غريب، قال عبد ربه موسى إنه ارتكب أول جريمة له عندما كان في سن 8 سنوات، حيث قام بخنق طفلة صغيرة في عمر السنة حتى فارقت الحياة بين يديه. واصفًا نفسه بأنه “شيطان يمشي على الأرض”، أكد المتهم أنه لا يشعر بالندم على أفعاله بل كان يريد أن يتم الحكم عليه بالإعدام ليريح المجتمع من شره.
واستطرد المتهم في حديثه للقاضي قائلاً إنه يعتبر نفسه كائنًا شريرًا لا يستحق العيش بين الناس. وبالنسبة له، كانت كل جريمة قام بها هي جزء من رغبته العميقة في الانتقام من النساء اللاتي كان يراهنّ سببًا في تعاسته. واعتبر أن موت ضحاياه كان جزءًا من رسالته لتوجيه الألم والانتقام للمجتمع الذي شهد طفولته البائسة.
وفي محاكمة استمرت عدة أسابيع، قرر القاضي تحويل أوراق عبد ربه موسى إلى فضيلة مفتي الجمهورية بعد أن وجه له التهم بارتكاب سلسلة من الجرائم البشعة. وبعد فحص الأوراق وتقديم المشورة القانونية، جاءت توصية مفتي الجمهورية بالإعدام.
وفي آخر كلمات له قبل النطق بالحكم، قال المتهم: “قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا”، في اعترافه النهائي بأنه تقبل حكم الله في النهاية.
وقد أثارت هذه القضية صدمة كبيرة في المجتمع المصري، خاصةً أن التحقيقات أظهرت أن السفاح كان يعيش حياة عادية في الظاهر، وكان يعامل الناس بوجه بشوش دون أن يثير الشكوك حول هويته كقاتل متسلسل.
وبينما كانت جرائمه تتم بشكل متتابع، لم تكن هناك دلائل واضحة تشير إلى تورطه حتى تم اكتشاف الجريمة الأخيرة، والتي كشفت عن حقيقة هذا الشخص الذي كان يرتكب جرائمه بكل وحشية.
وتعد هذه القضية واحدة من أبشع جرائم القتل المتسلسل في التاريخ المصري، مما يجعلها تبرز في الذاكرة العامة كواحدة من أكثر القضايا دموية وصادمة في العقد الأخير.
ومع صدور حكم الإعدام على السفاح عبد ربه موسى، يرى العديد من المحللين القانونيين أن هذه القضية ستكون نقطة تحول في كيفية تعاطي السلطات مع مثل هذه الجرائم في المستقبل، حيث يُتوقع أن يتم اتخاذ تدابير أكثر صرامة في التعامل مع المجرمين المتسلسلين.