عربي ودولى

فيبال يطالب بإلغاء سؤال في مسابقة حكومية برازيلية يروج للإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين

أرسل اتحاد المؤسسات العربية الفلسطينية في البرازيل “فيبال”، خطابًا رسميًا إلى وزيرة التعليم في ولاية سيارا (شمال شرق البرازيل)، إليانا نونيس إستريلا، طالب فيه بإلغاء السؤال رقم 23 في الإعلان عن المسابقة العامة رقم “008/2024″، معتبرًا أن صياغة السؤال تمثل “دفاعًا عن الإبادة الجماعية للفلسطينيين”.

وجاء في الخطاب، ، اليوم، أن الاتحاد أعرب عن استيائه الشديد من مضمون السؤال الذي طُرح في امتحان مسابقة التوظيف التي نظمتها الولاية لتعيين مهنيين في قطاع التعليم ضمن شبكتها العامة.

وتناول السؤال، الذي طُرح على الآلاف من المتقدمين يوم الأحد، إرسال الولايات المتحدة أنظمة دفاع صاروخي إلى “إسرائيل”، ودعا المتقدمين إلى اختيار سبب هذا الإجراء من بين الخيارات التالية: “الهجمات المستمرة من قطاع غزة”، “انتهاك لبنان المستمر للمجال الجوي الإسرائيلي”، “الهجمات القادمة من الضفة الغربية باعتبارها منطقة ‘متنازع عليها’ مع الفلسطينيين”، و”افتقار إسرائيل إلى قوة بحرية، مما يجعل الحماية الجوية ضرورة”.

وانتقد الاتحاد تقديم “إسرائيل” كضحية، مع الإشارة إلى غياب أي ذكر لعمليات الإبادة الجماعية التي يتعرض لها الفلسطينيون في قطاع غزة، والتي تُعد أول إبادة تُعرض تلفزيونيًا في التاريخ.

واستند الاتحاد في موقفه إلى تقارير من الأمم المتحدة ومنظمات حقوقية دولية تصف “إسرائيل” بأنها “نظام فصل عنصري متفوق”، إلى جانب التحقيقات الجارية في المحكمة الجنائية الدولية ومحكمة العدل الدولية حول جرائم ضد الإنسانية وإبادة جماعية، والتي تشمل مذكرات توقيف بحق رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير حربه المُقال يوآف غالانت.

ووصف رئيس “فيبال”، وليد رباح، إدراج مثل هذا السؤال بأنه “غير أخلاقي”، حيث أشار إلى أنه قد يشكل “تواطؤًا وترويجًا للإبادة الجماعية”. وأكد “حجم الكارثة في غزة، التي وُصفت بأنها أكبر عملية إبادة جماعية للمدنيين في التاريخ”، مشيرًا إلى أنه “وُثِّق مقتل 56,179 فلسطينيًا، من بينهم 21,749 طفلًا، إضافة إلى 11 ألف شخص مفقود تحت الأنقاض”. وأوضح: “هذه الأرقام تمثل 2.52 بالمئة من سكان غزة، وهي نسبة تعادل مقتل 5.2 مليون شخص في البرازيل، أو 19 مليونًا في أوروبا خلال الحرب العالمية الثانية”.

وأضاف رباح، أن “السؤال رقم 23 قاد الآلاف من المتقدمين للمسابقة إلى اعتبار ضحايا الإبادة الجماعية هم الجناة، والجناة هم الضحايا”. وأكد أن السؤال يشكل “ترويجًا لأجندة (إسرائيل) الإباديّة التي تهدف إلى القضاء على السكان الفلسطينيين وتحقيق تطهير عرقي شامل لفلسطين”.

كما حذر رباح من “احتمال تأثر النظام التعليمي في ولاية سيارا بالدعاية الصهيونية التي تحرف حقيقة القضية الفلسطينية، وتجعل من الإبادة الجماعية للفلسطينيين أمرًا مبررًا ومشروعًا”. مشبّهًا هذا التحريف بـ”تجريم انتفاضة غيتو وارسو ضد الاحتلال النازي في الحرب العالمية الثانية”.

وطالب الاتحاد بالإلغاء الفوري للسؤال وتقديم اعتذار علني من الوزارة، لتوضيح الموقف أمام المجتمع البرازيلي، فيما لم تصدر وزارة التعليم في ولاية سيارا أي بيان رسمي حتى الآن بشأن الطلب. لكن رئيس “فيبال”، وليد رباح، قال إنه “يتوقع أن تظهر الوزيرة حساسية تجاه هذه القضية، وأن يُلْغَى السؤال، بالإضافة إلى تقديم اعتذار علني عن هذا الخطأ الجسيم الذي يدعم الإبادة الجماعية، حتى وإن كان ذلك دون قصد”.

يُشار إلى أن اتحاد المؤسسات العربية الفلسطينية في البرازيل “فيبال” تأسس عام 1979، ويعتبر الكيان القانوني والرسمي الذي يمثل الشتات الفلسطيني على الأراضي البرازيلية.

وتواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي، مدعومة من الولايات المتحدة وأوروبا، ارتكاب جريمة الإبادة الجماعية في قطاع غزة، لليوم الـ 425 تواليًا، عبر شن عشرات الغارات الجوية والقصف المدفعي، وتنفيذ مجازر ضد المدنيين، وسط وضع إنساني كارثي نتيجة الحصار ونزوح أكثر من 95 بالمئة من السكان.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى