المعارك تشتعل في حماة والمعارضة تحقق انتصارات كبرى وسط تصعيد عسكري واسع
في ظل التوترات المستمرة والمعارك العنيفة في سوريا تواصل قوات المعارضة المسلحة تحقيق انتصارات متتالية على جبهات متعددة في البلاد مستهدفة مركز مدينة حماة مع تعزيز سيطرتها على العديد من المناطق في ريف حماة الشمالي.
وتعتبر المعركة الأخيرة التي شهدتها مدن وبلدات حلفايا ومعردس وطيبة الإمام من أبرز الانتصارات التي حققتها قوات المعارضة حيث تمكنت من السيطرة على هذه المواقع بعد اشتباكات عنيفة مع الجيش السوري والمجموعات المسلحة التي تتلقى الدعم من إيران.
وتكشف هذه العمليات العسكرية عن تطور ملحوظ في مستوى تنسيق وتخطيط المعارضة المسلحة في مواجهة النظام السوري وحلفائه.
وقد تزامنت هذه الانتصارات مع تقدم كبير آخر في مناطق ريف حماة حيث أعلنت قوات المعارضة عن السيطرة على قرى جديدة في سهل الغاب.
لم تقتصر هذه الانتصارات على ريف حماة فحسب بل شملت أيضاً بعض المواقع الإستراتيجية في مناطق أخرى من سوريا فقد تمكنت المعارضة من السيطرة على مواقع عسكرية هامة في محافظة إدلب وعلى رأسها مطار النيرب العسكري ومدرسة المشاة في حلب وهو ما شكل ضربة قوية للجيش السوري في تلك المناطق.
في غضون ذلك أعلن الدفاع المدني السوري المعروف بالخوذ البيضاء عن سقوط نحو 25 قتيلاً في غارات جوية شنتها الطائرات الحربية السورية والروسية على مناطق شمالي غربي البلاد.
وقد استهدفت الغارات أحياء سكنية في عدة مناطق في ريف إدلب وحلب ما أدى إلى مقتل عشرات المدنيين ودمار واسع في المنشآت المدنية. وتعتبر هذه الهجمات بمثابة تصعيد إضافي في الحملة الجوية التي يشنها النظام السوري وحلفاؤه في تلك المناطق حيث تركز القصف على المناطق التي تشهد اشتباكات قوية بين قوات المعارضة والنظام.
ومع تطور الوضع العسكري في سوريا، تبرز تقارير جديدة تشير إلى تعزيزات عسكرية قادمة من العراق إلى سوريا. فقد نقلت وكالة رويترز عن مصادر في جيش الأشد قولها إن عناصر من فصائل شيعية مدعومة من إيران عبرت الحدود العراقية السورية وتوجهت إلى شمالي البلاد لتقديم الدعم لقوات النظام السوري في معركتها ضد المعارضة.
هذه التطورات تمثل زيادة في تدخل القوات الأجنبية في النزاع السوري وهو ما يثير المزيد من المخاوف من تصاعد العنف وتوسيع نطاق الحرب.
على الصعيد الدبلوماسي، أشار وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إلى احتمالية عقد اجتماع في العاصمة القطرية الدوحة الأسبوع المقبل بمشاركة كل من إيران وقطر وتركيا وروسيا.
هذا الاجتماع يهدف إلى بحث الوضع في سوريا وتنسيق الجهود بين الأطراف المختلفة في سبيل الوصول إلى تسوية سياسية للصراع المستمر. ورغم أن مثل هذه الاجتماعات لم تسفر عن حلول حاسمة حتى الآن، إلا أن هذه المبادرات تمثل خطوة نحو محاولة تهدئة الوضع وتحقيق تفاهمات بين القوى الكبرى الفاعلة في النزاع السوري.
ويبدو أن الوضع في سوريا لا يزال في مرحلة معقدة حيث تتزايد الهجمات والمعارك على مختلف الجبهات بينما تتوالى تصريحات الأطراف المعنية في المنطقة حول الوضع السياسي والعسكري في سوريا.
وبينما تواصل المعارضة المسلحة تحقيق مكاسب على الأرض فإن هناك مؤشرات على أن الصراع سيظل مفتوحاً على المزيد من التداعيات العسكرية والدبلوماسية في الأيام المقبلة.