الجيش السوري المعارض: لا نستبعد انقلاب عسكري على الأسد خلال أيام
حلب– أخبار الغد
توقع مدير مكتب الإعلام في الجيش الوطني السوري المعارض، المقدم محمد علوان، حدوث انقلاب عسكري ضد رئيس النظام السوري بشار الأسد من داخل النظام خلال الأيام المقبلة، لكنه شدّد على أن هدف المعارضة الاستراتيجي هو إسقاط المنظومة الحاكمة الآن بأكملها وليس رحيل الأسد فقط.
وقال علوان، في حديث خاص مع “أخبار الغد”: “لا يوجد أي شخص حاليا في منظومة نظام الأسد غير متورط في دماء السوريين، وبالتالي فبشار الأسد ليس هو المجرم الوحيد وإنما منظومته بالكامل منظومة إجرامية وحشية وفاشية، وكل مَن بداخلها الآن هو مجرم كالأسد”.
وأضاف: “في حال سقوط بشار الأسد بانقلاب عسكري وتولي أحد أركان منظومته السلطة قد يكون هذا الجديد أشد إجراما من الأسد ذاته، لكن هذا الأمر لا يعنينا من قريب أو بعيد؛ فهدفنا الواضح والصريح هو إسقاط تلك المنظومة الفاشية بأكملها وليس إسقاط شخص واحد فقط”.
وأوضح علوان أنه “خلال الأسبوع الماضي انطلقت عمليتين عسكريتين هما: (ردع العدوان) و(فجر الحرية)، وقد انطلقت الأولى من مدينة إدلب وحرّرت عشرات المناطق والمواقع والمدن السورية، في حين انطلقت (فجر الحرية) في الشمال الشرقي لمحافظة حلب بدءا من نهر الفرات واستطاعت تحرير مساحات واسعة وصولا لمدينة تل رفعت التي تم تطهيرها من مليشيات تنظيم (بي كا كا)”.
هدف العمليات العسكرية
وأشار إلى أن “أهداف العمليتين العسكريتين الأخيرتين هي أهداف إنسانية بالدرجة الأولى من أجل تحرير أهلنا المدنيين الذين يرزحون تحت حكم نظام الأسد أو المليشيات الطائفية والانفصالية، والذين يعانون الخوف من الاعتقال والتجنيد القسري أو من أجل أهلنا المدنيين الذين لا يستطيعون العودة لمنازلهم لذات الأسباب؛ فأي مدني يعود إلى منطقة يسيطر عليها نظام الأسد أو تنظيم (بي كا كا) يكون أمام خيارين: إما الاعتقال أو الزجّ به في معسكرات التجنيد الإجباري”.
كما لفت علوان إلى أن تلك العمليات العسكرية تهدف إلى “كسر الحصار الاقتصادي والإنساني الذي يعاني منه أهلنا في هذه المناطق، من خلال فتح طرق تجارية وتأمين الممرات الحيوية”، مضيفا: “هذه التحركات تندرج في إطار رؤية شاملة للانتقال إلى مرحلة بناء مستدامة تستند إلى إرادة الشعب السوري”.
وتابع: “نحن لا نتحدث عن فرضية نجاح عمليتي (فجر الحرية) و(ردع العدوان)؛ لأنهما نجحا بالفعل على أرض الواقع، واستطاعت تلك العمليات تحرير مناطق واسعة ومهمة جدا؛ فقد تم تحرير مناطق تعادل دولة بحجم لبنان، وتم تحرير أهم المواقع العسكرية للنظام وهو الكلية الجوية أو ما يسمى مطار كويرس لما له من أهمية كبيرة لتواجد الكلية الجوية فيه، والتي يخرج منها نظام الأسد الضباط الطيارين الذين قاموا بقصف المدنيين والشعب السوري على مدى 13 عاما”.
ولفت مدير مكتب الإعلام في الجيش الوطني السوري المعارض، إلى أنه “يتم تأمين المواقع والمناطق التي تم تحريرها، والقرار للقادة الميدانيين العسكريين على الأرض في التقدم وتأمين تلك المناطق الواسعة”.
وأردف: “نحن نقوم بحماية المدنيين وتعزيز أمن المناطق المحرّرة من النظام والميليشيات الداعمة له، ونسعى لتحقيق بيئة مستقرة وآمنة تمكّن أهلنا من العودة إلى حياتهم الطبيعية، والعمل على إنهاء المعاناة التي طال أمدها بسبب سياسات النظام القمعية، ونحن نضع خطط متكاملة للتعامل مع أي تهديدات إرهابية أو محاولات لزعزعة الأمن، من خلال جمع المعلومات الاستخباراتية وتنفيذ عمليات أمنية دقيقة”.
وحول خططهم لضمان استقرار المناطق المحررة، أضاف علوان: “نحن نعمل على تعزيز المؤسسات المدنية وتحسين الخدمات الأساسية بالتنسيق مع الجهات المحلية، كما نضع أولوية كبيرة للتدريب العسكري والانضباط لضمان أمن المناطق ومنع أي خروقات تهدد المدنيين أو الممتلكات العامة”.
تغييرات جذرية
ولفت إلى أن “تحرير المواقع والمناطق الأخيرة يُمثل نقطة محورية في المعادلة السورية، ويعني تغييرا جذريا في موازين القوى، حيث إن إدلب هي آخر معاقل المعارضة السورية، وحلب هي البوابة الشمالية والاقتصادية الأهم في البلاد”.
وأكمل: “تحقيق السيطرة على هذه المناطق يمنح المعارضة أوراق ضغط قوية على طاولة المفاوضات السياسية، خاصة مع استمرار الجهود الدولية للوصول إلى حل سياسي شامل. كما أن السيطرة على إدلب وحلب تعني حماية نحو 4 ملايين مدني يعيشون في هذه المناطق من قصف النظام والميليشيات الداعمة له”.
وقال: “بالتأكيد، السيطرة على هذه المناطق تُمثل خطوة حاسمة في مواجهة النظام المجرم ومنعه من استعادة السيطرة على الأرض، وهذه الإنجازات ستقوي موقف المعارضة في أي عملية سياسية مستقبلية، وتعطي صوتا أقوى للشعب السوري في تقرير مصيره”.
واستطرد مدير مكتب الإعلام في الجيش الوطني السوري المعارض، قائلا: “على المدى البعيد، نسعى إلى أن تكون هذه المناطق نموذجا للحكم الرشيد، مما سيعزز من الثقة الشعبية بالمشروع الوطني السوري، ويعطي دفعة قوية لاستكمال مسار التحرير”.
تحديات كبيرة
وأوضح أن “الدعم الإقليمي والدولي يتفاوت من حيث المستوى والنوع. نحن في الجيش الوطني السوري ندرك أهمية بناء تحالفات استراتيجية مع الدول الداعمة للشعب السوري، في حين نواجه تحديات كبيرة بسبب غياب موقف دولي موحد تجاه القضية السورية، حيث تسيطر المصالح الجيوسياسية على قرارات العديد من الدول الكبرى”.
ودعا علوان المجتمع الدولي إلى “الالتزام بمسؤولياته الأخلاقية والقانونية تجاه الشعب السوري، ورسالتنا للعالم واضحة: نحن هنا من أجل الحرية والكرامة، ونأمل أن يقف الجميع إلى جانب الشعب السوري في محنته”، منوها إلى أن “أي دعم يأتي من أجل حماية السوريين وحقوقهم هو موضع ترحيب، شريطة ألا يتعارض مع استقلالية القرار السوري”.
ومنذ 27 تشرين الثاني/ نوفمبر المنصرم، تخوض فصائل معارضة مسلحة في سوريا اشتباكات مع قوات النظام بعدة مناطق.
ودخلت قوات المعارضة حلب عصر الجمعة، وسيطرت على معظم أحياء المدينة ومواقع مهمة أبرزها مبنى المحافظة ومراكز الشرطة وقلعة حلب التاريخية.
وبسطت سيطرتها على كامل محافظة إدلب، السبت، بعد السيطرة على مواقع عديدة في ريفها، بينها مدينتا معرة النعمان وخان شيخون، بالإضافة إلى مدينة سراقب الاستراتيجية.
إلى ذلك، قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، إن وزراء خارجية إيران وتركيا وروسيا من المرجح أن يجتمعوا في إطار عملية أستانا يومي السابع والثامن من كانون الأول/ ديسمبر الجاري؛ لمناقشة الملف السوري على هامش منتدى الدوحة، وفقا لوسائل إعلام إيرانية رسمية.