بايدن يمنح عفواً لابنه هانتر في خطوة تثير الجدل قبل مغادرته البيت الأبيض
قبل أسبوعين من مغادرته البيت الأبيض، اتخذ الرئيس الأمريكي جو بايدن قرارًا مثيرًا للجدل بمنح عفو كامل عن ابنه هانتر بايدن الذي كان يواجه اتهامات تتعلق بالتهرب الضريبي، واستخدام المخدرات، وحيازة أسلحة نارية.
هذا القرار يأتي في وقت حساس، حيث كان من المقرر أن تُعقد جلسة النطق بالحكم في القضايا التي يواجهها هانتر بعد أيام قليلة من إعلان العفو، مما أثار تساؤلات حول توقيته والظروف التي دفعته لاتخاذ هذه الخطوة.
في البيان الرسمي الذي نشره البيت الأبيض، أكد بايدن أنه طوال فترة توليه الرئاسة كان يحرص على عدم التدخل في قرارات وزارة العدل، مؤكدًا التزامه بعدم التأثير على مجريات القضايا القانونية، بما في ذلك تلك التي تتعلق بأفراد عائلته.
ومع ذلك، أضاف بايدن أنه شعر بالغضب حين رأى ابنه يواجه محاكمة يُعتقد بأنها لم تكن عادلة، واصفًا إياها بأنها محاكمة انتقائية تهدف إلى استهداف هانتر بسبب علاقته به.
أكد بايدن أن أي شخص يعقل ويفهم تفاصيل القضية لن يصل إلى استنتاج سوى أن ابنه كان مستهدفًا فقط بسبب كونه نجل الرئيس، وهو ما وصفه بالخطأ الكبير.
وقال في ختام بيانه إن قراره كان نتيجة لرغبته في حماية عائلته من الظلم، وأعرب عن أمله في أن يفهم الأمريكيون سبب اتخاذه لهذا القرار كأب وكقائد للبلاد.
جاء العفو قبل أسابيع قليلة من الموعد المحدد لجلسة النطق بالحكم في 16 ديسمبر 2024، حيث كان هانتر يواجه تسع تهم مرتبطة بالتهرب الضريبي.
كانت العقوبات المحتملة لهذه التهم قد تصل إلى السجن لمدة 17 عامًا، بالإضافة إلى غرامة مالية ضخمة قد تتجاوز المليون دولار، حسبما أفادت تقارير إعلامية.
وأوضح البيت الأبيض في بيانه أن بايدن أصدر عفوًا غير مشروط عن الجرائم التي ارتكبها هانتر بين 1 يناير 2014 و1 ديسمبر 2024، دون الخوض في تفاصيل دقيقة حول هذه الجرائم.
وكان هانتر بايدن قد مثل في سبتمبر 2024 أمام المحكمة الفيدرالية في لوس أنجلوس، حيث تم تلاوة التهم الموجهة إليه من قبل القاضي مارك سكارسي.
وقد اعترف هانتر بالذنب في جميع التهم الموجهة إليه، ليظهر بذلك استعدادًا للتعاون مع النظام القضائي الأمريكي، رغم القرارات القانونية التي اتخذت ضده.
من جانبه، عبر الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب عن استيائه من هذا العفو، واصفًا إياه بأنه “إساءة للعدالة” و”ظلم مطبق”.
كتب ترامب عبر منصته الاجتماعية “ترو سوشيال” قائلاً: “هذا العفو يُظهر أن بايدن لم يكن يومًا ملتزمًا بالعدالة”. وتابع أن العفو يمثل ظلمًا بحق النظام القضائي الأمريكي، معتبرًا أن القرار يخدم مصالح شخصية بدلاً من تحقيق العدالة.
القرار الذي اتخذه بايدن أثار تساؤلات حول توقيته، حيث يرى البعض أنه قد يكون محاولة من الرئيس لتجنب محاكمة قد تؤثر سلبًا على صورته وصورة عائلته في الفترة الأخيرة من رئاسته.
في حين يرى آخرون أن العفو يعكس التزام الرئيس بحماية عائلته من الاتهامات التي يعتقد أنها كانت نتيجة لاستهداف سياسي. هذه القضية أصبحت محل جدل سياسي كبير، خاصة مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية القادمة.
من المهم أن نلاحظ أن قضايا العفو الرئاسي تُعد من أكثر القضايا المثيرة للجدل في السياسة الأمريكية، حيث تتقاطع السلطة التنفيذية مع النظام القضائي.
وقد أثار هذا العفو الكثير من الأسئلة حول حدود السلطة الرئاسية، وما إذا كان قد تم استخدامه بشكل مناسب في هذه الحالة. وسيكون لهذا القرار تأثير طويل المدى على السياسة الأمريكية وعلى كيفية نظر الشعب الأمريكي إلى ممارسات الرئيس بايدن.