في تطور جديد يشهده قطاع غزة في الأيام الأخيرة ومع اشتداد المعارك بين المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال الإسرائيلي تم استهداف دبابة تابعة لجيش الاحتلال بشكل دقيق من قبل فصائل المقاومة الفلسطينية، مما أدى إلى اندلاع النيران فيها وتدميرها بشكل كامل.
يأتي هذا الهجوم في وقت تشهد فيه الجبهة الجنوبية تصعيداً غير مسبوق في العمليات القتالية التي أوقعت عدداً كبيراً من القتلى والجرحى في صفوف الاحتلال الإسرائيلي.
ويُعد الهجوم على الدبابة جزءاً من سلسلة عمليات نوعية قامت بها المقاومة رداً على القصف المتواصل الذي يستهدف المدنيين في غزة، والذي خلف دماراً واسعاً في البنية التحتية للقطاع.
من جهة أخرى تصاعدت ردود الفعل الدولية في الأيام الأخيرة حيث دعا العديد من القادة والسياسيين إلى وضع حد للاعتداءات الإسرائيلية على المدنيين في غزة.
في هذا السياق خرج السناتور الأمريكي بيرني ساندرز بتصريحات شديدة اللهجة ضد سياسة حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، حيث اعتبر أن ما تقوم به حكومة الاحتلال من استهداف للمدنيين الفلسطينيين يمثل جرائم حرب وتطهيراً عرقياً ضد الشعب الفلسطيني.
وأشار ساندرز إلى أن سياسة الاحتلال لا يمكن أن تكون جزءاً من الحرب على الإرهاب، مؤكداً أن تجويع المدنيين وقتل الأبرياء لا يمثلان حلولاً فعالة للقضاء على الإرهاب.
وفي تصريح آخر، انتقد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب سياسة إدارة بايدن في التعامل مع الأزمة في غزة، ودعا إلى اتخاذ موقف أكثر صرامة حيال الأحداث المأساوية التي يشهدها القطاع.
ترامب عبر عن قلقه الشديد من استمرار التصعيد الإسرائيلي، ووجه تحذيراً قوياً لحكومة نتنياهو مطالباً بالإفراج عن الرهائن الفلسطينيين المحتجزين لدى جيش الاحتلال قبل العشرين من الشهر المقبل، مهدداً بأن فشل في القيام بذلك قد يؤدي إلى مواجهة جحيم سياسي وعسكري يزلزل المنطقة بأسرها.
ولفت إلى أن استراتيجيات الضغط على المقاومة الفلسطينية يجب أن تشمل تقديم حلول سياسية حقيقية مع الابتعاد عن التصعيد العسكري الذي لا يزيد إلا في تعقيد الوضع.
تتزامن هذه التصريحات مع تزايد القلق الدولي بشأن الوضع الإنساني في قطاع غزة الذي يعاني من حصار خانق استمر لسنوات، بالإضافة إلى التصعيد العسكري الذي أدى إلى مقتل العديد من المدنيين وتدمير المنازل والبنية التحتية.
كما أفادت تقارير صحفية بأن قوات الاحتلال استخدمت أسلحة ثقيلة وطائرات حربية لقصف العديد من المناطق في غزة، مما أدى إلى إلحاق أضرار كبيرة بالمستشفيات والمدارس وأماكن سكنية.
ويأتي الهجوم الذي استهدف الدبابة الإسرائيلية في سياق ما وصفته الفصائل الفلسطينية بالرد الطبيعي على جرائم الاحتلال المستمرة، حيث أكدت العديد من الجماعات المسلحة أن هذه العمليات تأتي ضمن إستراتيجية طويلة الأمد تهدف إلى مواجهة العدوان الإسرائيلي والتأكيد على قدرة المقاومة على ضرب الاحتلال في عمق أراضيه.
وأكدت المقاومة أنها ستستمر في تكثيف الهجمات على المواقع العسكرية الإسرائيلية، وأنها ستظل حريصة على حماية المدنيين الفلسطينيين الذين يعانون من الحصار والقصف المتواصل.
وقد تزايدت الدعوات من قبل منظمات حقوق الإنسان والهيئات الدولية للضغط على إسرائيل من أجل إنهاء الهجوم العسكري على غزة ووقف الأعمال العدوانية التي تسهم في تصعيد الأزمة الإنسانية.
كما طالبت العديد من الدول الكبرى الأمم المتحدة بتحمل مسؤولياتها وفرض عقوبات على إسرائيل إذا استمرت في انتهاك حقوق المدنيين في القطاع.
تعتبر تصريحات بيرني ساندرز أحد أبرز المواقف الرسمية التي انتقدت سياسة الحكومة الإسرائيلية بشكل مباشر، حيث أكد أن ما يحدث في غزة لا يمكن تبريره بأي حال من الأحوال.
وقال إن الولايات المتحدة يجب أن تكون أكثر حزماً في التعامل مع إسرائيل، ويجب أن تضع حداً لاستخدام القوة المفرطة ضد المدنيين. كما شدد على أن استخدام الحصار والتجويع كأداة للضغط على الفلسطينيين هو أمر غير أخلاقي ويجب أن يتوقف فوراً.
وبالرغم من كل هذه المواقف الدولية، لا تزال الحكومة الإسرائيلية تواصل عملياتها العسكرية في قطاع غزة دون أي مؤشر على تراجعها في المستقبل القريب.
في الوقت نفسه، تزداد المعاناة الإنسانية للمدنيين الفلسطينيين الذين يعيشون في ظروف صعبة للغاية بسبب القصف المستمر ونقص الإمدادات الأساسية مثل الغذاء والماء.
فيما يخص التصريحات التي أدلى بها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، فقد تطرقت إلى الوضع الأمني في غزة في ظل استمرار عملية الأسر والرهائن، حيث شدد على ضرورة أن تقوم إسرائيل بالإفراج عن الرهائن الفلسطينيين بشكل فوري، محذراً من العواقب الوخيمة التي قد تواجهها إسرائيل في حال عدم الاستجابة لهذا المطلب.
وجاءت هذه التصريحات في وقت حساس، حيث يستمر الضغط الدولي على إسرائيل من أجل إحداث تحرك سياسي حقيقي لإنهاء الصراع الدائر في غزة.
وعلى الرغم من التصعيد العسكري والسياسي الذي تشهده المنطقة، يبقى الأمل في حدوث تغيير حقيقي يعتمد على التحركات الدولية السريعة والمؤثرة التي قد تساهم في إنهاء دوامة العنف المستمر.