في خطوة مفاجئة ووسط ضغوطات كبيرة كان من المتوقع أن يتعرض لها، اختار لاعب خط الوسط المصري سام مرسي رفض ارتداء شارة دعم المثليين خلال مباراة فريقه إيبسويتش تاون ضد نوتنجهام فورست ضمن فعاليات الدوري الإنجليزي الممتاز، وهو القرار الذي ربما يضعه في مواجهة عقوبات قاسية.
رغم علمه المسبق بأن الدوري الإنجليزي يشدد على هذه المبادرة السنوية ويعاقب كل من يرفض المشاركة فيها، إلا أن مرسي قرر أن يبقى وفياً لمبادئه الشخصية ورفض ارتداء الشارة التي تحمل ألوان قوس قزح دعماً للمجتمع المثلي، مُفضلاً ارتداء الشارة التقليدية التي يضعها في جميع المباريات دون التنازل عن مواقفه.
هذه الحادثة تأتي ضمن سياق موسم الدوري الإنجليزي الممتاز في الجولة الثانية عشرة، حيث اعتاد لاعبو الفرق الإنجليزية على ارتداء شارة ملونة لدعم قضايا المثليين والمجتمع الميم.
وتعد هذه الشارة بمثابة جزء من تقليد سنوي لا يمكن التفريط فيه، حيث يتعين على قادة الفرق الرياضية أن يظهروا تأييدهم لهذه المبادرة بتلك الألوان المميزة، بما يرمز إلى التضامن مع مجتمع المثليين.
يتعرض كل من يرفض دعم هذه المبادرة لأوامر واضحة بالعقوبات من قبل السلطات المسؤولة عن الدوري الإنجليزي، وهو ما جعل مرسي يواجه احتمال فرض عقوبات ضده.
الدوري الإنجليزي الممتاز قد سبق وأعلن عن دعم المبادرة الخاصة بالتصدي للتمييز على أساس الميول الجنسية، وذلك خلال فترة محددة من كل موسم، في خطوة تهدف إلى تعزيز القيم الاجتماعية المتسامحة والمساواة.
بداية من 29 نوفمبر وحتى 5 ديسمبر، تم تفعيل هذه المبادرة في المباريات التي تقام ضمن هذه الفترة، حيث يُستحسن أن يظهر جميع اللاعبين تعاطفهم مع المثليين من خلال وضع الشارات الخاصة على قمصانهم، أو عبر وضع رموز الدعم في الملاعب كالعلم الخاص بالمجتمع المثلي على لوحات التبديلات وأربطة الأحذية. وقد تعززت هذه المواقف برسائل قوية تظهر الانفتاح وتقبّل الجميع في مجتمع كرة القدم الدولي.
في المقابل اختار سام مرسي عدم الاستجابة لتلك الدعوات، مُفضلاً أن يظل ملتزماً بتقاليده وقناعاته الشخصية. فهو لم يكتفِ فقط برفض ارتداء شارة دعم المثليين، بل استمر في استخدام الشارة المعتادة التي لا تحتوي على ألوان قوس قزح.
هذا الموقف أثار الكثير من الجدل، خاصة وأن اللاعب المصري يدرك جيداً أنه في حال استمر في رفض ارتداء الشارة، سيكون معرضاً لعقوبات تصل إلى فرض غرامات مالية أو حتى عقوبات رياضية من قبل رابطة الدوري الإنجليزي.
ورغم أن الدوري الإنجليزي يؤكد أن هذه المبادرات جزء من التزامه بالمساواة ومكافحة التمييز في الرياضة، إلا أن مرسي يبدو مصمماً على موقفه، وقد لا يكون هذا الرفض الأول من نوعه في مسيرته الرياضية.
فقد سبق أن تعرض لاعب الوسط المصري لانتقادات وعقوبات سابقة نتيجة مواقفه التي كانت مخالفة لقرارات قد يعتبرها البعض متعارضة مع تقاليده.
في ديسمبر من العام الماضي، تعرض مرسي لإيقاف مباراة واحدة بسبب دعمه العلني للقضية الفلسطينية، ما أثار وقتها مزيداً من الجدل في الأوساط الرياضية والإعلامية. ورغم أن إيقافه لم يؤثر على مسيرته بشكل كبير إلا أنه أظهر إصرار اللاعب على الوقوف ضد ما يعتبره مخالفاً لمعتقداته الشخصية.
وبالحديث عن وضع فريقه، يحتل إيبسويتش تاون المركز الثامن عشر في ترتيب الدوري الإنجليزي برصيد 9 نقاط فقط، وهو ما يضع الفريق في وضع حرج للغاية حيث لم يحقق سوى فوز واحد في 12 مباراة خاضها حتى الآن.
إضافة إلى ذلك، الفريق تعرض لعدد من الهزائم والتعادلات التي أثرت على مسيرته في الدوري الإنجليزي. ورغم الظروف الصعبة التي يمر بها الفريق، يبدو أن سام مرسي في أتم الاستعداد للتحديات الأخرى التي قد تواجهه في هذه المسابقة، وهو ما يعكس تمسكه بمواقفه الثابتة مهما كانت الضغوط.
وفي ظل هذا الوضع، تبقى عقوبات الدوري الإنجليزي على اللاعبين الذين يرفضون دعم قضايا المثليين واضحة وصارمة. وتثير حالة مرسي تساؤلات حول ما إذا كان اللاعب سيستمر في تحدي تلك الإجراءات في المستقبل أم أنه سيتراجع عن موقفه في وقت لاحق.
القرار الذي اتخذه مرسي يعكس تمسكه بمبادئه الشخصية ويعطي إشارات قوية على تباين المواقف الثقافية والتقاليد الشخصية في بيئة كرة القدم الحديثة.
ورغم أن هذا الموقف قد يعرضه للعقوبات، إلا أن اللاعب يظل صاحب القرار في النهاية بشأن كيفية مواجهة مثل هذه الضغوطات، وهو ما يجعل الأمر محلاً لانتقادات واسعة داخل الوسط الرياضي.