شهدت منطقة المواصي في خان يونس جنوب قطاع غزة مجزرة جديدة تضاف إلى سجل الجرائم الوحشية التي ترتكبها قوات الاحتلال حيث شنت طائرات العدو الصهيوني غارات عنيفة استهدفت المدنيين العزل في هذه المنطقة
مما أسفر عن استشهاد عدد من المواطنين وإصابة آخرين بجروح متفاوتة ولم تتوقف آلة الحرب الصهيونية عند هذا الحد بل واصلت قصف المنازل والمنشآت المدنية بشكل همجي غير مبالية بأي قوانين أو معاهدات دولية تحظر استهداف المدنيين في مناطق النزاع
وفي ظل هذا التصعيد المستمر من جانب الاحتلال وفي ظل الصمت الدولي على هذه الجرائم ضد الإنسانية خرجت الإدارة الأمريكية عبر البيت الأبيض بتصريحات تشير إلى نيتها اتخاذ إجراءات قانونية وتدابير أخرى لممارسة ضغوط على حركة حماس للإفراج عن الأسرى الصهاينة الذين تم أسرهم خلال الحرب الدائرة وعلى الرغم من أن الإدارة الأمريكية لم تتخذ خطوات ملموسة حتى الآن إلا أنها ألمحت إلى وجود اتفاق يجري العمل عليه بين الأطراف المختلفة يهدف إلى وقف إطلاق النار وإتاحة الفرصة لزيادة المساعدات الإنسانية المتدفقة إلى غزة في محاولة لتخفيف المعاناة التي يعيشها الفلسطينيون جراء القصف والدمار الذي طال كل زاوية في القطاع
ويأتي هذا في وقت تعاني فيه غزة من نقص حاد في المواد الغذائية والمياه النظيفة إضافة إلى انهيار شبه كامل في الخدمات الطبية حيث لم تعد المستشفيات قادرة على استيعاب أعداد الجرحى والشهداء نتيجة القصف المستمر الذي لم يترك مجالًا حتى لإخلاء الضحايا أو تقديم الإسعافات اللازمة
وفي إطار هذه الحملة العدوانية المستمرة من قبل قوات الاحتلال لا يقتصر الأمر على القصف الجوي والبحري والبري بل امتد إلى التدخل المباشر في شؤون الفلسطينيين الدينية حيث أصدر وزير الأمن القومي في حكومة الاحتلال تعليمات صادمة لقوات الشرطة بمصادرة مكبرات الصوت من المساجد بذريعة أنها تسبب إزعاجًا للسكان وهذا الاعتداء الصارخ على حرية ممارسة الشعائر الدينية يظهر مدى استهتار الاحتلال بكل الحقوق الأساسية للفلسطينيين وحقوقهم الإنسانية والدينية
في هذه الأثناء يواصل الاحتلال استراتيجيته القائمة على التدمير الشامل والتطهير العرقي في قطاع غزة حيث صرح وزير دفاع الاحتلال الأسبق موشيه يعالون في تصريح خطير يعكس حجم الجرائم التي ترتكب يوميًا بأن قوات الاحتلال تقوم بتطهير عرقي في شمال قطاع غزة موضحًا أن البلدات الفلسطينية مثل بيت لاهيا وبيت حانون لم يعد لها وجود نتيجة القصف العنيف والتدمير الممنهج الذي طالها وأن الجيش الصهيوني يعمل حاليًا على استكمال هذا المخطط عبر استهداف جباليا بشكل مباشر
تصريحات يعالون هذه تعكس حجم العنف والتوحش الذي يمارسه الاحتلال في غزة دون حسيب أو رقيب حيث يواصل جيش الاحتلال قصفه اليومي لكل ما يتحرك أو يثبت في القطاع من بشر أو حجر في محاولة لفرض سياسة الأرض المحروقة وتشريد سكان غزة الذين يعانون منذ سنوات من حصار خانق وضعهم في أسوأ الظروف الإنسانية
وفي سياق آخر أعلن جيش الاحتلال مقتل أحد جنوده ويدعى زامير بورك الذي كان يخدم في كتيبة الهندسة 601 خلال العمليات العسكرية الجارية في غزة هذا بالإضافة إلى إصابة ثلاثة جنود آخرين بجروح خطيرة نتيجة الهجمات الفلسطينية التي تستهدف قوات الاحتلال على جبهات متعددة في القطاع
ورغم محاولات جيش الاحتلال التغطية على خسائره عبر تركيزه على استعراض القوة والتدمير إلا أن المقاومة الفلسطينية تواصل توجيه ضربات موجعة لقوات الاحتلال مما يضعف من معنويات الجيش الصهيوني ويزيد من حالة الإرباك التي يعاني منها الجنود الذين باتوا يخشون كل حركة في القطاع
وعلى الرغم من التصريحات الرسمية التي تصدر من قيادة الاحتلال عن تقدم العمليات العسكرية إلا أن الواقع يشير إلى حالة من الفشل والتراجع في تحقيق الأهداف المعلنة من وراء هذه الحرب إذ أن المقاومة الفلسطينية ما زالت صامدة وتواصل دفاعها عن القطاع بكل ما أوتيت من قوة رافضة الخضوع لسياسة الاحتلال الإجرامية
في الوقت نفسه تظل الأوضاع الإنسانية في غزة في غاية السوء حيث تزداد أعداد الشهداء والجرحى بشكل يومي ويعاني آلاف المواطنين من النزوح القسري نتيجة القصف المتواصل الذي يدمر منازلهم فوق رؤوسهم وأمام هذا الواقع المأساوي لا يجد الفلسطينيون سوى الصمود كخيار وحيد في مواجهة هذا العدوان الهمجي
من جانب آخر تحاول بعض الجهات الدولية والإقليمية التوسط لوقف هذه الحرب المجنونة التي حصدت أرواح الآلاف ودمرت البنية التحتية في القطاع ولكن حتى الآن لا تلوح في الأفق أي بوادر حقيقية لتحقيق هذا الهدف في ظل إصرار الاحتلال على مواصلة عدوانه وعدم الاستجابة لأي دعوات لوقف إطلاق النار أو تقديم أي تنازلات سياسية
إن ما يحدث في غزة اليوم ليس مجرد حرب بل هو مجزرة شاملة يتم فيها قتل الأطفال والنساء والشيوخ بلا رحمة فيما تواصل آلة الحرب الصهيونية تنفيذ خططها التدميرية بدعم كامل من القوى الكبرى التي لم تتحرك بشكل جدي لوقف هذا الإجرام