إسرائيل ترفض المقترح المصري وتصر على زيادة الأسرى في مفاوضات غزة

أعلنت مصر تفاؤلها بموافقة الأطراف المعنية على مقترحها الأخير لوقف إطلاق النار في غزة، لكن إسرائيل أبدت تعنتا جديدا بعدما نشرت وسائل إعلام إسرائيلية أن تل أبيب قدمت مقترحًا بديلاً لمبادرة الوسطاء.
طالبت إسرائيل بالإفراج عن عشرة أسرى إسرائيليين محتجزين لدى حركة حماس، بديلاً عن خمسة كما جاء في المقترح المصري. وتُعتبر هذه المطالب الجديدة عائقًا أمام قبول المقترح الذي تلقته من الوسطاء، ما قد يُعقّد المفاوضات.
أفادت مصادر إسرائيلية بأن إسرائيل تأمل في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار قبل حلول عيد الفصح اليهودي في منتصف أبريل المقبل.
تسعى تل أبيب إلى استغلال الفرصة لتحقيق مكاسب إضافية في المفاوضات، وخاصةً فيما يتعلق بزيادة عدد الأسرى الذين سيتم الإفراج عنهم في إطار التهدئة.
ناقش رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مع فريقه الحكومي تفاصيل المقترح الذي قُدم من الوسطاء، وردّ على العرض بمقترح بديل تم تنسيقه بالكامل مع الولايات المتحدة. أشارت وسائل الإعلام الإسرائيلية إلى أن هذا البديل يختلف عن المقترح المصري بشكل جوهري، ويعكس رغبة إسرائيل في تعديل شروط التفاوض.
تواصل إسرائيل مطالبة الوسطاء بتقديم تنازلات إضافية، رغم أن الوساطة المصرية والقطرية أشارت إلى إمكانية التوصل إلى حل وسط. أفادت قناة 12 الإسرائيلية بأن هناك تقدماً في المفاوضات، ولكن إسرائيل ما زالت تصر على الإفراج عن عشرة أسرى إسرائيليين، مشيرةً إلى احتمالية وجود حلول وسط تُرضي جميع الأطراف.
وفي الوقت ذاته، أكدت حركة حماس في غزة موافقتها على المقترح الجديد الذي قُدم إليها من مصر وقطر، ما يعزز الآمال في التوصل إلى تهدئة شاملة. أعرب قادة الحركة عن أملهم في ألا تعرقل إسرائيل تنفيذ هذا المقترح، وهو ما سيسهم في إنهاء التصعيد الحالي، لكن التفاصيل الدقيقة للمقترح لم تُعلن بعد.
أشارت التقديرات الإسرائيلية إلى وجود 59 أسيرًا في غزة، بينهم 24 على قيد الحياة، في حين تحتجز إسرائيل أكثر من 9500 أسير فلسطيني في ظروف قاسية وفقًا لمنظمات حقوقية. يتعرض الأسرى الفلسطينيون لسوء معاملة شديدة تصل إلى حد التعذيب، مما أدى إلى وفاة عدد منهم نتيجة الإهمال الطبي. هذه الحقائق تعكس معاناة مستمرة وسط توتر دائم بين الطرفين.
يترقب الجميع ما ستؤول إليه المفاوضات في الأيام القادمة، حيث تزداد الضغوط على الأطراف كافة للتوصل إلى حل نهائي يوقف التصعيد في غزة ويحقق بعض التهدئة في المنطقة، في ظل استمرار التوترات والمعاناة الإنسانية.