تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي حربها الوحشية على قطاع غزة، حيث أفادت المصادر الطبية الفلسطينية بأن 32 فلسطينيًا استشهدوا في غارات جوية إسرائيلية صباح اليوم، ليضافوا إلى قائمة طويلة من الضحايا الذين سقطوا نتيجة العدوان المستمر منذ أكثر من شهرين.
من بين هؤلاء الشهداء، لقي 24 منهم حتفهم في غارات استهدفت مخيم النصيرات في قطاع غزة، الذي يُعد من أكثر المناطق التي تعرضت للهجمات الإسرائيلية خلال الأيام الماضية.
وبحسب ما ورد في التقارير الإعلامية، فإن الجيش الإسرائيلي قد صعد من هجماته في شمال قطاع غزة، إذ نقلت القناة 12 الإسرائيلية أن الجيش يوسع نطاق عملياته العسكرية في تلك المنطقة وسط مزاعم جديدة عن استهدافه لعناصر من المقاومة الفلسطينية في القطاع.
هذا التصعيد يأتي في وقت كان فيه الجيش قد بدأ عملياته العسكرية في الخامس من أكتوبر الماضي، حيث استهدفت الغارات الجوية والمدفعية مدن وقرى شمال القطاع، مما أسفر عن مئات الشهداء والجرحى، بالإضافة إلى الدمار الهائل الذي لحق بالبنية التحتية في تلك المناطق، وعلى رأسها مخيم جباليا وبلدة بيت لاهيا.
وقد تجاوزت حصيلة الشهداء الفلسطينيين نتيجة العدوان الإسرائيلي المستمر منذ السابع من أكتوبر الماضي الرقم الخطير 44 ألف شهيد، وفقًا لما أوردته المصادر الطبية الفلسطينية.
الأكثر فظاعة أن أغلب هؤلاء الشهداء هم من النساء والأطفال الذين لا ذنب لهم سوى أنهم يعيشون في أرض تمارس عليها آلة الحرب الإسرائيلية أبشع أنواع القتل والتدمير.
إن هذه الأرقام تعكس حجم الكارثة الإنسانية التي يعاني منها أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وتؤكد على أن العدوان الإسرائيلي لا يميز بين مدني وعسكري، بل يشمل الجميع في محاولات يائسة لقتل الأمل في نفوس هؤلاء الذين لا يزالون يقاومون الاحتلال بكل ما أوتوا من قوة.
في المقابل، لا يزال قطاع غزة يعيش حالة من الفوضى نتيجة استمرار الغارات الجوية الإسرائيلية التي لا تتوقف على مدار الساعة.
مئات الجرحى يتلقون العلاج في المستشفيات الميدانية، بينما لا تزال هناك مئات العائلات تحت الأنقاض، تنتظر إنقاذها وسط ضبابية المشهد وصعوبة الوصول إليهم بسبب استمرار القصف الذي يطال جميع المناطق بما في ذلك المستشفيات والمدارس والمرافق العامة.
هذه المجازر التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق المدنيين الفلسطينيين تضاف إلى سلسلة طويلة من الجرائم التي لم تجد لها أي محاسبة دولية، في وقت تواصل فيه القوى الغربية دعمها اللامحدود لإسرائيل، مما يضع علامات استفهام كبيرة حول فشل المجتمع الدولي في وقف هذه المذابح بحق الأبرياء.
مع كل يوم يمضي، تتزايد أعداد الجرحى في غزة، فقد وصل عدد المصابين إلى أكثر من 104 آلاف جريح حتى اللحظة، وهو رقم مرشح للارتفاع مع استمرار العدوان.
هذا العدد الكبير من المصابين يشير إلى حجم الكارثة الإنسانية التي يعيشها الفلسطينيون في غزة، حيث تعجز المستشفيات عن استيعاب العدد الكبير من الجرحى، ويعاني الناس من نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية الأساسية.
فيما يستمر الجيش الإسرائيلي في تنفيذ عمليات عسكرية على مدار الساعة، تتوالى التصريحات العسكرية الإسرائيلية التي تزعم بأنها تستهدف عناصر المقاومة الفلسطينية وتدعي بأنها تحقق انتصارات على الأرض، ولكن في الواقع، هذه الهجمات لم تقتصر على استهداف عناصر المقاومة فقط، بل شملت أيضًا مئات المدنيين الأبرياء الذين لا علاقة لهم بالصراع.
إن عمليات القصف الممنهج التي يتعرض لها قطاع غزة، تظهر بوضوح أن إسرائيل لا تفرق بين مدني وعسكري، بل تحاول من خلال هذه الهجمات تحقيق أهداف سياسية عبر قتل أكبر عدد ممكن من المدنيين الفلسطينيين وإحداث دمار شامل في مناطقهم.
ولم تقتصر تأثيرات هذا العدوان على القتلى والجرحى، بل امتدت لتشمل تدمير البنية التحتية بالكامل، بما في ذلك الطرق والجسور والمرافق العامة، مما جعل الحياة في غزة شبه مستحيلة.
يعاني المواطنون من انقطاع الكهرباء والماء، في وقت يعجز فيه المجتمع الدولي عن تقديم أي مساعدة تذكر للمتضررين. هذه المأساة التي يعيشها أهل غزة تستدعي من الجميع تحركًا عاجلاً لوقف هذا العدوان وإيقاف آلة الحرب الإسرائيلية التي لا تعرف سوى القتل والتدمير.
إضافة إلى ذلك، لا يزال الاحتلال الإسرائيلي يواصل فرض حصار خانق على قطاع غزة، ما يزيد من معاناة سكان القطاع الذين يعانون من نقص حاد في الغذاء والدواء والوقود.
في وقت تتوالى فيه الأنباء عن حجم التدمير الذي لحق بالمرافق الحيوية، مثل المستشفيات والمدارس، حيث أصبح القطاع يعيش حالة من الإغلاق التام. آلاف العائلات الفلسطينية باتت تقبع في ظروف قاسية، بينما لا يزال الاحتلال الإسرائيلي يفرض سياسة الإغلاق على جميع المعابر الحدودية، مما يفاقم الوضع الإنساني بشكل كارثي.
إن استمرار هذا العدوان الإسرائيلي الوحشي على قطاع غزة هو بمثابة جريمة حرب بكل المقاييس، حيث تستمر آلة الحرب الإسرائيلية في قتل الفلسطينيين وتدمير حياتهم، بينما يلتزم المجتمع الدولي الصمت أمام هذه الجرائم التي ترقى إلى مستوى الإبادة الجماعية.
ومع تصاعد أعداد الشهداء والجرحى، يبقى السؤال الأهم: إلى متى سيستمر هذا الصمت الدولي في ظل المذابح التي ترتكبها إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني؟