جيش الاحتلال بحظر عودة النازحين إلى 70 بلدة لبنانية جنوبية
رغم سريان اتفاق وقف إطلاق النار بين الاحتلال الإسرائيلي ولبنان منذ عدة أيام إلا أن قوات الاحتلال الإسرائيلي تواصل فرض حظر صارم على عودة النازحين من عدة بلدات وقرى في جنوب لبنان
حيث أعلنت سلطات الاحتلال بشكل واضح أن الحظر سيستمر حتى إشعار آخر ما يعني أن مئات العائلات اللبنانية النازحة ستظل محرومة من العودة إلى منازلها وممتلكاتها في هذه القرى والبلدات التي تقع في المنطقة الحدودية في ظل غموض بشأن متى سيُرفع هذا الحظر إن تم ذلك أصلاً
وتتضمن قائمة البلدات والقرى التي طالتها قرارات الحظر الإسرائيلي كلاً من شبعا الهبارية مرجعيون أرنون يحمر القنطرة شقرا برعشيت ياطر المنصوري ومحيطها الضهيرة الطيبة الطيري الناقورة أبو شاش إبل السقي البياضة الجبين الخريبة الخيام الخربة مطمورة الماري العديسة القليعة أم التوت صليب أرنون بنت جبيل بيت ليف بليدا بني حيان البستان عين عرب مرجعيون دبين دبعال دير ميماس دير سريان حولا حلتا حانين طير حرفا يحمر يارون يارين كفر حمام وكفركلا ولا يقتصر الحظر على هذه البلدات فقط بل يشمل أيضاً بلدات أخرى مثل كفر شوبا الزلوطية محيبيب ميس الجبل ميسات مروحين مارون الراس مركبا عدشيت القصر عين إبل عيناتا عيتا الشعب عيترون علما الشعب عرب اللويزة القوزح رب ثلاثين رامية رميش راشيا الفخار شيحين شمع وطلوسة
هذا الحظر التعسفي الذي تفرضه قوات الاحتلال على هذه البلدات اللبنانية الجنوبية يمثل خرقاً واضحاً لوقف إطلاق النار الموقع بين الطرفين الذي نص على انسحاب القوات الإسرائيلية من جنوب لبنان خلال فترة لا تتجاوز 60 يوماً من دخوله حيز التنفيذ على أن تتولى قوات الجيش اللبناني بالتعاون مع قوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان يونيفيل مهام حفظ الأمن في المنطقة وإزالة البنية التحتية التابعة لحزب الله في المناطق الواقعة جنوب نهر الليطاني وبدلاً من الامتثال لهذا الاتفاق استمرت القوات الإسرائيلية في التمسك بسيطرتها على هذه المناطق مانعةً النازحين اللبنانيين من العودة إلى ديارهم واستئناف حياتهم الطبيعية
إلى جانب الحظر المفروض على النازحين اللبنانيين تتواصل الانتهاكات الإسرائيلية للهدنة بشكل مستمر حيث أعلن الجيش اللبناني في بيان رسمي صدر مساء الخميس أن إسرائيل قامت بخرق اتفاق وقف إطلاق النار مرات عدة في اليومين الماضيين ففي بيان صادر عن الجيش اللبناني أكد أن العدو الإسرائيلي أقدم على خرق الهدنة يومي 27 و28 نوفمبر بعد ساعات فقط من الإعلان عن بدء وقف إطلاق النار وشمل هذا الخرق استخدام الطائرات الحربية الإسرائيلية لشن هجمات جوية على الأراضي اللبنانية بالإضافة إلى قصف مناطق حدودية باستخدام أسلحة متنوعة
وأشار البيان العسكري اللبناني إلى أن هذه الخروقات المتكررة تمثل تهديداً كبيراً للاستقرار الأمني في جنوب لبنان وتجدد التوترات على الحدود اللبنانية الإسرائيلية في وقت يفترض أن تشهد المنطقة مرحلة من الهدوء وعودة النازحين إلى قراهم وبلداتهم ويؤكد الجيش اللبناني أنه يتابع عن كثب كل هذه الخروقات الإسرائيلية بالتنسيق مع الجهات المختصة سواء على الصعيد المحلي أو الدولي دون الكشف عن تفاصيل إضافية حول نوع الإجراءات التي سيتم اتخاذها للرد على هذه الانتهاكات
ورغم هذه التجاوزات الإسرائيلية التي تضرب بعرض الحائط جميع الالتزامات الدولية إلا أن المجتمع الدولي لا يزال صامتاً إلى حد كبير ولم يُصدر أي بيانات إدانة قوية بحق هذه الممارسات الإسرائيلية التي تمنع المدنيين اللبنانيين من العودة إلى حياتهم اليومية في جنوب البلاد وذلك رغم تعهدات سابقة من الأمم المتحدة بالتدخل لمنع أي تصعيد جديد على الحدود وتطبيق قرارات مجلس الأمن ذات الصلة وعلى رأسها القرار رقم 1701 الذي يدعو إلى احترام سيادة لبنان وانسحاب إسرائيل الكامل من الأراضي اللبنانية المحتلة
وفي هذا السياق يثير الحظر الإسرائيلي لعودة النازحين اللبنانيين تساؤلات كبيرة حول نوايا الاحتلال في الجنوب اللبناني فبدلاً من احترام الاتفاقيات الموقعة والانسحاب من المنطقة يواصل الاحتلال ممارسة سياسات الحصار والتضييق على اللبنانيين بهدف تهجيرهم وخلق حالة من الفراغ السكاني في هذه المناطق الحدودية ما يعزز سيطرته عليها ويمنع العودة الكاملة للأهالي وهو ما يعتبر انتهاكاً صارخاً لحقوق الإنسان وحق العودة للمواطنين إلى قراهم
الوضع في جنوب لبنان بات معقداً في ظل تعنت الاحتلال الإسرائيلي وعدم التزامه بوقف إطلاق النار في الوقت الذي يستمر فيه الجيش اللبناني وقوات يونيفيل في مراقبة الوضع عن كثب ومتابعة الخروقات بالتنسيق مع الجهات المعنية إلا أن التحدي الأكبر يكمن في القدرة على فرض تطبيق كامل للاتفاقيات الموقعة مع إسرائيل التي لطالما أثبتت أنها تتنصل من التزاماتها الدولية وتستمر في فرض واقع جديد على الأرض عبر إجراءات تعسفية تهدف إلى تهجير سكان الجنوب وإفراغ القرى والبلدات من سكانها تحت ذريعة الحفاظ على أمنها المزعوم
ومن الواضح أن هذا الحظر ليس إلا جزءاً من خطة أوسع تهدف إلى فرض السيطرة الإسرائيلية على المناطق الحدودية وضمان عدم عودة النازحين إليها رغم أن اتفاق وقف إطلاق النار نص صراحة على انسحاب القوات الإسرائيلية من جنوب لبنان وتسليم المنطقة إلى الجيش اللبناني وقوات يونيفيل غير أن ما يحدث على أرض الواقع هو عكس ذلك تماماً فالاحتلال الإسرائيلي يتخذ من الحظر وسيلة لفرض واقع جديد في الجنوب اللبناني يجعل من الصعب تطبيق أي اتفاق مستقبلي