بايدن يضغط على نتنياهو للإفراج عن الأسرى وإنهاء الحرب في غزة فوراً
أعلن موقع “واللاه” العبري أن الرئيس الأمريكي جو بايدن خلال محادثة هاتفية مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أكد له أن الوقت حان للتركيز على إنهاء الحرب في غزة والضغط من أجل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار والإفراج عن الأسرى الإسرائيليين الذين تحتجزهم فصائل المقاومة الفلسطينية.
بحسب الموقع العبري أوضح بايدن خلال الاتصال الهاتفي أن بعد إبرام اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان فإن الخطوة التالية يجب أن تكون بشأن قضية الأسرى الإسرائيليين في غزة حيث اعتبر أن الوقت لا يحتمل تأجيل هذه القضية لعدة أشهر أخرى حتى يتمكن الرئيس الأمريكي المقبل دونالد ترامب من اتخاذ القرار.
وقال بايدن لنتنياهو إن الأسرة الأمريكية لا تستطيع أن تتحمل أن تظل عائلات الأسرى تنتظر لفترة أطول من ذلك. وأشار مسؤول رفيع في البيت الأبيض إلى أن الرئيس بايدن يشعر بأن التأجيل في هذه القضية سيكون خطأ فادحًا وأنه من غير المقبول تأخير أي تقدم بشأن الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين والإسرائيليين في الوقت الذي يبدو أن التصعيد العسكري قد أخذ منحنى متصاعدا في المنطقة.
هذا وقد أصر مسؤولون أمريكيون كبار على أن بايدن سيواصل الضغط من أجل التوصل إلى اتفاق يضمن إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين والإسرائيليين حتى آخر يوم له في منصبه بغض النظر عن من سيحقق الفائدة الكبرى من هذا الاتفاق أو من سينسب إليه الفضل في إنهاء هذا الملف.
وأوضح المسؤولون الأمريكيون أن هذه المحادثة التي جرت بين بايدن ونتنياهو جاءت بعد وقت قصير من اجتماع مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي الذي وافق على اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان.
وأكد المسؤولون الأمريكيون أن المحادثة استمرت لبضع دقائق وكان الموضوع الوحيد الذي تم مناقشته بخلاف لبنان هو قضية الأسرى في غزة حيث أشاروا إلى أن نتنياهو أبدى موافقته على الاستمرار في المحاولة من أجل التوصل إلى اتفاق بشأن الإفراج عن الأسرى، معربا عن استعداده للبحث في هذه القضية.
وفي وقت لاحق، وفي سياق متصل، كشفت مصادر أمنية مصرية لموقع “رويترز” عن زيارة مرتقبة لوفد أمني مصري إلى إسرائيل حيث من المقرر أن يتوجه الوفد يوم الخميس من أجل التفاوض بشأن وقف إطلاق النار في غزة.
وفقًا للمصادر ذاتها فإن الوفد المصري يضم كبار المسؤولين في جهاز المخابرات المصرية ويعمل على تقديم اقتراحات تتعلق بإدارة قطاع غزة في مرحلة ما بعد وقف الحرب وهو ما يعنى تمهيد الطريق للتوصل إلى اتفاق لتبادل الأسرى بين فصائل المقاومة الفلسطينية ودولة الاحتلال الإسرائيلي. وأضافت المصادر أن الوفد المصري يعتزم بحث مقترحات تدير فترة ما بعد الحرب وهي مرحلة قد تضع الأسس اللازمة لاستئناف المفاوضات حول وقف العدوان الإسرائيلي على غزة.
من جانبها، أصدرت حركة حماس بيانًا يوم الأربعاء أكدت فيه التزامها التام بكل الجهود التي تهدف إلى التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.
وقالت الحركة في بيانها: “نحن معنيون بوقف العدوان على شعبنا على أن يكون ذلك وفقًا للمعايير الوطنية التي توافقنا عليها وهي وقف إطلاق النار وعودة النازحين وعودة الأسرى وإنجاز صفقة تبادل كاملة وشاملة للأسرى”. وأضافت حماس أن الحرب على غزة يجب أن تتوقف في أقرب وقت وأن الجهود يجب أن تركز على إنهاء الصراع بطريقة تحفظ حقوق الشعب الفلسطيني.
وأكدت حركة حماس على ضرورة أن يكون هناك ضغط حقيقي من قبل الدول العربية والإسلامية وكذلك من قبل القوى الدولية على الولايات المتحدة وإسرائيل من أجل إجبارهم على إنهاء الحرب في غزة. وقالت حماس: “نطلب من العالم العربي والإسلامي والمجتمع الدولي التدخل بشكل جاد وضغط حقيقي على واشنطن وإسرائيل من أجل إجبارهم على إنهاء هذا العدوان المتواصل على شعبنا الفلسطيني”. كما طالبت الحركة بضرورة دعم جهودها في تحقيق وقف شامل لإطلاق النار وعودة الحياة إلى قطاع غزة مع الحفاظ على حقوق الأسرى والمعتقلين في السجون الإسرائيلية.
وكانت الأيام الأخيرة قد شهدت تصعيدًا عسكريًا غير مسبوق بين فصائل المقاومة الفلسطينية في غزة وقوات الاحتلال الإسرائيلي حيث تجدد القصف على قطاع غزة بشكل متبادل وهو ما أسفر عن سقوط العديد من الضحايا من الطرفين وسط تحذيرات متزايدة من أن الحرب قد تستمر لفترة أطول إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق يوقف إطلاق النار بشكل دائم. ووسط هذه الأوضاع المتأزمة بدأت بعض الدول وعلى رأسها مصر وقطر والولايات المتحدة الأمريكية تحركات دبلوماسية تهدف إلى إيجاد مخرج للجم التصعيد وفتح الأفق أمام اتفاقات لوقف العدوان.
من جانبه، أكد مسؤولون فلسطينيون أن الموقف المصري في هذه المرحلة يعد حاسمًا في التوصل إلى هدنة أو اتفاق يوقف إطلاق النار في غزة مؤكدين أن أي محاولة دولية أو إقليمية يجب أن تسعى إلى حماية المدنيين الفلسطينيين وإنهاء العدوان العسكري الإسرائيلي في غزة الذي أوقع العديد من الضحايا بين المدنيين.