الجيش العراقي يرسل تعزيزات ضخمة ويتعهد بحماية الحدود مع سوريا
في ظل التطورات المتسارعة التي تشهدها المنطقة وخاصة الوضع الملتهب في سوريا أعلن الجيش العراقي في ساعة متأخرة من مساء السبت عن نشر ثلاثة ألوية من قواته إلى جانب لوائين من قوات الحشد الشعبي على الحدود العراقية السورية
الخطوة تأتي كرد واضح وصارم على الأوضاع المتوترة على الجانب السوري خاصة في ظل تقدم المعارضة السورية المسلحة في مناطق شمال غرب البلاد الجيش العراقي في هذا الإطار أبدى استعداده الكامل للتعامل مع أي تطورات قد تنجم عن هذه التحركات المسلحة أو أي تهديدات يمكن أن تمتد إلى الأراضي العراقية مؤكداً أنه قد اتخذ كل التدابير اللازمة لضمان عدم تأثر العراق سلباً بالأوضاع الجارية في سوريا
وفي هذا السياق أكد وزير الدفاع العراقي ثابت محمد العباسي في تصريحات قوية أن الجيش العراقي يمضي قدماً في تنفيذ مهامه الأساسية المتعلقة بحماية حدود البلاد وسلامة سمائه من أي تهديد أو اختراق محتمل
وأضاف العباسي في حديثه أن العراق لن يسمح بتسلل أي سوريين أو مخربين إلى أراضيه مشيراً إلى أن هذه الخطوات تمثل جزءاً من جهود واسعة النطاق لحماية أمن البلاد وضمان سلامة الحدود العراقية السورية التي لطالما كانت مسرحاً لتهديدات أمنية متكررة
يأتي هذا التصعيد العراقي في وقت حساس للغاية حيث نقلت وسائل إعلام محلية ودولية تقارير عن تحركات عسكرية للجيش العراقي من الموصل وهي مركز محافظة نينوى باتجاه الحدود مع سوريا يوم الجمعة الماضي ورافق هذه التحركات العسكرية العراقية تصاعد التوترات في سوريا حيث شهدت مناطق شمال غربي سوريا معارك عنيفة بين قوات المعارضة السورية المسلحة وحكومة دمشق وتركزت المواجهات حول مدينة حلب التي تعد محوراً رئيسياً في الصراع السوري
في هذا السياق أصدرت المعارضة السورية المسلحة الممثلة في هيئة تحرير الشام بياناً أعلنت فيه عن سيطرتها على مناطق جديدة تقع غرب وجنوب غرب مدينة حلب وذلك في إطار العملية العسكرية التي أطلقتها تحت اسم “ردع العدوان” هذه التطورات تشير إلى أن المعارك في سوريا قد تشهد تصعيداً خطيراً في الأيام المقبلة ما قد يترتب عليه تداعيات إقليمية بما في ذلك إمكانية امتداد النزاع إلى الدول المجاورة مثل العراق
الجيش العراقي ومن جانبه يبدو أنه يدرك تماماً حجم هذه المخاطر المحتملة حيث شدد العباسي في بيان آخر نشر على وسائل التواصل الاجتماعي على أن قوات الجيش العراقي بكافة صنوفها وتشكيلاتها في حالة استعداد تام وأنها تقوم بتنفيذ واجباتها الأمنية بصورة متواصلة لحماية البلاد من أي تهديد خارجي وأكد الوزير العراقي أن القوات العراقية جنباً إلى جنب مع باقي الأجهزة الأمنية الأخرى تعمل ليل نهار لحماية أمن المواطنين والحفاظ على استقرار البلاد وأمنها من أي مخاطر خارجية مشدداً على أن العراق لن يقبل بأي حال من الأحوال بأن يكون أرضاً لتسلل السوريين أو المخربين
وفي ظل هذه الاستعدادات العسكرية الكبيرة التي يقوم بها الجيش العراقي على الحدود مع سوريا تبدو بغداد وكأنها ترسل رسالة قوية إلى الداخل والخارج بأن أمن العراق خط أحمر لن يُسمح بالمساس به تحت أي ظرف من الظروف ومع استمرار المواجهات في سوريا واحتمالية تصاعد التوترات الإقليمية فإن التحرك العسكري العراقي قد يكون خطوة استباقية لمنع امتداد النزاع إلى الأراضي العراقية خاصة في ظل التهديدات المستمرة
ومما يزيد من حساسية الموقف الحالي هو التحركات العسكرية المتزامنة من جانب كل من الجيش العراقي وقوات المعارضة السورية التي تحاول تحقيق مكاسب ميدانية جديدة في مواجهة الحكومة السورية هذا التزامن في التحركات العسكرية على جانبي الحدود يضع المنطقة أمام تحديات أمنية غير مسبوقة ويثير مخاوف من احتمال تصاعد النزاع ليصبح إقليمياً بأبعاد أوسع ما يستدعي اتخاذ خطوات حازمة لمنع تفاقم الوضع
وفي هذا السياق يعتبر نشر هذه الألوية العراقية على الحدود مع سوريا إشارة واضحة إلى أن بغداد مستعدة لمواجهة أي تهديدات قد تنجم عن الوضع المتفجر في سوريا وأنها لن تتردد في استخدام كافة الوسائل المتاحة لحماية حدودها وأمن مواطنيها من المخاطر الخارجية
