بيان المجلس العربي : لدعم وتأييد للثورة السورية بعد تحرير مدينة حلب
يتوجه المجلس العربي بالتحية والاعتزاز للشعب السوري العظيم، الذي قدّم التضحيات الجسام في سبيل الحرية والكرامة والعدالة، ويهنئه على انتصاراته البطولية التي توّجتها سيطرة الثوار على مدينة حلب.
هذه الانتصارات تعكس شجاعة هذا الشعب البطل في مواجهة آلة القمع والاستبداد التي تجاوزت كل حدود الإنسانية.
ونؤكد، في هذا السياق، أن هدف الثورة السورية لم يكن يومًا مجرد إسقاط طاغية، بل بناء سوريا جديدة، دولة قانون ومؤسسات، تنعم بالحرية والمساواة في ظل احترام كرامة الإنسان. ومن هذا المنطلق، ندعو جميع القوى الثورية والمجتمعية إلى:
1. التمسك بأخلاق الثورة وعدم التشفي والتعامل مع جميع المواطنين السوريين، بما في ذلك أولئك الذين وجدوا أنفسهم في مناطق النظام، بروح الإخاء الوطني والاحترام المتبادل، بعيدًا عن أي مظاهر انتقام أو تشفٍ.
2. احترام القانون الدولي الإنساني وحقوق الإنسان، والالتزام التام بقواعد الحرب المعترف بها دوليًا، والابتعاد عن أي تعدٍ على المدنيين أو انتهاك لحرياتهم. فالثورة التي تطالب بالحرية لا بد أن تجسدها في كل خطواتها.
3. الحرص التام على تعزيز السيادة الوطنية واستقلالية القرار الوطني السوري بعيدا عن اي تدخل أجنبي مهما كانت طبيعته
4. تحرير المدينة يجب أن يتبعه خطوات مدروسة نحو تأسيس إدارة سياسية مدنية تمثل جميع أبناء المدينة، وتعزز العدالة والمساواة،
وتُبنى على مبادئ الحوكمة الرشيدة وسيادة القانون، لضمان استقرار المدينة وتوفير حياة كريمة لسكانها.
5. ضرورة محاسبة مرتكبي جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية في سوريا، وعلى رأسهم المجرم الديكتاتور بشار الأسد. كما يدعو المجلس إلى إنهاء سياسة الإفلات من العقاب، باعتبارها السبيل الوحيد لتحقيق السلام العادل والمستدام، وضمان عدم تكرار مثل هذه المآسي.
إن المجلس العربي يدعو كافة القوى الدولية والإقليمية لدعم إرادة الشعب السوري في بناء دولته الحرة المستقلة، ويشدد على أهمية تقديم الدعم الإنساني العاجل للمدنيين في المناطق المحررة، وتعزيز جهود إعادة الإعمار.
رحم الله شهداء سوريا، وشفى جرحاها، وحمى أهلها، لتعود سوريا حرة مستقلة، ودرّة في تاج الأمة العربية.
المجلس العربي
30 نوفمبر 2024
الرئيس د. منصف المرزوقي