تقاريرتكنولوجيا

40% زيادة في طلاب الحاسبات والذكاء الاصطناعي بالجامعات المصرية 2025/2024

شهدت الجامعات المصرية ارتفاعاً ملحوظاً في أعداد الطلاب الملتحقين ببرامج الحاسبات والمعلومات والذكاء الاصطناعي خلال العام الدراسي 2025/2024 حيث بلغ عدد الطلاب المسجلين في هذه البرامج حوالي 110 آلاف طالب مقارنة بالعام السابق مما يمثل زيادة تقدر بحوالي 40% عن العام الدراسي 2023/24.

هذا النمو الكبير في عدد الطلاب يعكس توجه الطلاب المتزايد نحو دراسة هذه التخصصات التي أصبحت محورية في ظل التحولات التكنولوجية السريعة التي يشهدها العالم

تعكس هذه الزيادة مدى اهتمام الطلاب والجامعات على حد سواء بمجال الحاسبات والمعلومات والذكاء الاصطناعي الذي بات يحتل مكانة هامة في سوق العمل على مستوى العالم ويُعزى هذا الإقبال المتزايد إلى النمو المطرد في الطلب على المتخصصين في هذه المجالات حيث إن التطور التكنولوجي المتسارع أدى إلى توسع نطاق التطبيقات الرقمية في جميع المجالات الاقتصادية والاجتماعية والتعليمية وحتى الصناعية

ويأتي تزايد الاهتمام بدراسة هذه التخصصات استجابة لحاجة سوق العمل إلى الكفاءات القادرة على التعامل مع تقنيات الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية وتحليل البيانات الضخمة وتطوير البرمجيات وغيرها من المهارات التي أصبحت مطلوبة بشكل أساسي في مختلف الصناعات وقد أظهرت الدراسات أن الطلب على المتخصصين في هذه المجالات سيستمر في الارتفاع خلال السنوات القادمة مما يعزز من توجه الطلاب نحو هذه المجالات الواعدة التي تضمن لهم فرصاً وظيفية متميزة

ومن الملاحظ أن الجامعات المصرية لعبت دوراً مهماً في زيادة الالتحاق بهذه البرامج من خلال تطوير المناهج الدراسية لتواكب أحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا وتقديم برامج تعليمية متخصصة في مجالات الحاسبات والمعلومات والذكاء الاصطناعي.

فقد سعت الجامعات إلى تهيئة بيئة تعليمية متكاملة تتيح للطلاب فرصة اكتساب المعارف النظرية والمهارات التطبيقية التي يحتاجون إليها للنجاح في سوق العمل. كما أن العديد من الجامعات بدأت في إدخال تقنيات جديدة في طرق التدريس مثل التعليم المدمج الذي يجمع بين التعليم التقليدي والتعلم عبر الإنترنت مما ساهم في تعزيز تجربة التعلم للطلاب وزيادة قدرتهم على استيعاب المعلومات بشكل أكثر فعالية

ومن العوامل الأخرى التي ساعدت على زيادة أعداد الطلاب في هذه التخصصات هو الدعم الحكومي المتزايد لقطاع التعليم التكنولوجي حيث قامت الدولة المصرية بإطلاق عدة مبادرات تهدف إلى تعزيز التعليم التكنولوجي وإعداد جيل من المتخصصين المؤهلين في مجال الحوسبة والذكاء الاصطناعي.

وتشمل هذه المبادرات تطوير البنية التحتية للتعليم التكنولوجي وإنشاء مراكز أبحاث متخصصة ودعم الأبحاث والابتكارات التكنولوجية. كما تم إطلاق العديد من البرامج التدريبية والتأهيلية للطلاب والخريجين لتعزيز قدراتهم التقنية وزيادة فرصهم في الحصول على وظائف في هذا المجال

بالإضافة إلى ذلك فإن تزايد التعاون بين الجامعات المصرية والشركات التكنولوجية العالمية ساهم في تحسين مستوى البرامج التعليمية المقدمة في هذه التخصصات حيث قامت العديد من الشركات الكبرى مثل جوجل ومايكروسوفت بالتعاون مع الجامعات لتقديم برامج تدريبية متخصصة للطلاب وتوفير فرص التدريب العملي في بيئات عمل حقيقية مما أتاح للطلاب فرصة اكتساب خبرات عملية قيمة خلال فترة دراستهم. وقد ساهم هذا التعاون أيضاً في تطوير البرامج الدراسية لتتوافق مع المتطلبات المتغيرة لسوق العمل العالمي

من جانب آخر فإن التحولات الاقتصادية والاجتماعية التي يشهدها العالم في ظل الثورة الرقمية عززت من أهمية دراسة تخصصات الحاسبات والمعلومات والذكاء الاصطناعي إذ أن تلك التخصصات أصبحت تلعب دوراً محورياً في مختلف المجالات بدءاً من الرعاية الصحية والتعليم وصولاً إلى الصناعة والتجارة والخدمات المالية. ولم يعد الاهتمام بهذه التخصصات مقتصراً على الطلاب الذين يرغبون في العمل في قطاع التكنولوجيا بل أصبح هناك اهتمام متزايد بها من قبل الطلاب الراغبين في تطوير مهاراتهم التقنية بغض النظر عن تخصصاتهم الأصلية

يضاف إلى ذلك أن التطورات الأخيرة في مجالات الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة والتحليل الرقمي جعلت هذه المجالات أكثر جذباً للطلاب حيث توفر هذه التخصصات فرصة للمشاركة في إيجاد حلول جديدة للتحديات العالمية مثل تحسين الرعاية الصحية وزيادة كفاءة الطاقة وحماية البيئة وتحليل البيانات الضخمة بطرق تساهم في تحسين عمليات اتخاذ القرار على المستويات المختلفة. ومع استمرار تطور هذه المجالات وزيادة تأثيرها على جميع مناحي الحياة يتوقع أن يستمر الإقبال المتزايد على برامج الحاسبات والمعلومات والذكاء الاصطناعي في المستقبل

ولا يمكن إغفال دور الجامعات المصرية في جذب الطلاب الأجانب الذين يرغبون في دراسة هذه التخصصات حيث أصبحت مصر وجهة تعليمية متميزة في هذا المجال نظراً لجودة البرامج التعليمية المقدمة بأسعار تنافسية مقارنة بالدول الأخرى. وقد ساهمت هذه العوامل في زيادة عدد الطلاب الدوليين الملتحقين ببرامج الحاسبات والمعلومات في الجامعات المصرية وهو ما يعزز من مكانة مصر على الساحة التعليمية الدولية

بناءً على ما سبق فإن زيادة عدد الطلاب الملتحقين ببرامج الحاسبات والمعلومات والذكاء الاصطناعي في الجامعات المصرية لا تعكس فقط التغيرات في توجهات الطلاب نحو دراسة هذه التخصصات بل تؤكد أيضاً على الأهمية المتزايدة لهذه المجالات في ظل الثورة التكنولوجية الحالية واحتياجات سوق العمل المستمرة للمزيد من المتخصصين في هذا القطاع الحيوي الذي يعد من أهم عوامل التحول الرقمي المستقبلي

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى