تركيا تُوسع تعاونها مع مصر في إفريقيا
تواصل مصر وتركيا جهودهما لتعميق تعاونهما في القارة الإفريقية، في وقت تشهد فيه علاقات الدولتين طفرة كبيرة، وفي ظل امتلاك أنقرة علاقات متعددة مع عدة دول في القارة السمراء. ونظمت سفارة تركيا لدى القاهرة اجتماعا بمشاركة السفراء الأفارقة في مصر، وبحضور السفير إيهاب عوض، مساعد وزير الخارجية المصري للشؤون الإفريقية، وهذا هو الاجتماع الثاني في ذات الاتجاه هذا الشهر، بعد استضافة الخارجية المصرية اجتماعا قبل أسبوعين جمع مسؤولين مصريين وأتراك.
وخلال الاجتماع بالسفارة التركية، تناول المشاركون “التعاون الذي تم تنفيذه في إطار الشراكة التركية الإفريقية في إطار مؤتمرات القمة واجتماعات وزراء الخارجية وبرامج العمل المعتمدة”. وقال السفير التركي بالقاهرة صالح موطلو شن إن مصر هي أكبر شريك تجاري لتركيا في إفريقيا، كما أنها وجهة لأكثر من نصف الاستثمارات التركية في مصر، مشيرا إلى وجود فرص لتعاون استثماري مصري تركي في إفريقيا.
ونوه السفير التركي بتوسيع أنقرة تواجدها في إفريقيا سياسيا واقتصاديا، من خلال زيادة عدد سفاراتها في القارة من 12 سفارة في عام 2002 إلى 44 سفارة اليوم، وسيرتفع هذا العدد قريبا إلى 50 سفارة، بحسب تصريحات السفير.
وأوضح شن أن وكالة التعاون والتنسيق التركية قدمت حتى الآن مساعدات تنموية بقيمة 2.5 مليار دولار لإفريقيا. وأشار إلى وجود فرص تعاون واسعة لشركات المقاولات التركية والمصرية في إفريقيا، متحدثا عن “آفاق واسعة وكبيرة للغاية” لتعاون تركيا ومصر مع الدول الإفريقية، على أساس تاريخي قوي في إطار المساواة والاحترام المتبادل والثقة المتبادلة.
من جهته، قال مساعد وزير الخارجية المصري للشؤون الإفريقية السفير إيهاب عوض إن نتائج مؤتمر المراجعة الوزاري الثالث للشراكة التركية الإفريقية الذي عقد في جيبوتي يومي 2 و3 نوفمبر 2024، تعد مؤشرا على توثيق العلاقات بين تركيا والدول الإفريقية. وأشار إلى الإمكانات التي تتمتع بها إفريقيا بسكانها الشباب، مؤكدا أهمية استثمار تركيا في الشعوب من خلال مساعداتها التنموية للقارة السمراء. وذكر أن رئيسي مصر وتركيا التقيا مرتين هذا العام، وكانت مسألة التعاون في إفريقيا من أبرز بنود جدول أعمال اجتماعاتهما.
فيما قال السفير نادر فتح العليم، ممثل الاتحاد الإفريقي لدى جامعة الدول العربية، إن أوجه التعاون بين تركيا والاتحاد الإفريقي. متعددة وأن المؤتمر الذي عقد في 3 نوفمبر أظهر التقدم المحرز في مجالات السلام والأمن والاستقرار والمعلوماتية والتجارة والاستثمارات. وشدد على أن الاتحاد الإفريقي وتركيا متضامنان ومتعاونان في القضايا الإقليمية، وخاصة القضية الفلسطينية، وعلى الساحة الدولية.
وفي وقت سابق من نوفمبر الجاري، استضافت وزارة الخارجية المصرية، الجولة الثانية من المشاورات السياسية بين مصر وتركيا بشأن قضايا إفريقيا، وتركزت النقاشات على منطقة القرن الإفريقي والبحر الأحمر.
واستعرض وفدا البلدين اللذان ترأسهما من الجانب المصري السفير إيهاب عوض، مساعد وزير الخارجية للشؤون الإفريقية، ومن الجانب التركي إليف أولجن، مدير عام إدارة شرق وشمال إفريقيا بالخارجية التركية، الوفد التركي، رؤيتهما حول التطورات المتسارعة في منطقة القرن الإفريقي والبحر الأحمر، واتفقا على وجود مساحة كبيرة للتفاهم حول تعزيز الأمن والاستقرار بالمنطقة، بما يسهم في استعادة معدلات مرور السفن التجارية الدولية عبر البحر الأحمر إلى وضعها الطبيعي.