القرن الأفريقي.. صراع نفوذ عالمي يهدد بحرب باردة جديدة
يشهد القرن الأفريقي تصاعدًا في التوترات الدولية بسبب موقعه الاستراتيجي وثرائه بالموارد الطبيعية، وسط هشاشة سياسية وأمنية تجعل المنطقة هدفًا لصراع القوى الكبرى والإقليمية.
أهمية استراتيجية
تتمثل أهمية القرن الأفريقي في تحكمه بالممرات البحرية العالمية عبر البحر الأحمر وخليج عدن، حيث يمر 12% من التجارة العالمية.
كما تضم المنطقة عشرة موانئ رئيسية تشكل محط تنافس بين قوى مثل الولايات المتحدة، الصين، وتركيا، بالإضافة إلى قوى إقليمية أخرى.
التنافس الدولي
وفقًا لد. أسماء الحسيني، المتخصصة في الشأن الأفريقي، تعزز الصين نفوذها في المنطقة من خلال مبادرة “الحزام والطريق” وإدارة ميناء جيبوتي.
في المقابل، تركز الولايات المتحدة على التحالفات البحرية لتأمين مصالحها التجارية، بينما تعمل تركيا على توسيع وجودها في الصومال عبر اتفاقيات تطوير الموانئ وحقول النفط والغاز.
سباق القواعد العسكرية
بحسب د. محمد عز العرب، أصبحت جيبوتي مركزًا للقواعد العسكرية الأجنبية، حيث تستضيف قواعد أمريكية، صينية، فرنسية، وغيرها، ما ساهم بنحو 18% من دخلها القومي عام 2020.
في الصومال، افتتحت تركيا قاعدة عسكرية عام 2017، فيما تسعى روسيا لإقامة قواعد في إريتريا والسودان، بينما تنشط الهند في خليج عدن لمكافحة القرصنة.
تعقيدات سياسية وأمنية
يشير الخبراء إلى أن التنافس الدولي على الموارد والبنية التحتية في المنطقة يزيد من تعقيداتها السياسية، ما يهدد بتحويلها إلى ساحة صراع قد تنذر بحرب باردة جديدة.
مخاوف من التصعيد
مع تسارع وتيرة الحشد العسكري والمنافسة الاقتصادية، يزداد القلق من احتمالات تصعيد قد يشمل مواجهات مسلحة، ما يستدعي جهودًا دولية للتعامل مع التحديات الأمنية وضمان الاستقرار في منطقة ذات أهمية استراتيجية للعالم.